بدأت الخلافات داخل صفوف حزب حركة نداء تونس تزداد اتساعا مما يوحي ب"استحالة إيجاد توافق" بين المتنافسين على التحكم في تسيير شؤون الحزب والتحضير للمؤتمر التأسيسي القادم، حسب تصريحات القيادي في الحركة، عبد العزيز القطي. وسعيا لوضع حد لهذا الصراع الدائر بين الفرقاء واتهام كل طرف الآخر بالانقلاب على الهياكل القاعدية، قررالمكتب التنفيذي لحزب نداء تونس خلال اجتماعه أمس بغياب حافظ السبسي، نائب رئيس الحركة، إحداث "هيئة محايدة ومستقلة "للإعداد للمؤتمر إلى جانب إقرار المكتب التنفيذي كهيكل تقريري وسلطة عليا يتخذ كل القرارات الواجب تنفيذها مع الإبقاء على المكتب السياسي كهيكل شرعي منتخب يتولى تسيير الحزب الى غاية انعقاد المؤتمر الذي لم يحدد تاريخه بعد. ويأتي هذا الاجتماع قبيل إنعقاد اجتماع ممثلي الهياكل الجهوية والمحلية بولاية جربة على امتداد يومين بداية من اليوم السبت 17 أكتوبر الجاري والذي ترى فيه أغلب قيادات الحزب "محاولة انقلاب" على شرعية هياكل الحزب بدعوته إلى "حل المكتب السياسي" وهو ما يعني حل الحزب والمس بتماسكه ووحدته. و حسب بيان لممثلي الهياكل الجهوية والمحلية فإنهم سيناقشون الأوضاع التي يعيشها الحزب والخروج بقرارات حاسمة حول المؤتمر التأسيسي للنداء. وكان الامين العام لحركة نداء تونس، محسن مرزوق، قد دعا قبل اجتماع المكتب التنفيذي إلى ضرورة "التعقل والحكمة والتهدئة والتوافق وتغليب مصلحة الحزب على المصالح الشخصية" نافيا وجود أي مشكلة شخصية مع أي طرف في الحزب في إشارة واضحة إلى حافظ قائد السبسي. ومن جانبه، أكد عضو المكتب التنفيذي عبد العزيز القطي في تصريح له أن اجتماع جربة سيكون فرصة للبحث عن "حلول لتطويق الأزمة" داخل الحزب، مشيرا إلى أن الحركة باتت فضاء "للصراع وتصفية الحسابات الشخصية "عوضا عن التفكير في مصلحة الحزب عبر تكوين لجان وهياكل قادرة على إنقاذ الحزب والمحافظة على وحدته. وأشار نفس المتحدث الى أن اجتماع جربة سيحضره عدد من المنسقين الجهويين والمحليين و من نواب الكتلة البرلمانية والمكتب السياسي والتنفيذي للحزب وهم من الذين سيقرون ب"عجز" المكتب السياسي وضعف أدائه وعدم قدرته على تسييرشؤون الحزب، ويدعون إلى تشكيل" قيادة جديدة".