أكد مجاهدون, يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, أن العقيد عبد الحفيظ بوصوف, استطاع ب"عبقريته" أن يستثمر في الكفاءات البشرية الشابة لتعويض نقص الأسلحة والإمكانيات إبان الثورة التحريرية المجيدة. وقال المجاهد والدبلوماسي الجزائري السابق محمد خلادي في ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى المجاهد, بمناسبة إحياء الذكرى ال38 لوفاة المجاهد عبد الحفيظ بوصوف, أن هذا الأخير "استطاع بفضل العبقرية التي كان يتميز بها أن يجند كفاءات شابة من أجل تعويض النقص في الأسلحة والإمكانيات الذي كانت تعاني منه قيادة الثورة في بداياتها". وأضاف نفس المتحدث أن سلاح الإشارة كان له الفضل في "إطلاق إذاعة الجزائر الحرة المكافحة في ديسمبر 1956 بفضل الإطارات التي تخرجت عبر 13 دفعة إلى غاية الاستقلال, من مراكز التكوين التي أنشأها علي ثليجي, وباستعمال أجهزة اتصال جد متطورة كان يستعملها جيش المشاة الأمريكي آنذاك". يذكر أن المجاهد عبد الحفيظ بوصوف كان عقيدا بجيش التحرير الوطني وشغل منصب وزير التسليح والاتصالات العامة بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية, وقد ناضل بحزب الشعب الجزائري بمنطقة ميلة قبل أن يلتحق بالمنطقة الغربية للوطن بعد اكتشاف المنظمة السرية. كما أنه كان مساعد العربي بن مهيدي على رأس المنطقة 5 (الغرب) عند اندلاع حرب التحرير في الفاتح نوفمبر 1954 قبل أن يعين قائدا للولاية التاريخية الخامسة برتبة عقيد, وفي 1962 اعتزل السياسة نهائيا.