عرفت الساحة الثقافية الجزائرية توقفا لجميع التظاهرات الجماهيرية بسبب الحجر الصحي الشامل المفروض نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، وعلى غرار ما يحدث في العديد من بلدان العالم أصبح الانترنت فضاء بديلا للتعبير من أجل ضمان حياة ثقافية افتراضية وهذا في ظل وضع دولي استثنائي. وقامت وزارة الثقافة منذ 11 مارس الماضي بإلغاء جميع النشاطات والتظاهرات الثقافية في جميع هياكلها عبر التراب الجزائري أين اتخذت السلطات العمومية إجراءات قوية في إطار الحجر الصحي الجزئي وحتى الشامل وهذا في مواجهة هذا الوباء. وقد أعلنت السلطات العمومية عن إصابة 986 شخصا بهذا الفيروس منذ بداية انتشاره في الجزائر بينهم 83 حالة وفاة وفقا لآخر حصيلة تم الإعلان عنها الخميس. وبعد تأجيل المهرجان الوطني للمسرح المحترف قام المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي والعديد من المسارح الجهوية بعرض أعمالهم المسرحية الأخيرة عبر الشبكة مع برمجة فعاليات يومية لصالح الأطفال الذين توقفت دراستهم بعد غلق المؤسسات التعليمية. كما تم أيضا تنظيم لقاءات ونقاشات افتراضية ومحاضرات وورشات تكوينية في المواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك التابعة لمختلف هذه المسارح. وأما الموسيقى التي كانت أول فن يعتمد البث الإلكتروني في ظل الوباء فقد اعتمد كثير من الفنانين على تنظيم عروض مباشرة عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي في حين أن أوبرا الجزائر برمجت العديد من الحفلات المسجلة، وهذا إضافة إلى العدد الهائل من الانتاجات الموسيقية المتوفرة على الشبكة. أيام سينمائية افتراضية أطلق مؤخرا المركز الوطني للسينما والسمعي البصري أياما افتراضية للفيلم القصير تتضمن عروض أفلام عبر الفايسبوك حيث ستعرف هذه الأيام عرض قرابة العشرين فيلما على مدار خمسة أيام وفقا للمركز الذي سيتيح للجمهور اختيار أحسن ثلاثة أفلام مشاركة في نهاية العروض. وقد قام أيضا العديد من المخرجين والمنتجين بعرض أفلامهم ووثائقياتهم على النت نتيجة الطلب الكبير لمحبي الفن السابع وبعضها لم يعرض إلا نادرا أمام الجمهور على غرار "بابيشا" لمونية مدور و"باركور" لفاطمة الزهرا ء زعموم. كما قامت بعض نوادي السينما برقمنة نشاطاتها من خلال تنظيم عروض سينمائية متبوعة بنقاش على النت. وأما متحف السينما للجزائر العاصمة (السينماتيك) فقد قام أيضا بتنظيم دورة عروض أفلام على الشبكة تكريما للفنان الراحل سيدعلي كويرات. ويقدم من جهته المكتب الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية للجمهور زيارات افتراضية لمتاحف ومواقع أثرية جزائرية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار الزيارات ثلاثية الأبعاد وهو مشرع لم ير النور إلى اليوم.