أثار إعلان جمهورية كوريا الشمالية الاختبار الناجح لقنبلة هيدروجينية لها ردود فعل منددة بشدة هذا الإجراء، ولم تكتفي جارتها الجنوبية بالاستنكار وأعلنت هي الأخرى نيتها القيام بنفس الإجراء ما يؤكد المزيد من الشكوك في الاستقرار في المنطقة. و وبعد إعلام بيونغ يانغ أمس أنها أجرت بنجاح اختبارا لجهاز نووي هيدروجينى مصغر وهو ما يمثل تقدما كبيرا فى القدرة التكنولوجية للدولة المنعزلة طرح الحزب السياسي الحاكم في كوريا الجنوبية اليوم الخميس ضرورة التسلح الذري للبلاد مؤكدا على انه "حان الوقت لكي تمتلك سيول قوة سلام نووية" من منظور الدفاع الذاتي للتصدي لأي تهديد خارجي لا سيما من جارتها الشمالية. و ردت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية على إعلان بيونغ يانغ تمسكها بتجاربها النووية بإن القوات المسلحة للبلاد ستعزز مراقبة كوريا الشمالية، كما أشارت إلى أن سيول "ستسعى جاهدة لصياغة موقف موحد مع المجتمع الدولي" لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. كما اتفقت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه والرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما يتعلق بالتجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية، على التعاون الوثيق بين البلدين في تسريع تبني مجلس الأمن للأمم المتحدة لقرار يفرض عقوبات قوية وشاملة على كوريا الشمالية. ومن جهتها نددت الولاياتالمتحدة هي الأخرى بهذا الإجراء وأكدت على لسان وزير خارجيتها جون كيري على ان "مثل هذا العمل الاستفزازي يمثل تهديدا صارخا للسلام والأمن الدوليين وانتهاكا فاضحا لكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". و ضمت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني صوتها لباقي الدول المستنكرة لإعلان كوريا الشمالية بتجربتها النووية الناجحة و قالت ان "هذه التجربة -إذا تأكدت- فإنها تشكل انتهاكا خطيرا للالتزامات الدولية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بعدم إنتاج أو اختبار أسلحة نووية تهدد سلام وأمن منطقة شمال شرق آسيا كلها وما وراءها". كما عبرت إسبانيا عن "استيائها" لتجربة كوريا الشمالية إطلاق قنبلة هيدروجينية معتبرة أن ذلك يشكل "تهديدا حقيقيا" للسلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية فيما قالت فرنسا ان التجربة النووية الأخيرة لكوريا الجنوبية، هي "عملا غير قانوني يهدد السلم والأمن الدوليين، وخرقا لقرارات مجلس الامن. و في المقابل،أعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، أن بلاده "لن تتخلى عن قدراتها النووية ما لم تتخل الولاياتالمتحدة عن سياستها المعادية، وأنها لن تنقل قدراتها النووية إلى دول أخرى". -عقوبات جديدة قد تفرض على كوريا الشمالية بسبب تجربتها النووية- قد يؤدي إعلان بيونغ يانغ نجاح تجربتها النووية إلى فرض عقوبات جديدة عليها تضاف إلى سابقتها حيث تتابع الدول الحليفة لجارتها الجنوبية عن كثب تطلعات بيونغ يانغ في المجال النووي لتقر في كل مرة عقوبات صارمة عليها تعزلها عن العلم الخارجي و هذا في الوقت الذي تقوم فيه دول أخرى بتجارب مماثلة و في بعض الأحيان أكثر حدة. و بعد ان أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه إذا تأكد إعلان كوريا الشمالية إجراء تجربة قنبلة هيدروجينية الذي تعتبره "انتهاكا واضحا" لقرارات مجلس الأمن ، أكدت على أنها لا تزال مستعدة للمساهمة في إيجاد حل سلمس للقضية النووية لكوريا الشمالية من خلال استئناف أنشطتها للتحقق من السلاح النووي لديها بمجرد التوصل إلى اتفاق سياسي بين الدول المعنية. -القوى الدولية تتوعد بالرد على قرارات بيونغ يونغ امتلاكها السلاح النووي- حثت عدد من الدول بيونغ يانغ على الوفاء بالتزاماتها للتخلي عن السلاح النووي و طالبتها بأن تتجنب القيام بأي فعل يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإقليمية. وشددت الصين على أن السلام والاستقرار في شطري كوريا ومنطقة شمال شرق أسيا يخدم مصلحة الجميع مؤكدة إصرار بكين على السعي لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وتسوية القضية النووية الكورية من خلال المحادثات السداسية. من جهته، وجه مدير منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية "دعوة لاستيقاظ" المجتمع الدولي إثر الاختبار الناجح للجهاز النووي الهيدروجينى المصغر لكوريا الشمالية. وأكدت الولاياتالمتحدة استمرارها في "حماية حلفائها في المنطقة والدفاع عنهم" و"ترد بشكل مناسب على كل استفزازات كوريا الشمالية" فيما هددت اليابان بردها بحزم على "تحدي" كوريا الشمالية لحظر الانتشار النووي واصفة أحدث تجاربها النووية بأنها "تهديد لامن اليابان" . -إيران و كوريا الشمالية دولتان مستهدفتان بالعقوبات جراء برامجهما النووية- تعتبر إيران و كوريا الشمالية من الدول المستهدفة بخصوص فرض العقوبات الشديدة عليها بسبب برامجها النووية التي يؤكد البلدين على طابعها السلمي فيما تؤكد الدول الغربية و الدول الحليفة لها على انها أسلحة نووية تهدد سلامة واستقرار و أمن المنطقة. و أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا على أنها تستعد لفرض عقوبات مالية على إيران التي تعد الأولى من نوعها منذ إبرام الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي لطهران فى يوليو الماضي بفيينا. وقالت مصادر مطلعة ان حكومة الرئيس أوباما تجهز عقوبات جديدة ضد شركات عالمية وأفراد بسبب برنامج الصواريخ الباليستية الايرانى. و في المقابل،أمر الرئيس الايرانى حسن روحانى وزير دفاعه اليوم بتوسيع برنامج إيران الصاروخي، وذلك ردا على تهديد أمريكي بفرض عقوبات بسبب اختبار صاروخ باليستى أجرته إيران في أكتوبر. و اكد على انه "نظرا إلى أن الحكومة الأمريكية ما زالت تواصل وبوضوح سياساتها العدائية وتدخلها غير القانوني، ينبغى للقوات المسلحة أن تزيد سريعا و بدرجة كبيرة قدراتها الصاروخية". -تجارب بيونغ يانغ النووية- تعتبر تجربة اختبار جهاز نووي هيدروجيني رابع اختبار نووي لكوريا الشمالية والثانى منذ تولى الزعيم الشاب كيم جونج أون للسلطة فى 2011 وكانت آخر مرة أجرت فيها كوريا الشمالية تجربة نووية فى 2013. وكانت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية قد اعلنت انه في 9 أكتوبر 2006 أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية ناجحة في نورث هامجيونج- دو في شمال شرق البلاد. على اثرها قام مجلس الأمن الدولي يوم 14 أكتوبر بتمرير القرار رقم 1718 ليدين فيه هذه التجربة. و في 25 مايو 2009 أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية. و أدت هذه التجربة إلى صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1874 الذي أدان "أشد الإدانة" السلطات في كوريا الشمالية و طالب البلاد بالتوقف عن إجراء مزيد من الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية. وفي 12 فبراير 2013 أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية ثالثة وصفتها وكالة الأنباء الرسمية للبلاد بأنها "عالية المستوى وآمنة ومثالية". ومرر مجلس الأمن الاممي بالإجماع القرار رقم 2094 يوم 7 مارس مطالبا كوريا الشمالية بالتخلي عن مشروعها الخاص بالأسلحة النووية والعودة إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.