تعد زراعة النخيل بالمنطقة الجنوبية لولاية خنشلة مكسبا مهما لفلاحي المنطقة الذين يعكفون على تطويرها من خلال الاعتناء بأشجار النخيل و توسيع مساحة غراستها من أجل تحقيق منتوج وفير و جيد من حيث النوعية إلا أن ذلك يصطدم بمرض "بوفروة" الذي يصيب ثمار التمر. و تحدث لوأج الفلاح الشاب عبد النور من منطقة الرويجل و تحديدا بالمحيط الفلاحي ببلدية بابار (جنوبخنشلة) الذي يملك بستانا يضم حوالي 300 نخلة منتجة للتمر المعروف ب "الدقلة" عن جملة من الانشغالات خاصة مرض "بوفروة" الذي يصيب ثمار التمر و غالبا ما يقضي على المحصول برمته إذا لم يتم تدارك الأمر قبل نضج الثمار. واستطرد هذا الفلاح في وصف آفة "بوفرة" قائلا بأنها غشاء أبيض يغطي عرجون التمر ما يتسبب -حسبه- في انتفاخ التمر و تشكل بقع بيضاء عليها و بالتالي فسادها و سقوطها فتصبح غير صالحة للاستهلاك و التسويق و ما ينجر عن ذلك من خسارة مادية و شعور بالإحباط وسط الفلاحين. و عن مكافحة هذا المرض فلخصها الفلاح عبد النور في "الوقاية" مشيرا إلى أن الفلاح صاحب شجر النخيل لا بد أن يحتاط لمرض "بوفروة" قبل أن يصيب النخلة و يتسبب في إتلاف عراجين التمر و ذلك من خلال إتباع العديد من الخطوات الوقائية المبيد الذي يستفيد منه الفلاح من مديرية المصالح الفلاحية و الذي يستعمل نهاية شهر يونيو أي قبل ينع الثمار لتفادي الإصابة بالمرض و تحقيق محصول. لكنه لفت في هذا الشأن بأن مصالح الفلاحة لم توفر خلال هذا الموسم كميات كبيرة من هذا المبيد الذي يستعمل في القضاء على "بوفروة" مقارنة بما كان عليه في السنوات الماضية مضيفا أنه "في حالة عدم كفاية كمية المبيد الذي تمنحه المصالح للفلاح سنلجأ إلى شراء كميات منه حماية للمحصول". كما لم يفوت ذات الفلاح الفرصة للحديث عن أهمية الإرشاد الفلاحي في التصدي لمثل هذه الأمراض التي تصيب المنتوج من خلال القيام بحملات تحسيسية ميدانية من قبل المصالح الفلاحية المعنية للتعريف بأنواع أمراض النباتات المختلفة و كيفية التصدي لها و الوقاية منها ناهيك عن التوجيه و الإرشاد الخاص بزراعة النخيل باعتبارها شعبة قال عنها عبد النور أنها تحتاج بجنوبخنشلة إلى المزيد من التعريف و التطوير بحكم حداثتها بالمنطقة و نقص خبرة فلاحي المنطقة بها. مصالح الفلاحة كلها عزم على مكافحة "بوفروة" أما رئيسة مصلحة مفتشية حماية النباتات بمديرية المصالح الفلاحية راضية بن خليفة فأفادت لوأج بأنه يتم سنويا تخصيص كميات من المبيد الذي يستفيد منه الفلاحون الذين يشتغلون في زراعة النخيل للقضاء على الحشرات التي تتسبب في مرض "بوفروة" المفسد للتمر. و أوضح ذات المصدر أنه تم منذ نهاية شهر يونيو الأخير و إلى غاية اليوم توزيع 2000 وحدة من خلال خلط 2 لتر من الماء ب 1 ملل من محلول المبيد ثم رشه على عرجون التمر مباشرة للقضاء على الحشرة التي تتسبب في هذا الغبار أو الغشاء أبيض اللون الذي تفرزه و تتركه على التمر. و أضافت بأنها حشرة تنتمي إلى عائلة العنكبوتيات و التي غالبا ما تضر بنوعية التمر "الدقلة" أو "دقلة نور" و تتسبب في ترك بقع بيضاء على الثمرة فضلا عن أنها تحدث ثقوبا بها. كما أكدت السيدة بن خليفة أن مصلحة مفتشية حماية النباتات تقوم دوريا بحملات توعوية تستهدف الفلاحين لتعريفهم بكيفية محاربة هذه الآفات و طرق التصدي لها و طرق استعمال المبيدات و العمل الوقائي الذي يسبق استعمال هذه الأدوية الكميائية من تنظيف للنخل و جريده و تقليمه و توسيع الأحواض إلى غير ذلك. و تحوز المنطقة الجنوبية لولاية خنشلة على ثروة جد هامة من أشجار النخيل قدرتها مصالح مديرية الفلاحة خلال الموسم الفلاحي الماضي بأكثر من 124 ألف نخلة منها قرابة 116 ألف نخلة مثمرة أنتجت 25 ألف قنطار من "دقلة نور" و 46 ألف و 400 قنطار من "تمر الغرس" و 6600 قنطار عبارة "دقلة بيضاء" أي بمجموع إنتاج إجمالي للتمور ب 78 ألف قنطار و ذلك على مساحة إجمالية مغروسة بلغت 766 هكتار. و استفيد من مصالح الفلاحة بأن المساحة و قدرة الإنتاج مرشحين للارتفاع خلال الموسم الفلاحي الحالي.