هزت إنفجارات عنيفة، أمس الثلاثاء، أحياء مختلفة بالعاصمة الليبية طرابلس ناتجة عن قصف بالصواريخ أسفر عن مقتل واصابة مدنيين، فيما توعدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بالرد على اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته في الميدان، وهزمهم عسكريا وملاحقتهم دوليا بجرائم الحرب التي يرتكبونها. وكانت أحياء عديدة وسط العاصمة الليبية طرابلس قد تعرضت في وقت متأخر ليلة الثلاثاء، لسقوط قذائف عشوائية خلفت قتلى وجرحى من المدنيين، وذلك بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم مجموعات خليفة حفتر على طرابلس. وحسب أسامة علي، المتحدث بإسم جهاز الطوارئ في طربلس، فإن قيام مجموعات حفتر بقصف احياء مدنية في طرابلس حلف ستة قتلى على الأقل بينما أصيب ما لا يقل عن ثلاثين شخصا. وفي الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ على طرابلس، كان من المقرر أن يدرس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار صاغتها بريطانيا تطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو كل الدول التي لها نفوذ على الأطراف المتحاربة لضمان الإلتزام. وتفقد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية والقائد الأعلى للجيش في طرابلس ليلا الأحياء التي تعرضت للقصف العشوائي بصواريخ غراد في منطقتي حي أبوسليم أكثر مناطق العاصمة إكتظاظا وحي الانتصار. وأضاف "انتم تعرفون الحقيقة، هي معركة يقودها فرد من أجل السلطة وقودها من ابنائكم وابنائنا، أدعوهم للعودة لبيوتهم وأهلهم ما زال هناك فرصة لوقف إزهاق الأرواح، والجلوس للحوار بين الليبيين وليس مع دعاة القتل والدمار"، مشيرا إلى أن "هذا الاعتداء لم يكن ليقع بدون تدخلات بعض الدول التي لم تترك بلادنا تنعم بالاستقرار بسبب مصالحها الضيقة". وختم السراج حديثه، بأن "المعرقلين للحل السياسي أعطوا دورا أكبر من حجمهم، وهذا ما شجعهم على التمادي في موقفهم، والمفروض وجود حزم وحسم الآن من المجتمع الدولي وبشكل علني وصريح". من جانب آخر، ندد العشرات من المتظاهرين، من بينهم من يرتدون سترات صفراء، أمس بطرابلس ب"الدعم" الفرنسي لقوات خليفة حفتر، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "يجب أن تتوقف فرنسا عن دعم متمردي حفتر في ليبيا"، "فرنسا توفر الأسلحة للمتمردين من أجل النفط "، وغيرها من الشعارات، حيث تجمعوا في "ساحة الجزائر" بقلب العاصمة طرابلس، ودعوا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي "تدعم"العدوان"، في إشارة إلى هجوم حفتر. وكانت حصيلة لمنظمة الصحة العالمية نشرت أمس قد أفادت بمقتل ما لا يقل عن 174 شخصا وجرح 758 بينهم مدنيون، منذ ان بدأت قوات خليفة حفتر هجومها في 4 أبريل الجاري على طرابلس. وفي غضون ذلك أعلنت الأممالمتحدة اليوم أن الاشتباكات الأخيرة في ضواحي العاصمة الليبية أدت إلى نزوح نحو 20 ألف شخص وسقوط العديد من الضحايا. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، قد قامت بإجلاء 150 لاجئا من مركز أبو سليم جنوب العاصمة طرابلس، بينهم نساء وأطفال إلى مركز خر تابع لها وسط المدينة، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من نقل باقي المحتجزين بسبب احتدام المعارك. وحذرت الأممالمتحدة من وجود نحو 3 آلاف مهاجر عالق بمراكز الاعتقال في مناطق النزاع أو بالقرب منها يتهددهم الموت، إما بسبب المعارك أو بسبب نقص الطعام والمياه.