أكد وزير التعليم العالي و البحث العلمي، الطيب بوزيد، اليوم الأربعاء بالنعامة على إعطاء الأهمية البالغة لمشروع المؤسسة الخاص بكل جامعة أو مركز جامعي كمرجع يحدد و بدقة آفاق تطوير و عصرنة قطاع التعليم العالي من حيث المرافق و استحداث التخصصات و الفروع التكوينية. وأبرز الوزير الذي اضطلع بالمركز الجامعي "صالحي أحمد" بالنعامة على جانب من سير عملية التسجيلات الجامعية للموسم 2019-2020، أن دائرته الوزارية تولي أهمية كبيرة لعملية مراجعة خريطة التكوينات على مستوى المؤسسات الجامعية التي أسندت إلى خبراء و أساتذة و إطارات من أجل" تحقيق التناسق والانسجام بين فروع وشعب التكوين الجامعي ومتطلبات تطوير النسيج الاقتصادي و الاجتماعي للوطن ورفع تحدي النوعية في مجال التكوين و التعليم الجامعيين". وتطرق السيد بوزيد -الذي أشار إلى بلوغ نسبة تقدم في التسجيلات الجامعية للموسم الجامعي الجديد في حدود 38 بالمئة على المستوى الوطني إلى غاية أمس الثلاثاء- إلى ضرورة سعي المشرفين على المركز الجامعي للولاية لتطويره في ميدان البيداغوجيا والتخصصات التي تتلاءم مع خصوصيات المنطقة. وأشار إلى "ضرورة إدراج كافة المعايير الاستشرافية لمشروع تطوير وتوسيع هذه المؤسسة الجامعية بنظرة تعتمد على مسايرة التطور التكنولوجي و تناسقه مع التطور الإنساني للمجتمع"، مضيفا أن مصالح الولاية خصصت أرضية إضافية بمساحة 34 هكتار ستتيح إنجاز عدة مرافق بيداغوجية جديدة تابعة لقطاع التعليم العالي مستقبلا. وذكر الوزير أيضا بضرورة التعجيل بفتح تخصصات تتعلق بالطاقات المتجددة و النظيفة و أخرى تخص قطاع السكن على مستوى المركز الجامعي للنعامة بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها هذه المنطقة في هذا المجال. وأضاف الطيب بوزيد أن هذه المنطقة "بحاجة ماسة إلى دور التكوين الجامعي في إعداد تخرج مختصين في تخصصات الميكانيك و الفيزياء و الهندسة المعمارية لإيجاد حلول للعديد من النقائص التي تعاني منها المنطقة في هذه المجالات." وبعد أن أكد على توفير كافة التحضيرات التي تستلزمها عملية التسجيلات الجامعية و ذلك بهدف استقبال الطلبة في أحسن الظروف و الارتقاء بدور الجامعة في جميع المجالات، وجه الوزير دعوته إلى المنتخبين المحليين لإدراج تخصيص مبالغ رمزية ضمن مداولات المجالس الشعبية المنتخبة "لتمويل مشاريع صغيرة لطلبة المركز الجامعي وتجسيد مشاريع البحوث التي يتم إعدادها بالمخابر العلمية للمركز الجامعي كالبحوث التي توجد حلولا للمشاكل البيئية التي تعاني منها المنطقة". وبخصوص دعم و تعزيز استعمال اللغة الإنجليزية في المناهج الدراسية بالجامعة، أوضح الطيب بوزيد أن هذه اللغة أصبحت "واقعا" حيث أن بحوث الجامعيين تنشر بهذه اللغة، أما توجه الوزارة "فهو نحو تعزيز الإنجليزية لتمكين الطلبة والأساتذة و الدكاترة من التحكم في التكنولوجيا و معاصرة البحوث العلمية التي يشهدها العالم دون الاعتماد على الترجمة في مشاريع البحوث التي يجب أن يستوفيها الباحث الجامعي الجزائري من منبعها". وأضاف الوزير أن توجه تعزيز اللغة الإنجليزية داخل الجامعة يأتي "لإتاحة الفرصة للشباب للتمكن من أداة للتواصل والمعرفة وللعلوم و انطلاقا من هذا المبدأ ستعكف لجنة خبراء، سيتم استدعاؤها إلى جانب لجان بيداغوجية على مستوى ميادين التكوين، على دراسة وتحديد كيفية إدراج و تعزيز هذه اللغة لفائدة الطلبة و كذلك لغات أخرى كالصينية و الألمانية بوصفها لغات متداولة في دول قوية تكنولوجيا". تجدر الإشارة إلى أن المركز الجامعي للنعامة سيستقبل في الموسم الجامعي الجديد 1002 طالب جديد تم تسجيلهم من المتحصلين على شهادة البكالوريا لسنة 2019. وقد بلغ تعداد المسجلين بهذا المركز في الموسم الجامعي المنصرم 4835 طالب يتوزعون على ستة ميادين للتكوين. وقد اختتم الوزير زيارته للولاية بمعاينة مطعم مركزي جديد (800 وجبة) انتهت أشغاله سنة 2017 . كما قدمت له اقتراحات من طرف مديرية التجهيزات العمومية بالولاية تتعلق بتوسيع هذه المؤسسة الجامعية.