تجري غدا الاحد انتخابات رئاسية بمشاركة سبعة متنافسين من بينهم الرئيس المنتهية ولايته إدريس ديبي إتنو الذي يسعى للفوز بعهدة سادسة ، وسط أجواء سياسية مشحونة بسبب منع بعض المترشحين من خوض غمار السباق الرئاسي. ويعتبر الرئيس أدريس ديبي الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما ، المرشح الاكثر حظا للفوز في هذه الانتخابات ،السادسة في تاريخ البلد الذي استقل عن فرنسا عام 1960، نظرا لكون منافسيه الستة غير بارزين من جهة و كذا بسبب اقصاء قادة معارضة المعروفة بكونها "شديدة الانقسام". وفي السياق قال كلما ماناتوما الباحث التشادي في العلوم السياسية في جامعة /باريس-نانتير/ "في غياب المرشحين التاريخيين ومع إمكانات كبرى حشدها ديبي، من المؤكد أنه سيفوز". وسيواجه الرئيس ديبي (69 عامًا) ستة متنافسين و هم : فيليكس نيالبي رومادومنغار وألبرت باهيمي باداكيه وتيوفيل يومبومبي مادجيتولوم وبالتازار ألادوم جرما وبريس مبايمون جيدمباي ، وأول امرأة مرشحة في تاريخ تشاد للانتخابات الرئاسية هي ليدي بيسيمدا. وركز الرئيس ديبي في حملته الانتخابية بشكل أساسي على "السلام والأمن" اللذين يقول إنه أرساهما في بلاده . == دعوات الى مقاطعة الانتخابات و اتهامات للحكومة برفض التداول على السلطة== ويقول مراسلون صحفيون أن معظم سكان العاصمة نجامينا يبدون غير مهتمين باقتراع "معروفة نتيجته مسبقا" ويحاولون بصعوبة تأمين معيشتهم بين انقطاع الكهرباء والماء في بعض الأحيان لأيام متتالية. وتجري انتخابات يوم غد وسط دعوات أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى مقاطعتها بسبب ما وصفته ب "قمع" السلطات للمعارضين ،" ومنعها تداول السلطة". كما دعا عدد من المرشحين من بينهم سوسي مصرا وصالح كبزابو وتيوفيل بونغورو ونغارليدجي يورونغار الذين انسحبوا من السباق الرئاسي ، إلى تأجيل الانتخابات "إلى حين توفر الظروف الملائمة لتنظيمها"، ويؤكدون على أن "الشروط لم يتم الوفاء بها لضمان إجراء اقتراع يتسم بالمصداقية والشفافية". ومنذ عدة أشهر، تحظر الحكومة التشادية بشكل منهجي "المسيرات السلمية من أجل التناوب" التي تحاول أحزاب المعارضة تنظيمها كل يوم سبت. وتقوم عناصر الشرطة بتفريقها بمجرد بدئها بحيث لم تعد تجتذب سوى عشرات الأشخاص ، حسب المراسلين. وخلال الحملة الانتخابية التي دامت أسبوعين أعلنت وزارة الداخلية اعتقال عدد من قيادات ونشطاء الأحزاب السياسية الذين كانوا يستعدون "لتعطيل الانتخابات الرئاسية والإخلال بالنظام العام" على حد قولها. ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في تشاد ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه "لاستخدام العنف" ضد المعارضة ،فيما اتهمت "منظمة العفو الدولية" في أحدث تقرير لها الحكومة التشادية بأنها " قمعت بشدة أي محاولة للتظاهر من قبل المعارضة والمجتمع المدني الذين يطالبون بالتناوب والمزيد من العدالة الاجتماعية". ويحكم الرئيس إدريس ديبي إيتنو البلاد منذ 30 عاما ويحظى بدعم خارجي واسع ، خاصة فرنسا التي تعتبره "حليفًا أساسيًا" في القتال ضد الجماعات الارهابية في منطقة الساحل، حيث تشارك تشاد بجنودها في القوة العسكرية لمجموعة دول الساحل الإفريقي الخمس (G5) وتقاتل إلى جانب الفرنسيين في "عملية برخان" في النيجر ومالي. وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي مرارا خلال الحملة الانتخابية أنه يسعى ل"القضاء على الإرهاب وانعدام الأمن للسماح لبلدنا بمواصلة مسيرته على طريق التنمية". فيما دعا المعارضون المشاركون في الانتخابات الرئاسية الى "العدالة الاجتماعية والتغيير السياسي". ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات بعد غد الثلاثاء، فيما سيتأخر اعلان النتائج النهائية التي ستقرها المحكمة الدستورية الى 15 مايو المقبل. وفي حالة عدم حصول أي مرشح على نسبة 50% سيتم تنظيم جولة ثانية في 23 مايو المقبل.