دعا مشاركون في أشغال الملتقى الدولي الثامن للسيرة النبوية الذي افتتحت فعالياته اليوم الأحد بجامعة قاصدي مرباح بورقلة إلى ضرورة المزاوجة بين حكمة الأئمة والشيوخ وولاة الأمور وبين قوة الشباب من أجل تحقيق تنمية مجتمعية وبناء نهضة تتناغم مع الثوابت الدينية والمقومات المذهبية . وأكد إبراهيم بوصيف خالد دكتور في الشريعة الإسلامية (جامعة الوادي) في محاضرة بعنوان "أساليب تقويم الشباب في ضوء المنهج النبوي –الزاوية التيجانية التماسينية نموذجا" على ضرورة تفهم شباب اليوم وإيجاد الآليات والوسائل الكفيلة بالتعامل معه من اجل توجيهه وقيادته توجيها سليما وصحيحا . وأعتبر الدكتور بوصيف خالد بأن "الجزائر والبلاد العربية بصفة عامة تزخر بطاقات شبابية كبيرة يجب على الأئمة والمشايخ إمدادها بالحكمة وبالتالي النهوض بالمجتمع وبناء نهضة مجتمعية تمتد إلى الأجيال المقبلة". إن مطالب وطموحات وكذا أمال الشباب قد تغيرت خلال العشرية الأخيرة وهو التغيير الذي يجب أن يواكبه الشيوخ والأئمة وولاة الأمور من خلال فهم منطلقاته وتصوراته من أجل تحقيق توافق وتفادي الوقوع في الهوة ''، يشير ذات المحاضر . ويضيف أنه ''إذا نظرنا في كيفية تعامل الرسول الكريم مع الصحابة الذين كان جلهم من فئة الشباب فقد نكون قد أخذنا نظرة دقيقة ونموذجا في كيفية التعامل مع الشباب وجعله أداة لصياغة غد أجمل يبنى بسواعدهم وأفكارهم وتوجيههم توجيها صحيحا للمحافظة على الوطن و مقوماته''. وتطرقت من جهتها الدكتورة هويدا عز الدين عبد الرحمان (السودان) إلى التحديات المجتمعية التي تجابه الشباب مركزة على الأثر النفسي والاجتماعي للشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتأثيرات السلبية المترتبة عنها باعتبارها إحدى التحديات الأساسية التي تجابه الشباب في المجتمع المعاصر. ودعت الدكتورة إلى ضرورة التوعية بأهمية تحري المصداقية والشفافية في نقل الأخبار في ظل التواصل التقني وانتشار المعلوماتية والفضاء المفتوح الذي جعل من السهولة تناقل الأخبار في وقت زمني وفي فضاء مفتوح والتخفي في صور مختلفة وبالتالي إحداث خلخلة على جميع المستويات. وبعد أن أبرزت التأثيرات الكبيرة لهذه الشائعات على الأمن القومي والأمن المجتمعي والأسري والفردي وتسببها في عديد النزاعات المجتمعية التي تنعكس سلبا على جميع المستويات دعت بالمناسبة إلى أهمية التحصين الأخلاقي للأبناء والشباب والاهتمام بغرس القيم الدينية عبر التوعية المجتمعية المختلفة والتحسيس بخطورة هذه الشائعات على الفرد والمجتمع. كما حثت ذات المحاضرة على ضرورة توجيه الخطاب الديني بطريقة أكثر استصحابا لإشكاليات الشباب وحوار الشباب وتلمس انشغالاته الحقيقية عن طريق الندوات الحوارية المفتوحة بحيث يتم إشراكهم في إيجاد الحلول. واعتبرت أن الخطاب الديني ينبغي أن يستحدث بعض الشيء إلى جانب استحداث الأساليب الحديثة في التوعية واستخدام التقنية في التوعية باعتبار أن الشباب دائما على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الشبابية بطرق وأساليب هادفة كالأناشيد والأحاجي وغيرها من الأشياء التي تغرس لدى الأطفال بالذات القيم النبيلة . ويناقش المشاركون في هذا الحدث العلمي في طبعته الثامنة يمثلون عديد الدول كتونس والمغرب وقطر والسودان وموريتانيا والأردن والإمارات إلى جانب جامعات جزائرية عديد المحاور كالشباب ودوره في المجتمع والشباب والنهضة وكيفيات إدماج الشباب في حركة وسيرورة المجتمعات حسب المنظمين . واعتبر مدير الملتقى الدكتور محمد عمر حساني أن التظاهرة تهدف الى تحديد آليات النهضة المجتمعية عن طريق تفكير الشباب وسواعده وتوجيهه توجيها صحيحا في ضوء المنهج النبوي الشريف فضلا عن إيجاد الوسائل الكفيلة لتطوير مهاراته وانتشاله من الأفكار الهدامة . وعرفت أشغال الملتقى الذي أشرفت على افتتاحه السلطات الولائية بحضور شيوخ الزوايا وإطارات جامعية ودينية تقديم عديد المداخلات حول "التربية النبوية للشباب وآثارها في التنمية المجتمعية" و "دور التربية الروحية عند الشباب في عملية التنمية المجتمعية'' و "الشباب وقيم المواطنة" و "الشباب والوقاية من التصرف العنيف" وغيرها. يذكر أن التظاهرة التي تحمل شعار " يا نشء انت رجائنا ... وبك الصباح قد اقترب" تنظم بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع جامعة قاصدي مرباح بورقلة.