أكد عبد الله بوخلخال، العميد السابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، يوم الأربعاء بولاية قسنطينة، أن الشهيد زيغود يوسف، مهندس هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، كان "له بعدا استراتيجيا وشعر بعمق بالمسؤولية الجسيمة من أجل الإبقاء والحفاظ على شرارة الثورة التحريرية التي اندلعت في الفاتح نوفمبر 1954". وفي محاضرة بعنوان "النواة الأولى لإنشاء الولاية الثانية التاريخية" ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى ال64 لاستشهاد البطل زيغود يوسف، قال الاستاذ بوخلخال : "كان الشهيد زيغود يوسف يهدف من خلال هجمات الشمال القسنطيني إلى تخفيف الخناق الذي كان مضروبا على منطقة الأوراس، حيث كان جيش الاحتلال الفرنسي يحاصر الجبال والسكان وإعطاء نفس جديد للثورة في بدايتها". وأضاف المحاضر، في هذا السياق، بأن الشهيد زيغود يوسف كان يؤدي "في سرية تامة" مخططه الهجومي وجعل من مقر الولاية الثانية التاريخية بواد بوكركر "منطقة تسهل الحركة والتنقل ما بين مدن شرق البلاد ومكان التقاء المجاهدين لإعداد المخططات غداة اندلاع حرب التحرير الوطنية". وأشار السيد بوخلخال إلى أن الشهيد زيغود يوسف قاد بمنطقة واد بوكركر عديد العمليات لتحضير فرق جيش التحرير الوطني. إثر ذلك توجهت السلطات المحلية لولاية قسنطينة رفقة مجاهدين و أبناء شهداء ومنتخبين محليين وعدد من المواطنين إلى مقبرة الشهداء ببلدية زيغود يوسف، حيث جرت مراسم الترحم على روح الشهيد البطل زيغود يوسف قبل التنقل إلى مقر الولاية الثانية التاريخية بواد بوكركر. يذكر أن زيغود يوسف الذي ولد في 18 فبراير 1921 بمنطقة السمندو البلدية التي تقع بولاية قسنطينة وتحمل حاليا اسمه، قد بدأ نضاله في حزب الشعب الجزائري وعمره لم يكن يتجاوز 17 سنة كما انخرط في صفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، ثم أصبح عضوا بالمنظمة الخاصة قبل فراره في أبريل 1954 من سجن عنابة. و شارك زيغود يوسف الذي كان عضوا ضمن مجموعة ال22 التاريخية في التحضيرات لاندلاع حرب التحرير الوطنية. كما كان نائبا لديدوش مراد قبل أن يخلفه في 18 يناير 1955 بعد استشهاده. و لدى عودته من مؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956 وعندما كان زيغود يوسف يتنقل من أجل إعادة تنظيم فرقه وشرح قرارات المؤتمر وقع في كمين بالمكان المسمى "الحمري" بأعالي سيدي مزغيش بولاية سكيكدة، حيث استشهد في 23 سبتمبر 1956 وعمره 35 سنة.