ساهم التعاون اللوجيستيكي والتقني، بين الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية وشركة "آراك سبور" الجزائرية-الايطالية، "في الارتقاء نوعا ما" بمستوى الطبعة الثانية لرالي الجزائر الدولي الذي إختتم أمس السبت، تاركا انطباعا ايجابيا لدى المشاركين على الرغم من بعض النقائص الطفيفة التي لم تؤثر على مجرياته. رالي "تحدي الصحاري"، كان إسما على مسمى، فبالإضافة إلى الإمكانيات المادية والبشرية المعتبرة التي رصدت له، فقد وضع حقل المنافسة أيضا، المتسابقين على المحك، فاختلفت القدرات الفنية و اللياقة البدنية، الذهنية والمعرفية من مشارك لآخر، وما من فائز بمرحلة من مراحل هذا الرالي (5 مراحل) إلا وقد الحق الضرر بمركبته أو أصيب بالارهاق، مثلما حدث لبطل النسخة الأولى للعام الماضي وراليات عالمية أخرى فوضيل علاهم (68 سنة) الذي انسحب في المرحلة الثالثة جراء التعب الشديد الذي نال منه. مدير شركة "آراك سبور" ، محمد الغوتي، وصف الحدث الرياضي " بالمغامرة الانسانية" بعدما جندت مئات الإطارات وسخرت تجهيزات "ضخمة" لإخراجه الى بر الأمان على مدار خمسة ايام، إذ لم يسجل أي حادث خطير يذكر ، عدا اصابة ثلاثة متنافسين (فرنسيان وجزائري) تم التكفل بهم. وصرح الغوتي ل"واج" : "اذا اعتبرنا ان الموعد الرياضي تحسن نوعا ما، فاننا سوف لن نبقى مكتوفي الايدي وسنواصل نشاطنا، اذا ما تم الاتفاق بين شركتنا والاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، قصد الارتقاء به الى المستوى العالي. الرالي سجل ضمن برنامج الهيئة الدولية، وننوي تنظيمه كبطولة عالم بتسمية +رالي التحمل+، مشيرا إلى انه لايجب التسرع والحكم عليه بالنجاح أو الفشل وإذا وقعت أخطاء تقنية أثرت على مجريات السباق فاتحمل مسؤوليتها كلية." - الدعم المادي والاستثمار في التكوين سر نجاح أي موعد رياضي واجتاز المتسابقون امتحانا صعبا للغاية في مسارات ذات خطورة قصوى لم ولن تكون رحيمة مع من خانته الاحترافية في القيادة او افتقر للامور المعرفية التي يتطلبها مثلا استخدام جهاز تحديد الموقع عن بعد (الجي بي اس) او فهم محتوى كتيب الملاحة راد بوك) والتحلي بالصبر مع استخدام الذكاء وغيرها من الامور التي تحتاج الى تكوين نظري وتطبيقي محلي بالنسبة للجزائريين ودعم من الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية اذا ما كانت تنشد الرقي بالراليات الجزائرية التي تنظمها على مدار السنة. وعن تقييمه لفعاليات الموعد الرياضي قال رئيس الهيئة الفديرالية ، شهاب بلول من جهته: "انا على قناعة بنجاح الرالي ونثمن العمل الذي قام به الشريك التقني. الامكانيات المادية هي التي خانتنا لترقية هذه الرياضة وجعل الموعد الرياضي من صنع جزائري". وأضاف : "الفيديرالية قامت بكراء العديد من وسائل العمل الميداني مثل استئجار مروحية للإجلاء الطبي تابعة لشركة طاسيلي وعدة سيارات رباعية الدفع وغيرها". كما أبدى "ارتياحه" لدخول كل المتسابقين أثناء مراحل المنافسة سالمين، والانطباع الايجابي السائد في أوساط المشاركين، لاسيما فيما يخص مسلك المسابقة الذي كان "رائعا للغاية" حسبهم وذو طبيعة صحراوية متنوعة التضاريس وخلابة تسر الناظرين. وبرأي المسؤول التقني الآخر، الايطالي دانيال كوتو فان تنظيم النسخة الأولى "كان معقدا بسبب نقص التكوين التقني، لكن لدى الجزائر مؤهلات كبيرة وخصوصيات فريدة لتنظيم رالي دولي من هذا الحجم وهي احسن بكثير من بعض البلدان في هذا المجال. هي قريبة من أوروبا وتستطيع استضافة حدث رياضي بمستوى فني مرموق يتضمن 10 مراحل تجرى في مسار رائع. هي تجربة ثانية ومختلفة نتمنى لها السمو مستقبلا." واستطرد قائلا : "نحن محظوظون لأنه لم يسجل أي حادث خطير ومستعدون للعودة مرة اخرى للجزائر إن سنحت الفرصة." وعرف رالي "تحدي الصحاري" الدولي الذي احتضنته الجزائر على مدار خمسة ايام مشاركة حوالي 150 متسابق من الجزائر، ايطاليا، فرنسا، اسبانيا وهولندا ونظم في خمس مراحل سيطرت عليها العناصر الايطالية. وسيتم مساء اليوم الاحد تنظيم حفل توزيع الجوائز على المتوجين بمركز تجمع وتحضير الفرق الوطنية بالسويدانية (الجزائر العاصمة) بعد عودة القافلة من غرداية.