يشكل الصالون الوطني للفنون التشكيلية في طبعته الخامسة الذي تحتضنه ولاية ورقلة فرصة للتواصل بين الفنانين والمبدعين من أجل تبادل الأفكار والمعارف والخبرات, حسب انطباعات رصدتها "وأج" في أوساط المشاركين. و أجمع أغلب المشاركين في هذه التظاهرة الإبداعية التي افتتحت سهرة الأربعاء بدار الثقافة مفدي زكرياء بعاصمة الولاية الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن على أهميته توفير فرصة للإحتكاك والتواصل المباشر فيما بينهم بغية تطوير هذا الفن إلى جانب المساهمة في تكوين جيل جديد من الفنانين وصقل مواهبهم. و في هذا السياق إعتبر الفنان التشكيلي مصطفى بوغويش من ولاية سطيف "أن هذا النوع من التظاهرات الثقافية تكتسي أهمية قصوى, حيث أضحت في السنوات الأخيرة تؤدي دورا هاما في تفعيل حركية الفن التشكيلي وتنشيط المشهد الثقافي على العموم". و يشارك السيد بوغويش والذي ينتمي إلى المدرسة الرمزية لأول مرة في الصالون بلوحتين فنيتين, الأولى حول المرأة الجزائرية في العصور القديمة والثانية حول كفاح المرأة ومعاناتها في مناطق الصراع والحروب. و من جهتها ذكرت أسماء ولقارة فنانة تشكيلية من ولاية تمنراست أن هذا الصالون فضاء يسمح للفنانين التشكيليين بإبراز معارفهم و الإحتكاك فيما بينهم لتبادل المعارف الكفيلة بتطوير وترقية هذا الفن, مشيرة إلى أنها تسجل حضورها بلوحتين الأولى بعنوان "الأقنعة الإفريقية" التي تعبر ûحسبها-عن التقارب و التجانس الثقافي بين منطقة أقصى الجنوب الجزائري مع دول الساحل الإفريقي بينما تحمل اللوحة الثانية معاني تتعلق بالمرأة الصحراوية والتارقية خاصة والتي تعد رمز لجمال المنطقة أيضا. و ذكرت أن أعمالها تنقسم بين المدرسة الواقعية والتجريدية والتعبيرية, حيث تأثرت أعمالها بمنطقة الأهقار التي تنحدر منها والتي تزخر بعادات وتقاليد متنوعة. من جهته, اعتبر إسماعيل عبد الجواد خطاط من ولاية ورقلة متخصص في فن الخط العربي وخاصة في التيار الكلاسيكي الذي تنتمي إليه أغلب أعماله أن هذه الفرصة تعد "سانحة لتنمية معارفه وترقية مستواه في هذا المجال من خلال التواصل مع المشاركين". و تجمع هذه الطبعة الخامسة الصالون الوطني الخامس للفنون التشكيلية (31 أكتوبر - 2 نوفمبر) تحت شعار''الريشة النوفمبرية للحرية والسلام" نحو 30 مشارك من عدة ولايات من بينها ورقلة وباتنة وتبسة وسطيف وغرداية ووهران وتمنراست يعرضون خلالها ما يناهز 80 لوحة فنية تشكيلية في مختلف الإختصاصات الفنية, على غرار اللوحات الزيتية و أكواريل وأغواش إلى جانب الزخرفة والخط العربي والرسم على الجلد والمنمنمات والرسم على الزجاج والنحت وغيرها, مثلما أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة فضيلة دولة. و يتوخى أيضا من تنظيم هذا الموعد الإبداعي وفضلا عن تعزيز التواصل بين الفنانين إثراء الوسط الفني وتفعيل الحركية الثقافية وإبراز الأعمال التي تعكس مختلف الإتجاهات والمدارس الفنية, بالإضافة إلى ترسيخ التواصل بين رواد الفن التشكيلي على المستوى الوطني والجيل الصاعد من الموهوبين من أجل مواصلة مسيرة الإبداع الفني, مثلما جرى شرحه . و يهدف الصالون كذلك الى إبراز القيم الجمالية في أعمال المشاركين بالإضافة إلى تحفيز الشباب الفنانين للتعبير عن طاقاتهم الفنية الكامنة وتقنياتهم المختلفة في الفن التشكيلي, كما أشير إليه. و على هامش هذه الفعاليات قام الفنانون المشاركون برسم أربعة (4) جداريات وذلك ضمن عمل مشترك جمعهم بفنانين شباب. كما جرى بذات المناسبة أيضا إعطاء إشارة الإنطلاق في رسم جدارية تحمل شعار "العيش معا في سلام" والتي ستعرض بساحة 27 فبراير 1962 وسط مدينة ورقلة.