وجه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, يوم الاثنين, رسالة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة قرأتها نيابة عنه وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة, السيدة كوثر كريكو, خلال حفل نظم بمقر وزارة الشؤون الخارجية, فيما يلي نصها الكامل : "بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أيتها السيدات الفضليات، بناتي، أخواتي العزيزات، إن لقاءكن في هذه المناسبة فرصة طيبة تتيح لنا تجديد الاعتزاز ببنات الجزائر ونحن في هذه اللحظات نعيش معهن أجواء الاحتفاء بهذا اليوم وما يرمز إليه من قيم التحرر والإنصاف والكرامة الإنسانية. وهي سانحة نؤكد فيها التقدير المستحق للمرأة الجزائرية وما اضطلعت به من أدوار بارزة ومهام عظيمة عبر تاريخ بلادنا الحافل بشواهد وأمثلة سجلتها الذاكرة الوطنية بعرفان وإجلال للمرأة الجزائرية التي ما زالت تنهل من هذا الرصيد المشرق والمشرف لتخوض بكل شجاعة التحديات الراهنة. فتحية صادقة لكن وأنتن تقفن بوعي وإصرار لرسم مستقبل الأجيال وتشعن في أبنائنا وبناتنا قداسة الرابطة الوطنية ولحمة الشعب وتزرعن في نفوس الفتيات والفتيان مثل المواطنة الحقة والغيرة على الهوية والانتماء في خضم تحول وانفتاح متسارع يميز عالمنا المعاصر. يأتي الاحتفال بعيد المرأة هذه السنة في ظروف خاصة، فلقد مرت بلادنا سنة 2020 بأزمة صحية صعبة وأبانت هذه المرحلة المرهقة عن تجذر التضامن والتكافل لدى الشعب الجزائري الأبي، كما أكدت تلاحم المجتمع، مما مكننا والحمد لله من قطع أشواط كبيرة في معركة مجابهة الوباء وتحقيق انتصارات متتالية بفضل جهود متكاتفة ومستمرة، آخرها مباشرة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد - 19 شهر جانفي المنصرم. ونحن ماضون في اتخاذ التدابير التي من شأنها التخفيف من آثار الجائحة بمساهمة الجميع، لا سيما فعاليات المجتمع المدني، وأنتن من ركائزه الفاعلة في كل فضاءات النشاط الجمعوي ومجالات رعاية النشء وتعهد مسالكه نحو المستقبل. اخواتي الفضليات، تجدر الإشارة وأنتن تحتفلن بهذا العيد السعيد إلى أن حرصنا لا يلين وجهدنا لا ينقطع في هذه المرحلة الحاسمة لوضع أسس الانطلاق في عهد جديد خال من الفساد بكل مظاهره، ويستوجب ذلك بعث حركية حقيقية لاستدراك الوقت واستكمال ما باشرناه منذ أن شرفنا الشعب بثقته وحملنا أمانة تحقيق تطلعاته وآماله المنبثقة من الحراك المبارك الأصيل .. وإننا لماضون بعون الله في الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها. ولقد كانت المرأة الجزائرية حاضرة في صميم هذا المسعى الوطني وستكون أكثر حضورا وقوة بما تحقق لها في الدستور، حيث عززت أحكامه مكانتها، لا سيما في مجال التمكين السياسي والمشاركة في الإنعاش الاقتصادي والسعي إلى تجسيد مبدأ المناصفة في تولي المسؤوليات، فضلا عن إقرار حمايتها من جميع أشكال العنف بموجب منظومة قانونية تتماشى وثوابتنا الوطنية وتتوافق والتزاماتنا الدولية. إقرأ أيضا : الرئيس تبون يشيد ب"الأدوار البارزة" و "المهام العظيمة" للمرأة عبر تاريخ الجزائر أخواتي الفضليات، إنني أؤمن تماما بأن بنات الجزائر تحدوهن إرادة وطنية قوية للانخراط في نهج البناء المؤسساتي بكل أبعاده، خاصة فيما يتعلق باندماج المرأة في الحياة الاقتصادية، من خلال تشجيع المبادرة بالمشاريع المنتجة للثروة وروح المقاولاتية لدى المرأة المبدعة، وأخص بالذكر هنا المرأة في الريف والماكثة في البيت. وفي هذا الصدد، فإن البرنامج الوطني القطاعي المشترك الذي يتم تجسيده لصالح أخواتنا وبناتنا في المناطق النائية والمحرومة، ينبغي أن يكون متبوعا بمرافقة دائمة وتقييم منتظم للنتائج، ضمن مقاربة تكاملية مع الجهود المبذولة للتكفل بمناطق الظل في كل ربوع الوطن.. ولقد آليت على نفسي وبكل حزم أن يكون هذا التوجه من أولويات السلطات العمومية لرفع الغبن ومظاهر البؤس التي لا تليق بمكانة وصورة الجزائر وتضحيات شهدائها الأبرار ومن سار على عهدهم من الوطنيين المخلصين.. وإنني في هذا المقام أدعو إلى تآزر سواعد بنات وأبناء الجزائر في وقت لا تخفى فيه نذر الشؤم ومعاول الهدم التي مآلها - لا محالة - الخيبة والاندحار أمام عزم الشعب على الانتقال بالجزائر من خلال مؤسسات الدولة إلى تعزيز الديمقراطية والشفافية وضمان الحريات وأخلقة الحياة العامة ونشر السكينة. أتوجه إليكن بخالص التهاني، واثقا في كفاءات وقدرات بناتنا وأخواتنا، ومجددا لهن بهذه المناسبة كل الدعم لإنجاح استحقاقات حاسمة منتظرة، في مسار بناء الجزائر الجديدة. كل عام والمرأة الجزائرية وكل نساء العالم بألف خير. أشكركم جميعا على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".