ينتظر أن تعطي القمة ال5 بين الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوروبي المقررة يومي 29 و 30 نوفمبر في أبيجان (كوت دي فوار) دفعا جديدا للشراكة الاقتصادية بين إفريقيا و أوروبا تحت شعار "الاستثمار في فئة الشباب من أجل تنمية مستدامة". كما ستشكل هذه القمة التي تعد أرضية للحوار و الشراكة بين البلدان الإفريقية و الأوروبية و الثالثة من نوعها التي تعقد بالقارة الإفريقية و الأولى بمنطقة شبه الصحراء مناسبة حاسمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية و السياسية بين القارتين. و يمثل الاستثمار والتجارة وتنمية الكفاءات وتوفير مناصب شغل أهم المواضيع التي سيبحثها قادة بلدان القارتين، بحيث يكمن الهدف في تعجيل تنفيذ خارطة الطريق و تحقيق الأهداف الاقتصادية المحددة في إطار مشترك. و يهدف هذا التعاون الاقتصادي إلى تحسين الحكامة و مناخ الاستثمار في إفريقيا الذي التزمت بخصوصه أوروبا بمساعدة بلدان القارة و تحسين قدرات الإنتاج والتقدم على مستوى القيمة المضافة و التقليل من التبعية للمواد الأولية. و يشكل ذلك على المدى الطويل أحسن وسيلة بالنسبة للبلدان الإفريقية لتفادي تقهقر بنود التبادل و المشاركة في الاقتصاد العالمي و الاستفادة منه. و يمثل حاليا الاتحاد الأوروبي و الدول الأعضاء فيه 33 بالمئة من جميع الاستثمارات الأجنبية المحققة عبر إفريقيا، فيما يتسلم 41 بالمئة من الصادرات الإفريقية و يصدر 33 بالمئة للقارة الإفريقية و يحول 36 بالمئة من الأموال المرسلة للبلدان من طرف الشتات و يشارك بنسبة 50 بالمئة في المساعدة العمومية للتنمية المدفوعة كل سنة للقارة. ففي سنة 2016، دفع الاتحاد الأوروبي و دوله الأعضاء لإفريقيا 21 مليار أورو كمساعدات من أجل التنمية، فيما تم استثمار 32 مليار أورو في إفريقيا في سنة 2015 من طرف مؤسسات الاتحاد الأوروبي مما يمثل قرابة ثلثي مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا. و مقارنة مع الصين، ارتفعت التبادلات التجارية بين هذا البلد الأسيوي و إفريقيا من 10 مليار دولار سنة 2000 إلى 220 مليار دولار سنة 2014 . كما التزمت الصين التي تساهم بسدس مجموع القروض الممنوحة لإفريقيا بضخ 60 مليار دولار بالقارة ما بين 2016 و 2018 في شكل استثمارات و قروض و هبات. إضفاء ديناميكية جديدة للشركة بين الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي من أجل تحفيز الاستثمارات التي تساهم في تنمية إفريقيا انعقد أمس الاثنين بأبيجان المنتدى السادس للأعمال بحيث تمحورت النقاشات حول الشباب المقاول و النساء رؤساء المؤسسات. و بحضور العديد من الفاعلين الاقتصاديين من إفريقيا و أوروبا و ممثلين عن شركات متعددة الجنسيات ومؤسسات كبرى و أخرى صغيرة و متوسطة و كونفدراليات و مؤسسات ناشئة و ممولين خواص و عموميين إضافة إلى هيئات متعددة الأطراف، تطرق المنتدى إلى الفرص العملية للتعاون و تحسين مناخ الأعمال و الاستثمارات. وقد أعربت مؤخرا رئيسة الدبلوماسية الأوروبي، فيديريكا موغيريني عن إرادة الاتحاد الأوروبي في "إعطاء دفع جديد" لشراكته الإستراتيجية مع إفريقيا بتجاوز دوره كممول رئيسي من أجل التعاون أكثر في الاقتصاد و المناخ و الأمن و الهجرة مؤكدة لدى استقبالها لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى، فقي محمد أن "القمة الخامسة للاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي ستتمحور حول كيفية منح الشباب فرصا في أوروبا و إفريقيا و هي الوسيلة المثلى لتسيير الهجرة و كذلك للوقاية من التطرف". و ركزت القمة على سلسلة من التظاهرات التحضيرية التي نظمت مسبقا للتعريف بوجهات نظر الفاعلين الأساسيين في الشراكة مثل منتدى الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين في الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي و منتدى الأعمال في الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي. للتذكير فإن القمة الإفريقية الأوروبية الأولى عقدت بالقاهرة في سنة 2000 و تلتها قمة لشبونة 2007 و طرابلس 2010 و بروكسل 2014.