تم إنشاء 100 قطب فلاحي "مندمج كبير" على الصعيد الوطني تبعا لخصوصيات كل منطقة و ذلك قصد تشجيع و ترقية مختلف فرص الاستثمار الفلاحي المحلية و الجهوية وتجسيدها في الميدان, كما أفاد يوم الاثنين بسطيف الأمين العام لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري, كمال شادي. وأوضح السيد شادي خلال إشرافه رفقة والي سطيف محمد بودربالي على افتتاح تظاهرة يوم تحسيسي حول الاستثمار المحلي في قطاع الفلاحة بمدرج مولود قاسم نابت بلقاسم بالقطب الجامعي الباز بأن هذه "الأقطاب الفلاحية الكبرى المندمجة في إطار تجسيد الإستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الفلاحة في آفاق 2019 تهدف إلى توفير وتثمين كامل عناصر سلسلة الإنتاج الفلاحي بالمنطقة المعنية إقليميا بنشاط القطب". وأشار السيد شادي بالمناسبة إلى أن ولاية سطيف ستحتضن من جانبها أول قطب فلاحي متخصص في شعبة الحليب إلى جانب شعبة الحبوب يحكم قدراتها الإنتاجية المعتبرة في هذه المجالين الحيويين. وتقدر قيمة الإنتاج الفلاحي بولاية سطيف حسب معطيات رسمية لمديرية المصالح الفلاحية بأزيد من 83,9 مليار د.ج أي ما يعادل 2,9 بالمائة من قيمة الإنتاج الوطني الفلاحي السنوي. وتحتل هذه الولاية مراتب أولى في إنتاج الحليب و الحبوب على الصعيد الوطني حسب ما ذكره نفس المسؤول. و استنادا للأمين العام لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري فإن من أهم أهداف الجزائر في المجال الفلاحي لعام 2019 توقيف استيراد مسحوق الحليب و القمح الصلب من خلال العمل على رفع و ترقية المنتوج الوطني في مختلف الشعب الفلاحية و كذا الوصول إلى مستوى2 مليون هكتار من الأراضي المسقية منها 600 ألف هكتار تكون مخصصة لزراعة الحبوب. و تقدر المساحات المسقية وطنيا حاليا ب1,2 مليون هكتار وفقا لنفس المسؤول. وتندرج الجهود المبذولة حاليا وفقا لنفس المسؤول في إطار العمل على تعزيز الأمن الغذائي للبلاد و تثمين جهود المنتجين و المستثمرين عبر الوطن و خلق استثمارات مندمجة كبيرة عبر مناطق الجنوب و الهضاب العليا. ومن أولويات القطاع أيضا -كما قال- تطوير الصادرات الغذائية الصناعية للبلاد و ترقية الفلاحة الجبلية و تثمين الموارد الغابية و الصيدية و تربية المائيات . وقد تم على وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري تنصيب خلية لتسهيل الاستثمار تقوم بدراسة الملفات المودعة لديها في أجل لا يتعدى 10 أيام كما تعمل على تحسين مناخ الاستثمار في هذا القطاع الحساس وفقا لما ذكره السيد شادي. من جهته أشار والي سطيف محمد بودربالي خلال هذا اللقاء التحسيسي الذي جمع الأسرة الجامعية بسطيف بمنتجي القطاع الفلاحي و إطاراته وأجهزة دعم المشاريع و الاستثمار إلى اعتماد ما لا يقل عن 241 مشروعا للاستثمار الفلاحي بهذه الولاية من شأنها تمكن من فتح 12 ألف منصب شغل جديد. وتتمثل هذه المشاريع الهامة -كما قال- في 239 استثمارا في إطار الصناعة الغذائية التحويلية و مشروعين اثنين آخرين في مجال تربية المائيات. وقد تميزت أشغال هذا اللقاء التحسيسي حول الاستثمار المحلي في قطاع الفلاحة بتدخل مستشار وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري الشريف عماري حول إستراتيجية سياسة القطاع خلال المخطط التنموي 2015-2019 وكذا برنامج العمل المتعلق بتخفيض الاستيراد و ترقية الصادرات الفلاحية. وأوضح نفس المسؤول في مداخلته بأن قطاع الفلاحة الذي يوظف حاليا ربع العمالة النشطة في الجزائر كما يقدر رقم أعماله السنوي ب 35 مليار دولار يسعى إلى بلوغ أهداف إنتاجية هامة في آفاق 2019 منها إنتاج 67 مليون قنطار من الحبوب سنويا و 2,8 مليار لتر من الحليب و 57 مليون قنطار من البقول الجافة. وتم خلال الأشغال تقديم مداخلات أخرى تناولت محاور هامة منها برنامج مرافقة ودعم الاستثمار في قطاع الصيد البحري و تربية المائيات و تقديم الأقطاب الفلاحية المندمجة و الإطار القانوني والمزايا الممنوحة للمستثمرين و البحث الجامعي في خدمة الابتكار و المقاولاتية. و أقامت مديرية المصالح الفلاحية على هامش هذه التظاهرة معرضا متنوعا لمختلف المنتجات الفلاحية و الصيدية أبرزت تطور القدرات الفلاحية المحلية وإمكانيات و فرص ترقيتها في السنوات القليلة القادمة.