تستعد الكوريتان الشمالية و الجنوبية لإجراء محادثات رفيعة المستوى في الأسبوع المقبل لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في أعقاب التصريحات الايجابية المتبادلة بين الطرفين هذه الأيام، من أجل تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية وذلك بعد أن وصل التوتر بين البلدين إلى أعلى مستوياته. وقد وافق زعيما البلدين على تهدئة الوضع والمضي قدما في الحوار، حيث يبدو هناك أملا في تحسين العلاقات بين البلدين، ففي بادرة ايجابية أعربت كوريا الشمالية يوم الجمعة عن قبولها عرض كوريا الجنوبية إجراء المحادثات رفيعة المستوى في الأسبوع القادم، حسبما ما أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية . وقال المتحدث باسم وزارة الوحدة بايك تاي هيون في مؤتمر صحفي إن بيونغ يانغ أرسلت رسالة إلى سيول اليوم عبر قناة الاتصال في قرية الهدنة بانمونجوم، موضحا أن بيونغ يانغ أكدت في الرسالة قبولها مقترح سيول إجراء حوار رفيع المستوى يوم 9 يناير الحالي في قصر السلام بقرية الهدنة بانمونجوم المشددة الحراسة على الحدود البرية بين الكوريتين. وستتضمن أجندة الحوار العديد من المواضيع من بينها تحسين العلاقات بين الكوريتين و إرسال كوريا الشمالية وفدها للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية، وفق ما ذكره المصدر ذاته . وذكرت تقارير إعلامية انه اتفق ليلة الخميس الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على عدم إجراء مناوراتهما العسكرية السنوية لفصل الربيع، خلال فترة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 المقبلة في مدينة بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية . وأدانت بيونغ يانغ المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة والمعروفة باسم رمزي هو "العزم الأساسي" و"النسر الفتي"ي حيث تراها بيونغ يانغ على أنها تمارين لغزو كوريا الشمالية. ونقلت مصادر صحفية عن مسؤول رفيع بالقصر الرئاسي الأزرق لكوريا الجنوبية قوله إن القضايا الأخرى بين الجانبين، بما في ذلك إعادة لم شمل الأسر المشتتة والقضايا العسكرية قد تناقش بعد الانتهاء من بحث مشاركة كوريا الشمالية في الأولمبياد الشتوي. واقترح مون العام الماضي على بيونغ يانغ إجراء محادثات إنسانية حول لم شمل الأسر المشتتة عبر الجانبين وكذلك حوار بين السلطات العسكرية لتخفيف التوترات. ويحظر على مواطني الجانبين الزيارة والاتصال ببعضهم البعض منذ الحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت بهدنة دون اتفاق سلام ، ما يعني أن شبه الجزيرة الكورية تبقى فنيا في حالة حرب. توتر العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن خلال عام 2017 وفيما يخص العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية ، فقد شهد عام 2017 علاقات متوترة بين رئيسي البلدين ترامب وكيم، حيث تبادل الزعيمان الانتقادات والتهديدات. ويتوقع المحللون أن يكون هذا العام مختلفا، مضيفين أن 2018 قد يكون عاما حاسما فيما يتعلق بالتوترات في شبه الجزيرة الكورية، لكن المحللين السياسيين حثوا الزعيمين على تهدئة غضب كل منهما تجاه الآخر، مؤكدين أن نهج التهديد والوعيد قد يقود إلى طريق خطير لا رجعة فيه. وفي هذا السياق، قال خبراء أمريكيون إن علاقات واشنطن مع بيونغ يانغ من المتوقع أن تكون أكبر تحد للسياسة الخارجية بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018ي حيث مازالت التوترات قائمة بين البلدين إذ بلغت في شبه الجزيرة الكورية ذروة لم تشهدها منذ عدة سنوات، فإن ترامب يريد من بيونغ يانغ التوقف عن تطوير أي سلاح نووي يمكن أن يصيب الولاياتالمتحدة، فيما تعتقد كوريا الشمالية أن امتلاك سلاح نووي هو السبيل الوحيد لحماية حكومتها من الولاياتالمتحدة. وقال محللون سياسيون إن "الرئيس الأمريكي قد أثار المخاطر باتخاذه موقفا صريحا بشأن ضرورة عدم امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية وفرض قيود صارمة على تجاربها الصاروخية، وقد يكون هذا العام الوقت الذي إن لم يتم فيه تحقيق اختراقه دبلوماسية، فقد يتخذ ترامب إجراءات حاسمة لتحقيق هذين الهدفين" مضيفين انه "قد يشتمل ذلك على ضربات عسكرية مستهدفة أو فرض حظر شامل على كوريا الديمقراطية، وفي كلتا الحالتين، سيكون ذلك وقتا عصيبا يحمل الكثير من العواقب بالنسبة للعديد من الدول حول العالم".