تهجّم عمر هلال ممثل المغرب في اللجنة ال24 الخاصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة بعبارات السب والشتم على صبري بوقادوم الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة. واستعمل بوقادوم حقه في الرد إذ طلب من نظيره المغربي مراقبة ألفاظه مشيرا بوضوح إلى أن تصرفه ينتهك قواعد الدبلوماسية، خاصة وأن ممثل المغرب سبق أن أقدم على تصرفات مماثلة خلال اجتماعات منظمة الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية. جاء ذلك كردّة فعل من ممثل نظام المخزن بعدما رفضت اللجنة ال24 الخاصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، أول أمس طلب الاستماع لملتمسين اثنين أراد المغرب فرضهما خلال الدورة الموضوعية للجنة التي تجري أشغالها بنيويورك، ويتعلق الأمر برئيس منطقة الداخلة ونائب رئيس منطقة العيون كممثلين للشعب الصحراوي باللجنة، حيث حاول المغرب تقديمهما على أنهما ملتمسين ينبغي أن تستمع لهما اللجنة، غير أنه تم رفض مشاركتهما بعد التصويت، ما أثار غضب المغرب التي هدّد ممثله اللجنة المذكورة أعلاه. وذكّرت لجنة تصفية الاستعمار المغرب خلال الإجتماع، بأن الاستماع إلى ملتمسين بشأن مسألة الصحراء الغربية ممارسة من اختصاص اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة بتصفية الاستعمار وليس لجنة ال24. وأثار القرار نقاشا محتدما بين وفد المغرب ورئيس لجنة ال24 الفنزويلي رافائيل داريو راميراز كارينو، كما أثار غضب ممثل المغرب وحليفه في اللجنة غرينادا حفيظة، فيما ندّد رئيس اللجنة بما تلفظ به ممثل المغرب معتبرا ذلك "تهديدا موّجها للجنة"،مضيفا أن غرينادا ب"أخذ اللجنة كرهينة". الجزائر تدعو إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي هذا ودعا ممثل الجزائر في لجنة تصفية الاستعمار خلال مداخلته إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي تحت الإشراف المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي متأسفا لكون شعب الصحراء الغربية لا يزال ينتظر بعد مرور 43 سنة أن ترافقه الأممالمتحدة على درب تقرير المصير. من جهته، تأسف ممثل كوبا هومبيرتو ريفيرو روزاريو ل"عدم إحراز أي تقدم في إيجاد حل سياسي ناجع لتسوية نزاع الصحراء الغربية" مشيرا إلى أن هذه الأمور متوقفة منذ أكثر من 40 سنة، فيما أكد الممثل الكوبي مجددا دعم بلده لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة، أما ممثل فنزويلا فأكد اهتمام بلده بمسألة الصحراء الغربية، مضيفا أن "المغرب يعرقل الجهود الأممية ميدانيا مما يكون له انعكاسات على السلم والأمن الدوليين ويفضي الى زعزعة استقرار المنطقة"، كما دعا المتدخل الفنزويلي المغرب الى وضع حد للامتيازات المقدمة للاستغلال المنجمي والصيد البحري بالإقليم الصحراوي والممنوحة انتهاكا للوائح الأممالمتحدة.
هذا وتلخصت مختلف التدخلات في دعم جبهة البوليزاريو والتأكيد على أن المغرب لا يملك أي سيادة على هذه الأقاليم، كما دٌعيت الدول الأعضاء الى العمل على وضع حد للاستعمار من خلال السهر على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وتحديد تاريخ إجراء الاستفتاء، كما انتقد المتدخلون محاولات المغرب لعرقلة جميع الجهود الرامية إلى التوصّل الى حل عادل ودائم للنزاع.