يستهل المنتخب الجزائري لكرة القدم يوم الاحد تصفيات كأس العالم واضعا نصب عينيه التأهل للمرة الثالثة على التوالي إلى العرس الكروي العالمي الذي تحتضن طبعته ال21 روسيا صيف 2018. المهمة ستكون في غاية الصعوبة ضمن "مجموعة الموت" على حد وصف المتتبعين حيث تضم إضافة للجزائر كل من الكاميرون و نيجيريا و زامبيا مما يجعل التكهن بهوية صاحب البطاقة الوحيدة عن المجموعة الثانية المؤهلة للمونديال معقدا. وجاءت نتائج القرعة نسبيا في صالح المنتخب حيث سمحت له باللعب بميدانه خلال المباراة الاولى وبالضبط بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي يحتضمن لقاءات "الخضر" منذ سنة 2008. هذا العامل قد يخدم كثيرا التشكيلة الوطنية لدى إستضافتها (30ر20) "العملاق" الكاميروني الذي هو في فترة إعادة البناء تحت إشراف المدرب البلجيكي هيغو بروس المتواجد بالعارضة الفنية منذ فبراير الماضي. أحسن سيناريو يتمناه الجزائريون هو الفوز و حصد النقاط الثلاث قبل التنقل لمواجهة نيجيريا يوم 12 نوفمبر القادم حيث تكون المأمورية أكثر صعوبة. وحول المباراة قال المهاجم العربي هلال سوداني ثاني أحسن هداف حاليا في صفوف الخضر : "الثقة عامل مهم لأي مهاجم و للفريق ككل. الأهداف تأتي بالأهداف و الإنتصارات تجلب الإنتصارات. هاته الديناميكية هي الامثل. لا يجب علينا تضييع خرجتنا الاولى أمام الكاميرون لان النقاط الثلاث غالية. ليس هناك مجال لتسرب الشك. علينا أن نكسب منذ البداية رصيدا معتبرا من الثقة. أهم شيء هو البداية". ساعة الحقيقة دقت بالنسبة للهجوم الجزائري معتمدا على خط هجومي يوصف ب "الناري" بوصوله لشباك المنافسين في 25 مناسبة خلال تصفيات كأس إفريقيا للأمم (كان-2017), يملك المدرب الصربي الجديد للخضر ميلوفان راييفاتش العديد من الأوراق الرابحة تسمح له بإصطياد عصفورين بحجر واحد : النجاح في اول خرجة في التصفيات و تسجيل أول فوز للجزائر ضد الكاميرون التي لم يسبق لها تجرع الهزيمة في تاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين. و يهدف التقني الصربي الذي قاد غانا إلى الدور ربع النهائي في مونديال-2010 لتحقيق "الافضل" مع الجزائر لكنه يعي صعوبة المأمورية أمام "الأسود غير المروضة". وليست عبارات الثناء التي أطلقها مدرب الفريق المنافس بخصوص الجزائر التي ستجعل راييفاتش يتراخى عن الهدف المحدد. وقال مدرب الكاميرون بروس بعد تعادل فريقه بهدف لمثله وديا أمام أولمبيك مرسيليا يوم الاربعاء: "نحن في مجموعة الموت رفقة الجزائر و نيجيريا و زامبيا وهي فرق جيدة خصوصا الجزائر التي تعتبر بالنسبة لي أحسن فريق في إفريقيا. المجموعة تلعب سويا منذ مدة وسبق لها تحقيق مشاركة جيدة في كأس العالم و كأس إفريقيا. من جانب الخبرة هم أحسن منا بالطبع". من جانبه نصح المدافع الدولي السابق للخضر عنتر يحي اللاعبين الجزائريين بعدم "التراخي" بعد سماع عبارات الثناء من قبل مدرب الكاميرون وهي نصيحة سيأخذها حتما زملاء القائد كارل مجاني بعين الاعتبار خصوصا أنها جاءت من لاعب خاض 54 مباراة دولية.