أكد المختص في الشؤون الجيواستراتيجية، أرسلان شيخاوي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي "تقوم خارطة طريقها على سياسة نشطة في إفريقيا تعتبر الجزائر شريكا استراتيجيا موثوقا به وقويا" في مجال مكافحة الارهاب بالقارة السمراء و في تسوية ما يسمى ب "الصراعات المنخفضة الحدة". وأشار الخبير في مساهمة نشرت يوم الثلاثاء في يومية "لكسبريسيون"، إلى ان واشنطن تعتبر الجزائر "شريكا موثوقا به وقويا يمكنه الاضطلاع بدور هام كعنصر استقرار وسلم في كامل منطقة الساحل الصحراوي وكذا المتوسط". وأوضح أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها في الجزائر العاصمة كل من وزير الدفاع الأمريكي، مارك توماس، والقائد العام للقوات الامريكية في إفريقيا "أفريكوم"، ستيفان تاونساند، تؤكد مركزها "كشريك موثوق به" بالنظر الى "الالتزام الثابت (للجزائر) في مكافحة التنظيمات المتطرفة العنيفة وجهودها من أجل استقرار المنطقة المغاربية والساحل من خلال مسارات الحوار والمصالحة السياسية الشاملة (حالتي ليبيا ومالي). وشدد السيد شيخاوي الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي لمركز الاستشارة ودراسات شمال-جنوب على "تمسك الجزائر الدائم بالمبادئ الأساسية لعقيدتها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و بمساندة القضايا العادلة" وذكر في هذا الصدد بأن المحادثات التي جرت بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين والسلطات العليا الجزائرية ارتكزت على التعاون العسكري الثنائي والمسائل المرتبطة بالأمن في شمال إفريقيا والساحل والمتوسط. واضاف ذات الخبير أن الاستقرار الاقليمي وضرورة إضعاف التنظيمات المتطرفة العنيفة على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و بوكو حرام والشباب وداعش شكلت أهم المواضيع التي تم التطرق لها خلال المحادثات". وأوضح السيد شيخاوي أن الولاياتالمتحدة تأمل "في المرور عبر الجزائر لمكافحة الارهاب في القارة والمساهمة في تسوية ما يصطلح على تسميته ب "الصراعات المنخفضة الحدة". واعتبر أنه يتضح أيضا من التصريحات الأخيرة للمسؤولين العسكريين السامين الأمريكيين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "لا تعتزم مغادرة إفريقيا". اقرأ أيضا : الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية تتطلعان إلى تعزيز التعاون العسكري ولهذا تعتبر الإدارة الأمريكية أن إبقاء القوات العملياتية في القارة الإفريقية ضروريا امام استمرار الخطر الإرهابي في إفريقيا بل وتزايده في بعض المناطق". وفي هذا السياق أيضا يهدف برنامج أفريكوم إلى "مرافقة بلدان منطقة الساحل الصحراوي لمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب من خلال تقاسم المعلومة العسكرية وتبادل أنظمة الاتصال وتنظيم تدريبات مشتركة وموحدة متعددة الجنسيات والدعم اللوجستي والتكوين". وذكر السيد شيخاوي في ذات الشأن بتواجد نحو 6.000 جندي أمريكي عبر القارة الافريقية منهم 5ر7% في غرب إفريقيا حيث يدعمون خصوصا الأعمال الفرنسية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. ومن جهة أخرى, اعتبر السيد شيخاوي في هذا التحليل أن "اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بإفريقيا يتزايد كلما تخلت أوروبا عن +محميتها+ ولكن أساسا لاحتواء نزعة الصين التي اختارت "القوة الذكية" التي تجمع بين الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية العلمية والصحية. وأشار في هذا السياق إلى أن "أوروبا واليابان يعتبران من المنظور الجغرافي-الاقتصادي الأمريكي المستقبلي خصمان والصين منافسا بالمعنى الواسع للكلمة" مضيفا أن "الأولويات الجيوستراتيجية للولايات المتحدةالأمريكية في إفريقيا تتمثل أولا في ضمان بسط نفوذها إلى كل ربوعها وبالتالي ضمان قواعد لها". وعليه، يقول السيد شيخاوي، فإن الاهتمام سيرتكز على بعض البلدان الإفريقية تحت غطاء تعاون شامل +رابح-رابح+ و الذي يلمس وزنه في مجال انتاج البترول والغاز والمعادن واتربة النادرة وخطوط الاتصال البحرية وتصدير المعدات العسكرية. و أضاف أن خارطة طريق الولاياتالمتحدةالأمريكية "سترتكز من الآن فصاعدا على سياسة نشطة في إفريقيا". وخلص السيد شيخاوي الى القول بأن الرئيس الأمريكي المقبل, سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا, سيعمل على "استعادة مكانة الريادة كشريك تجاري التي انتزعتها الصين منذ أزيد من خمس سنوات في القارة".