أكد وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري بعد ظهر يوم الأحد بميلة بأن تحسين تموين بلديات ولاية ميلة بمياه الشرب انطلاقا من سد بني هارون يعد "أولوية هامة" لقطاعه لمواجهة النقص الذي تعانيه هذه البلديات رغم قربها من أكبر سد بالجزائر. وأبدى الوزير في لقاء صحفي بمقر الولاية على هامش زيارة قام بها إلى هذه المنطقة عدم رضاه عن واقع التموين بالماء مشيرا إلى مشروع هام على وشك الانطلاق لإعادة تأهيل القناة الرئيسية للتموين بالرواق رقم 1 الموجه لصالح 10 بلديات بوسط الولاية وذلك بغلاف مالي بقيمة 3 مليار دج. كما دعا إلى " تجنيد كل الوسائل" لإعادة تنشيط التنقيب عن المياه و تعبئة الموارد المائية الجوفية لتموين المناطق الريفية و الجبلية لتجاوز العجز المسجل حاليا. وتفقد السيد نوري بالمناسبة بمنطقة "المخوض" بمدخل مدينة ميلة نقطة الانزلاق الأرضي التي عادة ما تتسبب في إلحاق أضرار بقناة التموين الرئيسية بمياه الشرب انطلاقا من سد بني هارون. وعاين وزير الموارد المائية سد بني هارون حيث قدمت له معطيات إضافية عن سير هذه المنشأة المائية الأكبر في الجزائر والتي تخزن حاليا 1 مليار متر مكعب من المياه توجه لأغراض الشرب و السقي بعدد من ولايات شرق البلاد. وبعين المكان قدم أرزقي براقي المدير العام للوكالة الوطنية للسدود و التحويلات عرضا حول مدى تجسيد التحويل المائي الكبير انطلاقا من سد بني هارون إلى ولايات أم البواقي و باتنة وخنشلة. ويتوقع أن يتم التشغيل الكامل لهذا التحويل في الفاتح من يوليو المقبل وذلك بعد استكمال إنجاز محطتي الضخ لوادي سقان بولاية ميلة وعين كرشة بأم البواقي بالإضافة إلى حوض مائي بأولاد حملة (أم البواقي). وببلدية عين البيضاء حريش (شمال ميلة) عاين الوزير مشروع إنجاز محطة تصفية المياه المستعملة لبلديتي فرجيوة وعين البيضاء حريش و التي تندرج ضمن برنامج جاري إنجازه لبناء 5 محطات مماثلة لحماية سد بني هارون من التلوث. وبعين المكان شدد السيد نوري على وجوب إنهاء هذه المحطات في الآجال المحددة للحفاظ --كما قال-- على سلامة مياه سد بني هارون من التلوث بالمياه المستعملة. وبمحطة الضخ لسد بني هارون ألح الوزير على أهمية التسيير الجيد لتسديد مستحقات الكهرباء ولاسيما مع قرب موعد التشغيل الكامل لنظام تحويل مياه هذا السد العملاق. وسيتعزز سد بني هارون قريبا بمياه إضافية انطلاقا من سد بوسيابة بولاية جيجل بنحو 40 مليون متر مكعب حسبما أفاد مسؤلو الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات. قبل ذلك و في مستهل زيارته إلى هذه الولاية دشن الوزير دار البيئة لميلة حيث استمع لعرضين الأول حول مؤسسة "ميلة- نات" التي تنشط في مجال جمع و نقل النفايات المنزلية بمدينة ميلة و الآخر حول الدراسة المتعلقة بمشروع الشاطئ الاصطناعي المزمع إقامته على ضفاف سد بني هارون. كما أشرف السيد نوري بالمناسبة بصفة رمزية على دخول دورة فبراير إلى مؤسسات التكوين المهني و ذلك بأحد مراكز التكوين المهني و التمهين بمدينة ميلة برفقة سلطات الولاية وإطارات قطاع التكوين و التعليم المهنيين. ويختتم الوزير زيارته إلى ولاية ميلة مساء اليوم بمعاينة وحدتين إحداهما لرسكلة العجلات المطاطية بالتلاغمة و الأخرى لاسترجاع و رسكلة البلاستيك بشلغوم العيد تندرجان في إطار تشجيع الاستثمار في مجال المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة.