تعاني مصالح الولادة و طب النساء للمؤسسات العمومية الاستشفائية بالبويرة و امشدالة حالة من الاكتظاظ الشديد خلال الأيام الأخيرة بسبب العدد الكبير من النساء الحوامل اللائي يتوافدن على هذين الهيكلين المهمين بالمنطقة. ويتضح هذا الأمر جليا بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف لمقر الولاية حيث اضطر القائمون على مصلحة الأمومة إلى إعادة توجيه عدد كبير من النساء إلى مستشفيات الاخضرية و سور الغزلان المتوفران على مختصين في طب النساء و جراحين. وهي الوضعية التي لخصها رئيس المصلحة بصريح العبارة في قوله لأحد الوافدين إلى مستشفى البويرة رفقة زوجته الحامل التي شارفت على وضع مولودها " من المستحيل أن نتكفل بهذا العدد الكبير من الحوامل في نفس الوقت لأننا لا نتوفر على العدد الكافي من الأطباء المختصين" قبل أن يوجهه إلى مستشفيات أخرى. مما أدى بالرجل و زوجه إلى عودة أدراجهما متجهين إلى مستشفى الاخضرية المتواجد على بعد 33 كلم غرب مدينة البويرة على أمل أن يجد هناك من يتكفل بزوجته حيث عبر الرجل ل/وأج عن أمله أن "يتم التكفل بزوجتي بهذا المستشفى الذي يتوفر على الكثير من الأطباء المختصين في طب التوليد". للاشارة تم إحصاءصباحا حوالي 15 مريضة بانتظار وصول الأطباء قبل أن يتضاعف عددهن إلى الثلاثين في حدود منتصف النهار ليتم إعادة توجيه معظمهن إلى هياكل أخرى بسبب نقص الوسائل و الأطباء وفق ما علم من مصدر استشفائي. وتأسف مدير المؤسسة جمال بوتمر في هذا الصدد عن كون المستشفى "غير قادرة على التكفل بهذا الكم الكبير من المريضات بحيث لا تتوفر سوى على 25 قابلة ليس باستطاعتهن تلبية الطلب المعبر عنه في المجال ". وبحسب الأرقام المقدمة من طرف مصلحة الأمومة بذات المستشفى تم عام 2016 إنجاز 1500 عملية قيصرية إلى جانب أكثر من 7200 عملية توليد طبيعية . كما تعاني المؤسسة العمومية الاستشفائية قاسي يحي بامشدالة نفس الضغط حيث سجلت /وأج بعض أيام الأسبوع وجود حوالي 35 امرأة حامل بالرواق الرئيسي المؤدي إلى مصلحة التوليد. وغالبا ما يسجل ذات الرواق ضجيجا كبيرا تتمازج فيه أصوات الأطفال بضوضاء النساء المنزعجات من أوقات الانتظار الطويلة مما يتسبب في فوضى كبيرة تستدعي تعزيز الطاقم الطبي للمصلحة من أجل استيعابه لعدد المريضات الكبير الوافدات من كل المنطقة الشرقية للولاية و حتى من بعض الولايات المجاورة على غرار برج بوعريريج و بجاية و تيزي وزو. وأكد مدير المؤسسة شرقي جمال عن اعتماد طاقم المستشفى لبرنامج عمل محدد للفترة الصيفية بحيث تعمل الفرق الطبية المتواجدة على تلبية الطلبات وفق ما أضافه. العيادات الخاصة حل اضطراري لبعض النساء الحوامل وأمام كل هذا الضغط تضطر بعض النساء الحوامل للتوجه إلى العيادات الخاصة حيث تضحي بكل ما تم اقتصاده لفترات من الزمن من أجل أن تحضى بولادة مريحة . واعترف الدكتور بوتوغماس -- وهو طبيب نساء بمستشفى امشدالة-- في هذا الشأن أن اكتظاظ هياكل الصحة العمومية و نقص الأطباء و الأعوان الشبه طبيون وراء لجوء الكثير إلى العيادات الخاصة من أجل الولادة مهما كلفهم ذلك. وهو الأمر الذي لخصته حالة خالد و هو ثلاثيني رافق زوجته الحامل إلى المستشفى حيث أكد لواج انه اليوم الرابع على التوالي الذي يرافق فيه زوجته إلى نفس المؤسسة حيث يرفض الأطباء استقبالها ليضطر في الأخير لنقلها إلى عيادة خاصة رغم دخله المالي المحدود. وبنبرة من الحسرة أضاف لقد "اضطرني مسئولو هذه المصلحة للتوجه إلى عيادة خاصة في حين لا تتجاوز أجرتي الشهرية ال18.000 دينار" واصفا هذا الوضع ب"الغير المقبول بتاتا". ولدى تقرب /وأج من مدير الصحة و السكان بالولاية قواسم اعمر أكد بخصوص هذا الموضوع أن المشكل غير مطروح بمقر الولاية حيث تسجل وفرة في عدد الأطباء و القابلات (5 مختصين و 25 قابلة) بالرغم من العدد الكبير من الحوامل المتوافدة على المؤسسة. واعترف بوجود بعض المشاكل في المجال على مستوى المستشفيات الأخرى على غرار امشدالة الذي يستقبل عشرات الحوامل يوميا مشيرا إلى ضرورة تعزيز الطاقم الطبي و الشبه الطبي لذات المؤسسة من أجل تلبية الطلب المعبر عنه.