قال غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، يوم الإثنين، أن "التدخلات الخارجية وفقدان حد أدنى من الوحدة على المستوى الدولي شجعا الأطراف المتصارعة في ليبيا على مواصلة القتال". وقال سلامة، بخصوص صعوبات الوساطة من أجل تحقيق السلام أنه "في حالة ليبيا هناك عشرات الدول التي تدعم أحد الفصائل المسلحة فلا يوجد معسكران متعارضان كما يعتقد الكثيرون". وشرح المبعوث الخاص السادس للأمم المتحدة منذ بداية الأزمة الليبية في العام 2011 أساليب التدخلات الخارجية في البلاد بإحدى الطرق المختلفة، سواء من خلال الدعم السياسي والدبلوماسي لأحد الفصائل أو عن طريق استخدام الأسلحة أو بيع الأسلحة أو التبرع بها أو عن طريق التدخل الخارجي المباشر. وأشار سلامة إلى تحذيره المتكرر من مشكلة التدخل الخارجي خلال جلسات مجلس الأمن الدولي، مضيفاً "لا أجد هناك الحد الأدنى من الوحدة اللازمة داخل المجلس لإدانة هذه السلوكيات، التي تتعارض مع سيادة البلد وقرارات الأممالمتحدة". ورأى المبعوث الأممي أن "الشيء الأكثر إلحاحا هو استعادة حد أدنى من الوفاق على المستوى الدولي والتأكد من أنني أستطيع احتواء أو حتى إيقاف هذه التدخلات الخارجية"، مضيفا في هذه الحالة يكون الحل السياسي الداخلي صعبًا ويشجع الأطراف المتحاربة في داخل ليبيا على مواصلة القتال بدلًا من وقف الحرب. وتباطأت عملية تسوية الأزمة الليبية منذ أن شن اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الرابع من أبريل الماضي هجوم عسكري على العاصمة طرابلس قابلتها حكومة الوفاق بعملية "بركان الغضب" لصد الهجوم، وذلك قبل أيام قليلة من مؤتمر المصالحة في مدينة غدامس الذي ألغي في وقت لاحق. وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين فضلا عن نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأممالمتحدة. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي العام 2011.