انتقل الى رحمة الله تعالى مساء أمس الخميس بمستشفى آريس بولاية باتنة محمد بن مدور عن عمر ناهز ال 65 إثر سكتة قلبية وهو المعروف باسم حرودة المرشد الشهير لشرفات غوفي ببلدية غسيرة, حسبما استفيد اليوم الجمعة من أفراد عائلته. وكان المرحوم يعتبر ذاكرة غوفي الحية بشرفاتها العتيقة ومن أهمها آيث ميمون وآيث منصور وأيث يحي وآيث سليمان ويعتبر رمز السياحة في هاته الجهة من الولاية. وسخر المرحوم, الذي ولد في 14 أغسطس من سنة 1955 بقلعة ثاشنطورث بآدار نتاسليث أو أدار كاف لعروس, نفسه للتعريف بقلاع غوفي وشرفاتها داخل وخارج الوطن حيث كان يرافق كل الوفود السياحية الأجنبية منها والمحلية لتعريفها بكنوز غوفي الطبيعية ويروي لهم تفاصيل الذين تعاقبوا عليها بالتواريخ والأسماء فقد كان بشهادة مهني القطاع ومنهم أصحاب الوكالات السياحية "موسوعة يحفظ عن ظهر قلب تاريخ الجهة". وشجع المرحوم, الذي كان يعرف أيضا باسم محند أو حرودة من خلال جمعيته الثقافية ذات الطابع السياحي التي أنشاها للترويج للسياحة في غوفي, الحرفيين المحليين على إحياء الصناعات التقليدية المحلية من خلال نسج الزرابي والحنابل و التلاليس من شعر الماعز وكذا أواني الفخار "أقذيحن" أي أقداح الماء واللبن وعرضها للزوار كتذكار من الجهة, ولاقت الفكرة رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة. وغصت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سماع خبر وفاته بتعليقات شباب غسيرة وتكوت وما جاورهما ومئات الأشخاص الذين عرفوا المرحوم عن قرب من خلال مرافقته لهم في جولات سياحية في عمق غوفي والتي أجمعت على أن المنطقة فقدت أحد أعمدتها السياحية, كما قالوا في حين علق آخرون بأن "غوفي برحيل مرشدها حرودة أصبحت يتيمة". يذكر أن الفقيد كان دليل "وأج" لسنوات عديدة ورافقها دون كلل أو ملل في تحقيقات ميدانية في شرفات غوفي وكل قلاعها إلى غاية كاف العروس كما رافق العديد من الإعلاميين في أعمالهم الصحفية بالجهة. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بمسقط رأسه كاف العروس بغسيرة وسط دعوات له بالرحمة من طرف أصدقائه وذويه ومتابعي صفحته على الفايسبوك التي سخرها للترويج لغوفي ووجهته السياحية.