أكد السفير الصحراوي بالجزائر بشرايا حمودي بيون اليوم الثلاثاء أن انسحاب المغرب من القمة الإفريقية-العربية الرابعة التي انعقدت في مالابو (غينيا الاستوائية) الأربعاء الماضي يعتبر "هزيمة لدبلوماسيته" ويعد فشلا لمحاولته "شرعنة احتلاله للصحراء الغربية". و أوضح السفير الصحراوي في تصريح لواج على هامش انعقاد ملتقى دولي حول "مساهمة الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا" اليوم بالجزائر العاصمة أن "ما حدث في قمة مالابو يعبر عن رفض الأفارقة بطريقة موحدة وواضحة للطرح المغربي الرامي إلى منع مشاركة الصحراويين في القمة" مشيرا إلى أن "المغرب حاول مرة أخرى الضغط على إفريقيا لكن قادتها رفضوا كل ذلك ودافعوا كلهم وبصوت واحد عن القضية الصحراوية". و أردف السيد بشرايا حمودي بيون قائلا أنه "ما وقع في مالابو يدل على أن المغرب مرفوض من قبل الاتحاد الإفريقي و حتى من قبل الدول الإفريقية وعليه الالتزام بالشرعية الدولية والدخول في مفاوضات جادة مع الصحراويين ويقبل حقهم في تقرير مصيرهم". و أفاد أن "المغرب انسحب مع خمس دول أخرى (ممالك) فقط بينما واصلت جميع الدول الحاضرة أشغال القمة وحتى الدول التي لها علاقات قوية مع المستعمر المغربي على غرار السودان و السينغال والغابون لم تنسحب" و هذا ما يؤكد كما أشار إليه السفير الصحراوي أن "القضية الصحراوية هي قضية إفريقية بالدرجة الأولى". و اعتبر الدبلوماسي الصحراوي أن "المغرب لا يريد الرجوع للاتحاد الإفريقي للمساهمة في بناء إفريقيا وإنما من أجل تقسيم و تفتيت هاته القارة وتدمير ما صنعه القادة الأفارقة الذين ركزوا خلال كفاحهم من أجل التحرر على ضرورة منح الشعوب حق تقرير مصيرها". و أوضح أن المغرب أصبح "معزولا على المستوى الإفريقي والعربي" كما أن "القضية الصحراوية انتصرت من جديد على الطرح المغربي". و لم يستبعد السيد بشرايا أن "يقع للمغرب خلال قمة الاتحاد الإفريقي المرتقبة في يناير المقبل نفس ما وقع له في قمة مالابو" مشيرا إلى أن هذه الدولة الاستعمارية "ستبقى معزولة طالما رفضت احترام المبدأ المؤسس للاتحاد الإفريقي". وفي سياق آخر أشاد السفير الصحراوي بدور الجزائر الفعال في دعم الحركات التحررية عبر العالم أجمع و القارة الإفريقية و كذا الصحراء الغربية التي ما فتئت تعبر عن دعمها الشامل والكامل لآخر مستعمر في إفريقيا. و أضاف أن الجزائر "تدعم و ستواصل دعمها للقضية الصحراوية على مستوى الاتحاد الافريقي و كل المحافل الدولية لأنها تدافع عن الشرعية الدولية و تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها". وكانت دول الإتحاد الإفريقي قد شددت خلال أشغال القمة الإفريقية-العربية التي عقدت الأربعاء الفارط بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو، التزامها و تمسكها بالميثاق التأسيسي للإتحاد، وذلك عقب رفض المغرب المشاركة إلى جانب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعد عضوا مؤسسا و دولة كاملة العضوية في الإتحاد. وقد منيت محاولة المغرب ب"الفشل أمام الإرادة القوية" للدول الإفريقية التي أكدت مجتمعة احتراما لمبادئ الميثاق التأسيسي الإتحاد. وقد افتتحت صباح اليوم أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا" بمشاركة شخصيات وطنية وإفريقية بارزة وجامعيين وستتواصل الأشغال إلى غاية يوم غد الأربعاء حيث سيتم اعتماد البيان الختامي للملتقى.