تبحث قمة الدول العربية و دول أمريكا اللاتينية المنعقدة منذ يوم الثلاثاء بالرياض جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك تمهيدا لتبني "إعلان الرياض'' في ختام أشغالها يوم الاربعاء حول الاوضاع في فلسطينوسوريا واليمن وليبيا الى جانب مسائل تتعلق بمختلف اوجه التعاون المشترك. وينتظر ان تساهم القمة التي يشارك فيها رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على رأس وفد يضم وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة في توطيد العلاقات العربية مع الدول امريكا اللاتينية بما يعزز اوجه التعاون بينها و يحقق التنمية المستدامة و السلم والامن الدوليين. و كان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز قد أكد في تدخله امس في افتتاح اشغال القمة على ضرورة التعاون "البناء" بين جميع الدول العربية ودول امريكا الجنوبية. وركز على ملف السلم والسلام والأمن الذي اصبح كما قال "هاجس المجتمع الدولي إلى جانب مكافحة الإرهاب والحوكمة والهجرة وملف اللاجئين والتدخل الإنساني في مجموعة من المناطق و هي مواضيع تدفعنا الى الحديث عن أرضية مشتركة تمكننا من بلوغ الأهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة بعد عام 2015 " . و في كلمته خلال الاشغال دعا رئيس اورغواي إلي الأخذ بعين الاعتبار تطوير البنية التحتية والعملية التعليمية لتجنب الخروج من ركب التقدم" و ان "يكون للمنطقتين العربية والأمريكية الجنوبية تأثير في عملية اخذ القرارات الدولية حفاظا لحقوق مواطنينا". من جانبه أشاد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتزام الدول العربية والأمريكية الجنوبية بأجندة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015 , و"ان كان هناك الكثير الذي يتعين عمله للقضاء على الفقر والبطالة والفساد" على حد قوله, مشددا على النجاح الذي تحقق في تمكين المرأة ومناهضة العنف وتعزيز الحقوق الاساسية. اما رئيس أورغواي (رئيس مجموعة دول أمريكا الجنوبية في القمة العربية اللاتينية) فقد شدد على ضرورة ان "تكافح القمة الفقر لتقضي عليه داخل مجتمعاتنا وتعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة". بدوره, وصف وزير خارجية البرازيل فيريرا /الذي تتولي بلاده دور المنسق الاقليمي لدول امريكا الجنوبية/, الإرهاب بأنه آفة "يجب تعزيز الجهود لمكافحتها وتعزيز التعاون الدولي للحيلولة دون تجدد آفة الإرهاب والعمل على ترسيخ الديمقراطية وتحقيق التنمية"معربا عن أمله في التوصل إلي تسوية سلمية للنزاع العربي الإسرائيلي ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلية. ومن جهته اوضح نبيل العربى الامين العام للجامعة العربية أن انعقاد قمة الرياض بينما يشهد العلم العربى تحولات كبرى وغير مسبوقة لا سيما على مستوى المشهد الفلسطيني يوجب مقاربة جديدة تحقق الحل العادل والشامل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقرار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وذلك وفق جدول زمنى محدد تحت إشراف مجلس الأمن الاممي. و في ذات السياق أكد امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ان دعم دول أمريكا الجنوبية للقضية الفلسطينية تجسد مؤخرا فى الدعم الذى قدمته لرفع العلم الفلسطينى فى الأممالمتحدة كعضو مراقب. وتبحث القمة آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم العلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة, وذلك لتحقيق التنمية المستدامة في تلك البلدان. و قد أنشىء هذا الملتقى بناء على اقتراح من الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا خلال المؤتمر الأول لقمة رؤساء الدول والحكومات الذي عقد في مدينة برازيليا في البرازيل في مايو عام 2005 بهدف تعزيز العلاقات المتبادلة بين الجانبين العربي و الأمريكي الجنوبي بما يخلق فرصا جديدة للتعاون ويخدم لقضايا العربية. تعد قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الأميركية الجنوبية للإستفادة منه داخل المحافل والمنظمات الدولية في قضايا مثل إصلاح الأممالمتحدة, واحترام القانون الدولي, ورفض التحركات الدولية أحادية الجانب, ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذا طابع تنموي, وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية, بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح. وتضم القمة العربية الجنوبية التي تعقد كل 3 اعوام 34 بلد (12 بلد من أمريكا الجنوبية و 22 بلدا عربيا), إضافة إلي مشاركة كل من جامعة الدول العربية واتحاد دول أميركا الجنوبية. يذكر ان مقعد سوريا في القمة شاغرا بسبب تجميد أنشطتها في الجامعة العربية منذ عام 2011 ولم تشارك منذ ذلك الحين في أي نشاطات عربية.