صادقت اللجنة الأممية الخاصة لتصفية الاستعمار و المسماة لجنة ال24 يوم الاثنين ( 12 يونيو) بالإجماع على مشروعي (2) قرارات متعلقين بنشر المعلومات حول تصفية الاستعمار والأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي. و تضمن مشروع القرار الاول الذي قدمه رئيس لجنة ال24, الفينزويلي رافائيل داريو راميريز كارينو و الذي جاء تحت عنوان "المعلومات الخاصة بالأقاليم غير المستقلة" على التأكيد مجددا على ضرورة قيام القوى القائمة بالإدارة باطلاع الأمين العام الأممي بصفة منتظمة على الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للأراضي التي هي مسؤولة عنها. و يتعين على القوى القائمة بالإدارة مواصلة تقديم المعلومات الكاملة و الممكنة الى المسؤول الأممي الأول بشأن المستجدات السياسية و الدستورية للأقاليم المعنية. أما مشروع القرار الثاني المصادق عليه فيتعلق بنشر المعلومات حول تصفية الاستعمار. وجاء في النص أن الجمعية العامة ترى أنه من المهم مواصلة و مضاعفة جهودها من أجل النشر على أوسع نطاق ممكن للمعلومات المتعلقة بتصفية الاستعمار و حق شعوب الاقاليم غير المستقلة في تقرير المصير. و قد تم تأجيل المصادقة على نص ثالث حول ارسال بعثات زيارات الى الاقاليم إلى تاريخ لاحق بسبب غياب الاجماع. يتضمن النص الذي عرضته فينزويلا ارسال بعثات بصفة دورية من أجل زيارات الى الاقاليم غير المستقلة بغية تسهيل التطبيق الفعلي لإعلان منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة. و تمت صياغة أحكام هذا النص وفقا للوائح و قرارات الجمعية العامة و اللجنة الخاصة ذات الصلة و التي تطالب القوى القائمة بالإدارة بالتعاون بشكل كامل مع الأممالمتحدة من خلال استقبالها للبعثات الزائرة في الاقاليم الواقعة تحت ادارتها. و خلال نقاش تلى هذا الاجتماع أكدت ممثلة تيمور الشرقية السيدة ماريا هلينا لوباز دي خيسوس بيريز بأنه يتعين وقد بقيت 3 سنوات عن انقضاء العقد الدولي الثالث للقضاء على الاستعمار أن تكون هناك زيارة إلى جميع الاقاليم محل النقاش أمام اللجنة الخاصة . و من جهته اعتبر ممثل فينزويلا السيد دوغلاس نيكوميديس آرسيا فيفاس بأن بعثات الزيارات جد مفيدة و تسمح بالتقدم نحو تصفية الاستعمار. و تجدر الاشارة الى أن اللجنة الخاصة ستواصل أشغالها يوم الاثنين القادم ( 19 يونيو) لتنتهي دورتها الموضوعية يوم 23 من الشهر الجاري. الأممالمتحدة: لجنة ال24 ترفض طلب المغرب فرض ملتمسين اثنين نيويورك - رفضت اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة المعروفة بلجنة ال24 يوم الاثنين طلب الاستماع لملتمسين اثنين اراد المغرب فرضهما خلال الدورة الموضوعية للجنة التي تجري أشغالها بنيويورك. وبعد فشله في تقديم رئيس منطقة الداخلة ونائب رئيس منطقة العيون كممثلين للشعب الصحراوي باللجنة حاول المغرب بلا جدوى تقديمهما على أنهما ملتمسين ينبغي أن تستمع لهما اللجنة غير أنه تم رفض مشاركة 'الملتمسين الاثنين" بعد تصويت ب8 أصوات ضد المشاركة و7 أصوات مؤيدة و5 امتناعات. وتم تذكير المغرب بأن الاستماع إلى ملتمسين بشأن مسألة الصحراء الغربية ممارسة من اختصاص اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة وبتصفية الاستعمار وليس لجنة ال24. وأثار القرار نقاشا محتدما بين وفد المغرب ورئيس لجنة ال24 الفنزويلي رافائيل داريو راميراز كارينو. كما أثار هيجان ممثل المغرب وحليفه ضمن اللجنة غرينادا حفيظة السيد راميراز كارينو الذي ندد بما تلفظ به ممثل المغرب معتبرا ذلك بمثابة "تهديد موجه للجنة" ومتهما غرينادا ب"أخذ اللجنة كرهينة". وتوجه من جديد ممثل المغرب عمر هلال --الذي سبق أن أقدم على تصرف مخزي خلال اجتماعات منظمة الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية-- بعبارات الشتم للممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة صبري بوقادوم. واستعمل السيد بوقادوم حقه في الرد إذ طلب من نظيره المغربي مراقبة الفاظه مشيرا بوضوح إلى أن تصرفه ينتهك قواعد الدبلوماسية. اللجنة تدعم تقرير مصير الشعب الصحراوي ودار تقريبا جل النقاش الذي خصص في الفترة المسائية لتصفية الاستعمار في المناطق غير المستقلة ال17 التي تدخل ضمن اختصاص اللجنة الخاصة حول مسألة الصحراء الغربية وضرورة دعم تقرير مصير هذه الأراضي غير المستقلة. وفي مداخلته خلال أشغال الاجتماع دعا السيد بوقادوم إلى عقد استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي تحت الاشراف المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي متأسفا لكون شعب الصحراء الغربية لا يزال ينتظر بعد مرور 43 عاما أن ترافقه الأممالمتحدة على درب تقرير المصير. من جهته تأسف ممثل كوبا هومبيرتو ريفيرو روزاريو ل"عدم احراز أي تقدم في إيجاد حل سياسي ناجع لتسوية نزاع الصحراء الغربية" مشيرا إلى أن هذه الأمور متوقفة منذ أكثر من 40 عاما. وأكد الممثل الكوبي مجددا دعم بلده لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة. من جهته قال ممثل فنزويلا دوغلاس نيكوميديس ارسيا فيفاس إنه يولي اهتماما خاصا لمسألة الصحراء الغربية متأسفا لكون "هذه الأراضي غير المستقلة تعيش أحلك فترة في حياتها". وأكد الدبلوماسي الفنزويلي دعم بلده لتقرير مصير هذه الأراضي. كما ندد يقول أن المغرب يعرقل الجهود الاممية ميدانيا مما يكون له انعكاسات على السلم و الامن الدوليين و يفضي الى زعزعة استقرار المنطقة على حد قوله. و قد دعا المتدخل المغرب الى وضع حد للامتيازات المقدمة للاستغلال المنجمي و الصيد البحري بالإقليم الصحراوي و الممنوحة انتهاكا للوائح الاممالمتحدة ذات الصلة. و من جهته أعرب وفد نيكاراغوا الممثل بالسيد جاسير جيميناز عن دعمه لتقرير المصير بالصحراء الغربية مساندا بذلك جهود الامين العام الاممي الذي قام مؤخرا بتعيين مبعوث خاص بهدف ايجاد " حل دائم" و " يحترم الحق في تقرير مصير" الشعب الصحراوي. و ذكر السيد جيميناز بأن " أكثر من 40 لائحة تمت المصادقة عليها بخصوص هذه المسألة" حيث طالب الدول الأعضاء بالبقاء مجندة حول هذه القضية قصد تحقيق مسار تصفية الاستعمار. من جانب آخر عبرت ممثلة تيمور الشرقية السيدة ماريا إلينا دي جيزوس بيرس عن مساندة بلدها لجبهة البوليزاريو مؤكدة أن كل حل للنزاع ينبغي أن يدرجها بالضرورة كطرف موقع. و لدى اشادتها بجهود الأممالمتحدة و الاتحاد الافريقي من أجل التوصل الى حل لهذه القضية فقد دعت ممثلة تيمور الشرقية الدول الأعضاء الى العمل على وضع حد للاستعمار من خلال السهر على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. و من جهته تأسف ممثل ناميبيا لكون الاستفتاء بالصحراء الغربية لم ينظم بعد في حين أن المنظمة الاممية صادقت على لائحة في هذا الشأن معتبرا ذلك "نفيا تاما لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". كما انتقد مندوب زيمبابوي محاولات المغرب لعرقلة جميع الجهود الرامية الى التوصل الى حل عادل و دائم للنزاع معربا عن تأييده لإرسال بعثة من اللجنة الخاصة الى الصحراء الغربية. من جهتها تأسفت ممثلة جزر بيليز السيدة لوا ميشال يونغ لعدم تسجيل تقدم حول تقرير مصير هذا الاقليم غير المستقل حيث دعت الى تنظيم زيارة رسمية الى الصحراء الغربية و تحديد تاريخ تنظيم استفتاء حول تقرير المصير بهذا الاقليم مضيفة أنه " ليس للمغرب أية سيادة على هذا الاقليم".