سجل ترحيب واسع بحصص المراجعة في الأقسام عشية موعد اجراء امتحان البكالوريا حتى و أن بدى على بعض المترشحين نوع من التوتر و الارهاق لتزامن هذه العملية مع فصل الصيف و اجراؤها بعد عطلة "اجبارية" دامت خمسة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) قبل اعادة فتح المؤسسات التربوية في 25 أغسطس الماضي لإجراء تلك الحصص و المتابعة النفسية للمترشحين. و تحضيرا لهذا الامتحان عبرت مريم (17 سنة) في قسم اللغات بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة, عن مخاوفها من هذا الموعد وطبيعة الأسئلة, مؤكدة أنها اعتمدت في البداية على المراجعة الفردية من خلال المكتسبات التي تم تحصيلها في القسم في الفصلين الاول و الثاني من السنة الدراسية الجارية, قبل انضمامها مؤخرا إلى مجموعة افتراضية عبر "اليوتيوب" لمراجعة الدروس مع زملائها. وأشادت الطالبة بفتح المؤسسات التربوية أبوابها أمام المترشحين للمراجعة و المذاكرة, معتبرة أن هذا الامر مكن العديد من الطلبة من الرد عن تساؤلاتهم وايجاد حلول لبعض التمارين الصعبة. من جانبها ,عبرت المترشحة ياسمين (20 سنة) في قسم لغات, عن تخوفها من الامتحان في حد ذاته خاصة في هذه الظروف الاستثنائية. وعن الخطة التي استندت عليها في عملية المراجعة قالت أنها خصت المواد الاساسية في المرحلة الاولى ثم مواد الحفظ مؤخرا. عقيلة (18 سنة ) (علوم الطبيعة والحياة ) من جانبها قالت أنها تعيش نوعا من الضغط مع اقتراب موعد البكالوريا لاسيما - كما قالت- "أننا لم نستفد من الدروس الخصوصية طيلة فترة الحجر الصحي", مبرزة أن العودة إلى الاقسام وانطلاق حصص المراجعة و المذاكرة سمح بتقليص حدة القلق وتوضيح منهجية الاجابة وعن فتح المؤسسات التربوية للمراجعة خلال هذه الايام عبر المترشحون عن ترحيبهم بهذه العملية التي ساعدتهم في العودة الى جو الدراسة الجماعية و بمرافقة الاستاذ بعد عدة أشهر من المراجعة الفردية بين جدران البيت والتي كانت "غير محفزة "-- كما قالت المترشحة ليديا بثانوية "عائشة أم المؤمنين". زميلتها مايا رحبت بدورها بالمراجعة في المؤسسات التربوية خاصة وأنها أعادتهم الى جو القسم ومرافقة الاستاذ, منوهة أيضا بالاجراءات الصحية الاحترازية لتجنب الاصابة بفيروس كورونا التي اتبعتها الوزارة الوصية. و أمام هذا الوضع الصحي الاستثنائي, قال عثمان (18 سنة ) ( تسيير و اقتصاد) أنه لم يجد "ضالته" حيث لم يتمكن من المراجعة طيلة المدة الاخيرة نظرا لإصابته وعائلته بفيروس كوفيد19 , ووفاة أحد أقاربه, مشيرا الى أنه شرع في المراجعة خلال ال 20 يوما الأخيرة بانضمامه الى مجموعة خاصة مع زملائه عبر تطبيق "واتساب" و المراجعة عن بعد. رياض من جانبه, قال أن بكالوريا 2020 "استثنائية", معتبرا أن المراجعة الفردية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بين التلاميذ لا يمكن أن تعوض الاستاذ في القسم بالرغم من قيام وزارة التربية بتخصيص حصص للمذاكرة والمراجعة. وفي هذا الصدد دعا رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد, الطلبة إلى "التركيز والاجتهاد" بالاعتماد على النفس تحضيرا للبكالوريا. كما دعاهم إلى مراجعة الدروس الحضورية لاسيما و أن أسئلة البكالوريا تتم على ضوء تقرير المفتش الذي يقدم للوزارة "آخر درس قدمه آخر استاذ في كل مادة, وذلك على المستوى الوطني". اقرأ أيضا : استفادة 200 الف مترشح للبكالوريا و56 الف مترشح لشهادة التعليم المتوسط من حصص المراجعة واستحسن السيد خالد أحمد تخصيص حصص المراجعة و المذاكرة للمقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا, مؤكدا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية و الصحية الموضوعة تحت تصرف التلاميذ. من جهته, تأسف النقابي بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين, مسعود عمراوي لكون التلاميذ بالمناطق الجنوبية "لم يتوجهوا للمؤسسات التربوية للاستفادة من حصص المراجعة و المذاكرة" و هذا - كما قال- لكون "غالبية أساتذتهم مستخلفون ضف الى ذلك عامل الحرارة وقساوة العوامل المناخية". أما المختصة في الشأن الإجتماعي والتربوي فتيحة باشا فدعت المترشحين إلى التركيز في الاجابة عن اسئلة البكالوريا واحترام البروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التربية الوطنية حفاظا على صحتهم. كما دعت اولياء التلاميذ الى توفير جو ملائم لأبنائهم في ظل الظروف الاستثنائية و الضغط النفسي الذي يواجهونه بسبب الامتحان وطول السنة الدراسية وغياب المرافقة لأشهر معتبرة أن "النجاح ليس الاهم أمام صحة الابناء" . الأسرة التربوية تطمئن التلاميذ بشأن الأسئلة بدوره, دعا مزيان مريان منسق المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني, المترشحين إلى عدم القلق ومراجعة الدروس, مطمانا بأن أسئلة البكالوريا ستكون حول الدروس التي تلقاها الطلبة في القسم خلال الفصلين الأول والثاني. و قال السيد مزيان مريان انه لا داعي للقلق لأن "لجنة متابعة البرنامج تكشف عن الدرس الاخير المشترك بين جميع الولايات و في جميع المواد", داعيا المترشحين الى احترام الاجراءات الصحية و الاولياء الى توعية أبنائهم بالالتزام بالبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التربية الوطنية وصادقت عليه اللجنة العلمية لوزارة الصحة. وكان وزير التربية الوطنية محمد واجعوط طمأن مؤخرا التلاميذ المقبلين على اجتياز البكالوريا بأن الدروس المعنية بالامتحانات ستكون تلك التي تمت متابعتها "حضوريا" خلال "الفصلين الاول و الثاني من السنة الدراسية 2019 -2020", داعيا جميع الفاعلين التربويين الى احترام كل الاجراءات الوقائية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي. وحسب الوزير, استفاد 200 ألف مترشح لامتحان البكالوريا و 56 ألف مترشح للامتحان شهادة التعليم المتوسط, على المستوى الوطني, من حصص المراجعة والمذاكرة التي بادرت بها وزارة التربية الوطنية منذ 25 أغسطس الماضي وهذا كحصيلة أولية.