إختتمت القمة العربية اللاتينية الثانية أعمالها مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة بالدعوة إلى تكثيف التعاون بين الدول العربية ونظيرتها بأميركا الجنوبية في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وأكدت القمة على أهمية تحقيق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى أساس الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وأعرب الإعلان الختامي عن قناعة الجانبين بأهمية التعاون جنوب-جنوب كآلية فعالة لتعزيز بناء القدرات وتبادل الخبرات في المجالات ذات الصلة مثل التنمية والابتكار ومكافحة الفقر، وأهمية تعزيز التعاون ثلاثي الأطرف الذي يسمح للمانحين بتعزيز برامج ومبادرات التعاون مع الجنوب. وتجنب إعلان الدوحة نقاط الاختلاف بين الدول العربية ودول أميركا اللاتينية كأمر محكمة الجنايات الدولية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير. كما شهدت القمة توقيع اتفاقات لتنشيط التجارة بين المنطقتين. وعلى هامش القمة عُقدت سلسلة لقاءات جانبية بين عدد من الزعماء العرب والأميركيين الجنوبيين بينها لقاء جمع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، في مقر إقامته بكل من نظيريه السوري بشار الأسد واللبناني ميشيل سليمان، اللذين التقيا أيضا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، وقد سخر شافيز من وصف الإدارة الأميركية لبلاده بأنها داعمة للإرهاب. وتساءل عما إذا كانت الحرب ضد الفلسطينيين في غزه إرهابا في نظر الإدارة الأميركية أم لا .. ! وقرر المشاركون في قمة الدوحة -التي شاركت فيها 33 دولة، 22 عربية و11 أميركية جنوبية- عقد القمة المقبلة في مدينة ليما عاصمة البيرو خلال النصف الأول من عام ,2011 وقد ناقشت قمة الدوحة العربية اللاتينية ما تم إنجازه من خطوات على طريق التعاون والتنسيق بين أعضاء التجمع منذ انعقاد القمة الأولى بالبرازيل في ماي 2005 . ودعا بيان صدر عن الملتقى الثاني لرجال الأعمال في الدول العربية ودول أميركيا الجنوبية، الذي انعقد على هامش القمة، إلى تسهيل فتح الأسواق وتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية ونظيراتها في أميركا الجنوبية. كما دعا رجال الأعمال في ملتقاهم إلى تشجيع إنشاء مصرف عربي أميركي جنوبي، وفتح خطوط بحرية بين الدول العربية والدول الأميركية اللاتينية، وتنظيم معارض تجارية بشكل دوري للتعريف بالنشاط التجاري في دول كلا الطرفين، وطالب بيان رجال الأعمال بتشجيع إنشاء اتحاد عام لغرف التجارة العربية ونظيرتها في أميركا الجنوبية وتيسير منح التأشيرات للمستثمرين وإزالة كافة المعوقات التي تحول دون انتقال الأشخاص والسلع بين الدول. كما دعا إلى جامعة عربية أميركية جنوبية وتطوير التعاون الأكاديمي بين الطرفين. وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد قال في كلمته الافتتاحية للقمة إن هناك تقاربا وأوجه شبه بين العالم اللاتيني والعربي فكلاهما لديه تجارب حضارية قديمة وثقافة متعددة المصادر وطموح إلى مستقبل كريم، وأوضح أمير قطر أن شعوب العالم العربي تابعت وتتابع حركة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تحققه شعوب قارة أميركا الجنوبية. وأضاف: أن هناك جهودا سابقة حاولت مد هذه الجسور إلا أن بعضها تعثر لأسباب متعددة، واعتبر الشيخ حمد المهاجرين العرب في القارة الأميركية اللاتينية رواسي لجسور تمتد عليها علاقات متجددة وخصبة. وطالب بمد جسور جديدة خاصة الجسر الثقافي الذي تسنده مواريث مشتركة بين ثقافاتنا من تأثير تلك التجربة الغنية في شبه القارة الأيبيرية، والتي استمرت قرونا طويلة. ومن المنتظر أن تنسق الدول العربية ودول أميركا اللاتينية مواقفها في قمة العشرين التي ستنعقد غدا في العاصمة البريطانية لندن.