ناشد سكان بلدية بومرداس، مديرية الصحة بالولاية الالتفاتة الاستعجالية للقرار الذي اتخذته المؤسسة الاستشفائية المتواجدة على مستوى بلديتهم والمتعلق بغلق مصلحة الولادات بسبب أشغال ترميم وتهيئة، حيث استفسر ذات المتحدثين ل السياسي عن مصير الحالات المتوجهة لذات المصلحة، في الوقت الذي يعتبر ذات المرفق المقصد الوحيد لعديد المواطنين من مختلف بلديات الولاية. من جهتهم، استاء ذات المتحدثين من فرض إدارة المستشفى على مرتادي المكان التوجه إلى مصلحة الولادة المجاورة في كل من بلديات زموري، رأس جنات، بني عمران، أو الانتقال إلى الولايات القريبة على غرار البويرة التي تشهد هي الأخرى اكتظاظا شديدا بمصالح الولادة وطب النساء للمؤسسات العمومية الاستشفائية بالبويرة. أبدى العديد من سكان بلدية بومرداس استيائهم من غلق مصلحة الولادة بالمؤسسة الاستشفائية، وذلك بسبب أشغال الصيانة والترميم التي يخضع لها الجناح حيث أشار ذات المتحدثين ل السياسي عن رفضهم القاطع للقرار قبل تطبيقه، إذ يعدّ القبلة الوحيدة لعديد البلديات المجاورة إضافة إلى النقص الفادح في المرافق الصحية بعاصمة الولاية. في السياق ذاته، عبّر ذات المتحدثين عن بالغ استيائهم من تنقلهم إلى المؤسسات الاستشفائية المتواجدة في كل من بلديات زموري رأس جنات وبني عمران رغم النقص الفادح في وسائل التنقل وغياب سيارات الإسعاف للتكفل بنقل الحالات خاصة الحرجة منها، والتي قد تتعرض لمضاعفات في الطريق، مناشدين بدورهم مديرية الصحة بالولاية الالتفاتة للوضع الذي بات يرهن سلامة النساء الحوامل بالمنطقة بداعي أشغال ترميم مصلحة الولادات بعاصمة ولاية بومرداس. اكتظاظ كبير بمصالح الولادة وطب النساء بالبويرة وإمشدالة من جهة أخرى، أكد متحدثون أن الحوامل لا يمكن نقلهم إلى مستشفيات الولايات المجاورة على غرار البويرة التي تعاني مصالح الولادة وطب النساء للمؤسسات العمومية الاستشفائية على مستواها، حالة من الاكتظاظ الشديد خلال الأيام الأخيرة بسبب العدد الكبير من النساء الحوامل اللائي يتوافدن على هذين الهيكلين المهمين بالمنطقة. ويتضح هذا الأمر جليا بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف لمقر الولاية، حيث اضطر القائمون على مصلحة الأمومة إلى إعادة توجيه عدد كبير من النساء إلى مستشفيات الأخضرية وسور الغزلان المتوفران على مختصين في طب النساء وجراحين. وهي الوضعية التي لخصها رئيس المصلحة بصريح العبارة في قوله لأحد الوافدين إلى مستشفى البويرة رفقة زوجته الحامل التي شارفت على وضع مولودها من المستحيل أن نتكفل بهذا العدد الكبير من الحوامل في نفس الوقت لأننا لا نتوفر على العدد الكافي من الأطباء المختصين ، قبل أن يوجهه إلى مستشفيات أخرى. مما أدى بالرجل وزوجه إلى عودة أدراجهما متجهين إلى مستشفى الأخضرية المتواجد على بعد 33 كلم غرب مدينة البويرة، على أمل أن يجد هناك من يتكفل بزوجته حيث عبر الرجل عن أمله أن يتم التكفل بزوجتي بهذا المستشفى الذي يتوفر على الكثير من الأطباء المختصين في طب التوليد . للإشارة، تم إحصاء في الفترة الصباحية حوالي 15 مريضة بانتظار وصول الأطباء، قبل أن يتضاعف عددهن إلى الثلاثين في حدود منتصف النهار ليتم إعادة توجيه معظمهن إلى هياكل أخرى بسبب نقص الوسائل والأطباء، وفق ما علم من مصدر استشفائي. وتأسف مدير المؤسسة جمال بوتمر في هذا الصدد عن كون المستشفى غير قادرة على التكفل بهذا الكم الكبير من المريضات، بحيث لا تتوفر سوى على 25 قابلة ليس باستطاعتهن تلبية الطلب المعبر عنه في المجال. وبحسب الأرقام المقدمة من طرف مصلحة الأمومة بذات المستشفى، تمّ عام 2016 إنجاز 1500 عملية قيصرية، إلى جانب أكثر من 7200 عملية توليد طبيعية. كما تعاني المؤسسة العمومية الاستشفائية قاسي يحي بامشدالة نفس الضغط، حيث سجلت بعض أيام الأسبوع وجود حوالي 35 امرأة حامل بالرواق الرئيسي المؤدي إلى مصلحة التوليد. وغالبا ما يسجل ذات الرواق ضجيجا كبيرا تتمازج فيه أصوات الأطفال بضوضاء النساء المنزعجات من أوقات الانتظار الطويلة، مما يتسبب في فوضى كبيرة تستدعي تعزيز الطاقم الطبي للمصلحة من أجل استيعابه لعدد المريضات الكبير الوافدات من كل المنطقة الشرقية للولاية وحتى من بعض الولايات المجاورة على غرار برج بوعريريج وبجاية وتيزي وزو. وأكد مدير المؤسسة شرقي جمال عن اعتماد طاقم المستشفى لبرنامج عمل محدد للفترة الصيفية بحيث تعمل الفرق الطبية المتواجدة على تلبية الطلبات، وفق ما أضافه. العيادات الخاصة حل اضطراري لبعض النساء الحوامل وأمام كل هذا الضغط، تضطر بعض النساء الحوامل للتوجه إلى العيادات الخاصة حيث تضحي بكل ما تم اقتصاده لفترات من الزمن من أجل أن تحضى بولادة مريحة. واعترف الدكتور بوتوغماس -وهو طبيب نساء بمستشفى امشدالة- في هذا الشأن أن اكتظاظ هياكل الصحة العمومية ونقص الأطباء والأعوان شبه الطبيين، وراء لجوء الكثير إلى العيادات الخاصة من أجل الولادة مهما كلفهم ذلك. وهو الأمر الذي لخصته حالة خالد -وهو ثلاثيني رافق زوجته الحامل إلى المستشفى- حيث أكد أنه اليوم الرابع على التوالي الذي يرافق فيه زوجته إلى نفس المؤسسة حيث يرفض الأطباء استقبالها، ليضطر في الأخير لنقلها إلى عيادة خاصة رغم دخله المالي المحدود. وبنبرة من الحسرة أضاف لقد اضطرني مسؤولو هذه المصلحة للتوجه إلى عيادة خاصة في حين لا تتجاوز أجرتي الشهرية ال18.000 دينار ، واصفا هذا الوضع ب غير المقبول بتاتا . ولدى التقرب من مدير الصحة والسكان بالولاية، قواسم اعمر، أكد بخصوص هذا الموضوع أن المشكل غير مطروح بمقر الولاية حيث تسجل وفرة في عدد الأطباء والقابلات (5 مختصين و25 قابلة)، بالرغم من العدد الكبير من الحوامل المتوافدات على المؤسسة. واعترف بوجود بعض المشاكل في المجال على مستوى المستشفيات الأخرى على غرار امشدالة الذي يستقبل عشرات الحوامل يوميا، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الطاقم الطبي وشبه الطبي لذات المؤسسة من أجل تلبية الطلب المعبر عنه.