طالب المشاركون في الندوة السياسية حول مستقبل خطة التسوية في الصحراء الغربية, الأممالمتحدة بالإسراع في تعيين مبعوث شخصي جديد الى الصحراء الغربية, خلفا لهورست كوهلر, بما يسمح بإعادة احياء المفاوضات المتعثرة بين طرفي النزاع, المغرب و جبهة البوليساريو. و في بيان أصدروه في ختام أشغال الندوة السياسية حول مستقبل خطة التسوية في الصحراء الغربية نظمت أمس ببروكسل عبر تقنية التواصل المرئي, دعا المشاركون الامين العام للأمم المتحدة, انطونيو غوتيريس لتعيين في اقرب الآجال مبعوث جديد الى الصحراء الغربية من اجل اعادة بعث المفاوضات المتوقفة منذ استقالة المبعوث الشخصي الاممي السابق هورست كوهلر. و أدان المشاركون سياسة الاحتلال المغربي الرامية إلى تعطيل عملية السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة, والتخلي عن إلتزاماته الدولية فيما يخص عملية إنهاء الإستعمار من الصحراء الغربية -اخر مستعمرة في القارة الإفريقية -,على النحو المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب سنة 1991, حسب البيان. كما جددوا في ذات السياق, تذكير الحكومة الإسبانية بمسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية والقانونية في تصفية الاستعمار وإنهاء معاناة الشعب الصحراوي, والاعتراف بحقه في الحرية والاستقلال و استكمال بناء وبسط سيادة دولته على غرار الموقف الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي عام 1982. و استنكر البيان, وبشدة, "موقف مفوضية الاتحاد الأوروبي المنحاز للاحتلال المغربي وسياسته التوسعية, وأعماله العدائية وتقوض عملية السلام في الإقليم", داعيا المؤسسات الأوروبية إلى "احترام الأحكام الصادرة مؤخرا عن محكمة العدل الأوروبية فيما يخص اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و المغرب, والتي قضت بأن المغرب لا يمتلك حق السيادة القانوني على الصحراء الغربية وبأنهما بلدان منفصلان مختلفان ومتمايزان, وفق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة". وندد المشاركون بنهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية وبالانتهاكات المتكررة الموثقة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية و بالمصير غير المقبول الذي يعيشه المعتقلون السياسيون الصحراويون, مطالبين بالإفراج عنهم و الإسراع في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. و ختم البيان, بالتأكيد مجددا على الموقف السياسي لحركة التضامن الدولية والفعاليات المتضامنة مع الشعب الصحراوي في أوروبا وعبر العالم, و الداعمة لكفاحه ومطالبه المشروعة في الاستقلال والحرية, مطالبا في السياق ذاته, مجلس الأمن الدولي احترام وعوده المتعلقة بإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية. يشار الى انه شارك في اشغال الندوة الى جانب عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, السفير المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي أبي بشراي البشير, كل من بيير غالان رئيس التنسيقية الأوروبية, والممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية فرانشيسكو باستاغلي, ورئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد عياشي, و محامي جبهة البوليساريو أمام القضاء الأوروبي جيل دوفير, و النائب الألماني ورئيس لمجموعة السلام للشعب الصحراوي بالبرلمان الأوروبي يواكيم شوستر, الى جانب الأستاذين الجامعيين من إسبانيا ونيجيريا كارلوس ميغيل رويث وناثير فاكي على التوالي, و كذا دبلوماسيين ورؤساء البعثات الصحراوية, وممثلين عن حركة التضامن من مختلف البلدان.