يحل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية, كريستوفر روس,يوم الجمعة بمخيمات اللاجئين الصحراويين في إطارجولته التي يسعى من خلالها إلى كسر حالة الجمود التي تعرفها القضية الصحراوية ووضع تصور لحل هذا النزاع وفق مقتضيات القانون الدولي. في ثالث محطة له بعد الجزائر العاصمة أين تم إستقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, و زيارته للمغرب, سيصل المبعوث الأممي الى مخيمات اللاجئين ليلتقي بالوفد الصحراوي المفاوض وبقيادات من جبهة "البوليساريو" وكذا وزراء ومسؤولين بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وتأتي جولة السيد روس في خضم الجهود الأممية الرامية إلى بعث مسار المفاوضات بين طرفي النزاع (المغرب و البوليساريو) وذلك قبل عرض تقريره أمام مجلس الأمن الدولي في أبريل 2016 والذي سيقدم من خلاله تصوره لحل النزاع في الصحراء الغربية من خلال بعث المفاوضات بين طرفي النزاع. كما يرتقب أن يتجه السيد روس إلى أوروبا خلال الأيام المقبلة من أجل تنسيق برنامج للتعاون بين طرفي النزاع في القضية الصحراوية طبقا للوائح مجلس الأمن الدولي من أجل حل "عادل و نهائي" للنزاع يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. كما يسعى المبعوث الأممي من خلال جولته هاته إلى تحديد مواقف الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها الى المنطقة قبل نهاية العام الجاري وذلك بعد التقرير الذي سيوافيه به مبعوثه الخاص على ضوء مباحثاته مع طرفي النزاع (المغرب و جبهة البوليساريو) والدول الملاحظة (الجزائر و موريتانيا). و يراهن بان كي مون على جعل سنة 2015 "منعطفا" في مسار حل القضية الصحراوية,حسبما تعهد به في تقريره لشهر أبريل 2014. وذلك بالحصول على التزام حقيقي من طرفي النزاع بالشروع في المفاوضات "جادة وبدون شروط مسبقة" تأسس لفصل جديد من مسار تصفية الإستعمار بعد أكثر من ثلاث سنوات من آخر مفاوضات بين المغرب و جبهة البوليساريو والتي تعود إلى شهر مارس 2012 بمانهاست بالولايات المتحدةالأمريكية. وكان السيد روس قد قام بزيارتين مماثلتين إلى المنطقة شهري مارس و سبتمبر الفارطين وذلك بعد إستئناف مهامه الأممية في فبراير الماضي. ويتولى الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس منذ بداية 2009 مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة للصحراء الغربية. جولة روس هي تجديد للإلتزام الدولي بضرورة حل النزاع الصحراوي-وتثبت هذه الزيارة الثالثة من نوعها خلال السنة الجارية, الإلتزام المتجدد لهيئة الأممالمتحدة بالتوصل إلى حل سلمي يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للوائح الأممية كما دعا إليه مؤخرا بان كي مون من أجل فتح مفاوضات جدية و مسؤولة بين طرفي النزاع. كما أن الحركية الجديدة التي تميز نشاط السيد روس خلال السنة الجارية تنم عن تغير عملي في آليات التعاطي مع هذا النزاع الذي ظل يشكل مبعث قلق نظرا لإنعكاساته على السلم و الأمن و الإستقرار الإقليمي سيما في هذه المرحلة المضطربة. ففي آخر تصريح له بشأن هذا الملف, تكلم الأمين العام الأممي بان كي مون بكل وضوح على أن "الوضع في شمال غرب أفريقيا يثير القلق بشكل متزايد فيما يقترب الصراع حول مستقبل الصحراء الغربية, والمعاناة البشرية الناجمة عنه من عامهما الأربعين", داعيا إلى ضرورة وضع حد لهذا النزاع "ليتمكن سكان المنطقة من التصدي للتحديات المشتركة وتحقيق إمكاناتهم الكامل". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا في تصريح مماثل إلى ضرورة البحث عن تسوية مبكرة للنزاع بالصحراء الغربية وذلك في تقرير عاجل قدمه شهر أغسطس الماضي حمل من خلاله المغرب مسؤولية عرقلة جهود الأممالمتحدة للتوصل إلى حل عادل للقضية الصحراوية. ووصف التقرير بشكل واقعي عرقلة المغرب لمباشرة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية, بول دوك, لمهامها وإعادة إشراك المبعوث الشخصي كريستوفر روس. و من أهم الاستخلاصات التي يحتوي عليها التقرير هو ان اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة (لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار المعنية بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة) تعالج الصحراء الغربية على أنها مسألة تصفية استعمار.