تميزت السهرة الثالثة من فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة المقامة بابن زيدون إلى غاية 26 ديسمبر الجاري، بتلاقي موسيقي، برع في آدائه موسيقيون جزائريون وأجانب. وأتحفت جمعية الشيخ محمد بوعلي من تلمسان، التي استهلت الشطر الأول من الحفل الفني، الجمهور الذي غصت به القاعة من خلال تقديم أعضائها العشرين تحت قيادة الفنان طاهرالحصار، شذرات من الموسيقى الأندلسية في نوع الغرناطي الذي تتميز به عاصمة الزيانيين. وقد اختارت الجمعية التي تأسست في 2014 تكريما لروح أحد أعمدة الموسيقى الأندلسية بتلمسان الشيخ محمد بوعلي، تقديم نوبة الماية متبوعا بمصدر بعنوان "ما مقصدي الا الانفراد" وبطايحي ليليه درج بعنوان "فيق من النوم" وانصراف "يا نديم الليل ولى" لتختتم الجمعية التي نالت الجائزة الأولى في مسابقة الطبعة التاسعة لمهرجان الحوزي بتلمسان في جويلية المنصرم بخلاص بعنوان "الصباح انشر علامة". ونشطت الفنانة اليابانية فومو هيهارا الجزء الثاني من السهرة، حيث قدمت تجربتها الموسيقية التي تعتمد أساسا على الآلات الموسيقية العتيقة كآلة الكوتو التي تمثل الموسيقى التقليدية اليابانية. وشدت الفنانة اليابانية التي تعتبر الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية انتباه الجمهور بأدائها للأغاني اليابانية التقليدية التي تعبر عن الوجود وعن الخيروالشر بالإضافة تأليفها موسيقى تحوي مزيجا بين مقاطع عربية وأخرى يابانية لتختتم عرضها بتقديم مقطع موسيقي على ألحان أغنية "بالله يا حمامي" التي تعد من أشهر قصائد المالوف الجزائري. وتخللت هذه الأمسية نافذة على آلة القانون كامتداد للمنتدى الدولي الذي ينظم بالموازاة مع المهرجان، حيث برع العازف على آلة القانون الفنان محمد سعدواي بأنامله على تقديم مقتطفات أطربت مسامع الحضور. وفي ختام السهرة، عرضت مجموعة الجزائر "موسيقى وسلام" تحت قيادة خليل بابا أحمد عملا مشتركا يجمع بين الموسيقى الأندلسية بمختلف مدارسها والموسيقى الكلاسيكية. وتتألف المجموعة التي يديرها فنيا الباحث توفيق بن غبريط أربعة (4) فنانين جزائريين في الموسيقى الأندلسية وهم كريم بوغازي وليلى بورصالي (تلمسان) وامبارك دخلة (عنابة) ونورالدين سعودي (الجزائر العاصمة) وموسيقيين فرنسيين تابعين لجوق أركانجيلو و"ميزيك اند بيس" بليل الفرنسية. وقدمت المجموعة الموسيقية مختارات من الموسيقى الأندلسية بدءا من "تحيا بيكم" و"من حب هذه الغزالة" ومبارك نهار الزيارة" و"نار هواكم لهاب" و"تدللت في البلدان" كما شكل اعتلاء الموسيقي حسن صالح بوكلي مفاجأة السهرة حيث أدى هو أيضا مقطعا موسيقيا لأول مرة ليضفي على هذه المجموعة التي انطلقت في 2014 بتلمسان، تجربته الخاصة. وصرح قائد المجموعة، خليل بابا أحمد لوأج أن مجموعة الجزائر"موسيقى وسلام" هو مشروع فني وموسيقي يجمع موسيقيين جزائريين من مدارس الموسيقى الأندلسية وموسيقيين فرنسيين المشكلين أساسا من محترفين وهواة. وأضاف أن "فكرة المشروع بدأت في 2013، بعدما التقي أعضاء جوق اركانجيلو بالموسيقيين الجزائريين بليل الفرنسية وهو اللقاء الذي نتج عنه مشروعا فنيا كانت بذرته الأولى حفلا فنيا بمركز الدراسات الأندلسية بتلمسان بعد إقامة إبداعية دامت أسبوعا لدمج الموسيقيين الفرنسيين في تقاليد الموسيقى الأندلسية". وخصصت المجموعة خلال هذه الأمسية الفنية أغنية بعنوان "ديدين" تكريما لروح الموسيقي الجزائري خير الدين صاحبي الذي راح ضحية الاعتداءات التي هزت يوم 13 نوفمبر الفارط العاصمة الفرنسية باريس. ستحيي فرقة بولفاديرا (المكسيك ورباعي سيلينا (البرتغال) وفرقة التخت العربي السهرة الرابعة لهذا المهرجان الذي انطلقت فعالياته الأحد حيث رفعت هذه الطبعة لروح أحد أعمدة الموسيقى الأندلسية وسيد احمد ساري. وسيقام بدءا من اليوم الأربعاء والى غاية السبت المقبل بالمعهد العالي للموسيقى (الجزائر العاصمة) منتدى دولي حول آلة القانون مع تخصيص تكريمين لروح عازفي آلة القانون -- وهي إحدى الآلات الموسيقية العتيقة -- وهما الفنان الجزائري بوجمعة فرقان والسوري حسان تناري.