يمضي الجيش السوري على طريق حسم المعارك لصالحه في شمال البلاد بعد تقد جديد وصف ب"الاستراتيجي" في ريف حلب الجنوبي, في ظل تصاعد التوتر في محافظة إدلب بعد تعزيزات عسكرية تركية في المنطقة, الامر الذي ساهم في تفاقم الاوضاع الانسانية لملايين المدنيين المتضررين في شمال غرب البلاد. وكانت وحدات الجيش السوري, قد اعلنت عن استرجاع السيطرة على بلدة العيس الاستراتيجية من الجماعات الارهابية, وبذلك تكون أهم النقاط المؤدية للسيطرة الكاملة على الطريق الدولي "إف خمسة", الرابط دمشق بحلب بيد القوات الحكومية. فيما لم يتبق سوى عدة مواقع على بعد خمسة عشر كيلو مترا عن الطريق تحت سيطرة المسلحين. وبحسب الإعلام السوري, حوصرت تل العيس من خلال التقاء وحدات الجيش السوري من ريف حلب مع وحدات الجيش القادمة من ريف إدلب الجنوبي. وبهدف تهدئة الاوضاع , تواصل روسيا مفاوضاتها مع الجانب التركي للوصول الى ارضية تفاهم لتفادي المزيد من التوتر في المنطقة لا سيما بعد وقوع إطلاق النار المتبادل مرتين خلال الشهر الجاري أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, قد بحث في اتصال هاتفي معه نظيره التركي التوتر في منطقة خفض التصعيد بمحافظة /إدلب/ , وتوصل الجانبين الى التأكيد على أهمية تنفيذ إتفاق /سوتشي/ الموقع بتاريخ 17 سبتمبر 2018, ومواصلة المؤسسات المعنية اتصالاتها بهدف تحقيق الأهداف المشتركة التي تم التوصل إليها في الاتفاقات المبرمة بين الجانبين. تجدر الاشارة إلى أن تركياوروسيا وإيران أعلنت في مايو 2017, التوصل إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب, في إطار اجتماعات /أستانا/ المتعلقة بالشأن السوري. --- وضع إنساني مقلق يستوجب التزام كل الاطراف بالقانون الإنساني الدولي--- بالرغم من كل الاتفاقيات التي تم إبرامها بين مختلف الاطراف الفاعلة في الازمة السورية لتثبيت وقف إطلاق النار في /إدلب/, غير ان التصعيد المتواصل في المنطقة تسبب في مقتل أكثر من 1800 مدنيا, منذ 17 سبتمبر 2018 , فيما بلغ عدد النازحين بالقرب من الحدود السورية التركية أكثر من مليون و677 ألف نازح وفقا لارقام الاممالمتحدة. وهي الأوضاع التي لازالت تثير قلقا امميا, حسب ما اكده ستيفان دوجاريك, المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريس, الذي قال إن المنظمة العالمية لا تزال "تشعر بقلق بالغ" إزاء سلامة أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غرب سوريا, أكثر من نصفهم من النازحين داخليا, بعد تقارير عن استمرار الغارات الجوية والقصف خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأبرز المتحدث الاممي أن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان يفيد بمقتل أكثر من 1500 مدني في شمال غرب سوريا منذ أبريل, عندما بدأت التصعيدات العسكرية الحالية بما في ذلك أكثر من 430 طفلا و290 إمرأة. وأضاف أنه منذ أول ديسمبر, نزح ما يقدر بنحو 389 ألف شخص بزيادة تقدر ب30 ألفا عن الأسبوع الماضي, مشيرا الى أن الغالبية العظمى منهم أي 80 بالمائة, من النساء والأطفال. ويفاقم النزوح الوضع الانساني المتردي أصلا في المنطقة حيث نزح حسب دوجاريك, أكثر من 400 ألف شخص بين نهاية أبريل ونهاية أغسطس, الكثير منهم عدة مرات. وقال المتحدث "ما زلنا ندعو إلى وقف الأعمال العدائية ونحث جميع الأطراف وهؤلاء الذين لديهم تأثير على الأطراف, حيث يتماشى ذلك مع التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".