عادت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الاثنين، لاستعراض أهم مجريات الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 يونيو، مسجلة "إجماع" الأحزاب المشاركة على كون هذا الموعد فرصة للتغيير، فيما رصد البعض الآخر النقائص التي شابت أيامها الأولى مع التحذير من مغبة التغاضي عنها. يومية "الشروق اليومي" التي تصدر صفحتها الرئيسة عنوان "أحزاب متفائلة بالتغيير...و تحذيرات من دعاة الفراغ"، استعرضت وجهات نظر رؤساء بعض الأحزاب السياسية حول هذا الاستحقاق، و التي عادت لتتناولها، بعد ذلك، بالتفصيل في صفحتها الثالثة. وفي عمودها، تساءل الكاتب حول ما إذا كانت مسألة التحالف الوطني قد تحولت إلى حتمية في ظل الوضع السياسي الراهن، مسجلا أن "المعطيات تفرض على السلطة و الأحزاب الوازنة في الساحة الوطنية (...) أن تفكر من الآن في بناء تحالف موسع"، ليؤكد بأن محطة 12 يونيو المقبل "من الممكن أن تساعد في الدفع نحو بناء هذا التحالف الواعد". في مقال آخر، عادت نفس الصحيفة للحديث عن منحة 300 ألف دينار التي تقرر منحها للمترشحين الأحرار كدعم لهم في هذه الحملة الانتخابية، حيث عددت جملة من "العراقيل" التي تعيق تحصيل هذه المنحة، مستندة في ذلك إلى تصريحات بعض المترشحين المستقلين. يومية "المساء"، رصدت، هي الأخرى، آراء رؤساء الأحزاب السياسية وتقييمهم لمجريات الحملة الانتخابية، مسجلة "إجماعهم" على أن التشريعيات المقبلة تمثل "فرصة للتغيير و إعادة الكلمة للصندوق"، حيث نقلت، ما اعتبره هؤلاء، "مؤشرات واعدة لاستعادة ثقة المواطن". وفي ذات الإطار، أفردت اليومية حيزا لأصداء و كواليس الحملة الانتخابية، مع تخصيصها مقالا آخر للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تشكل الامتحانات التشريعية ثالث "امتحان" لها منذ استحداثها. وبدورها، و تحت عنوان "المتنافسون مجمعون على شعار +التغيير+"، أشارت يومية الشعب، هي الأخرى، إلى تبني الأحزاب السياسية و القوائم المستقلة، على السواء، لخطابات التغيير وتقوية مؤسسات الدولة"، حيث "تقاطعت في الدعوة لبناء مؤسسات أقوى". وتوقف كاتب المقال عند "السير الحسن" لمجريات الحملة الانتخابية، إن على المستوى التنظيمي أو في الخطاب المعتمد من طرف الأحزاب و القوائم الحرة، كما سجل أيضا "التقارب" بين الأفكار و الوعود التي يرفعها المترشحون، الأمر الذي يضع هؤلاء أمام تحدي الإقناع و التميز. يومية "المجاهد" الناطقة بالفرنسية، تناولت تصريحات رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الموعد الانتخابي والتي استحوذت على صفحتها السابعة المعنونة ب "إحداث القطيعة مع النظام السابق، مسؤولية تاريخية"، حيث نقلت خلاصة ما جاء في أقوالهم بهذا الخصوص. كما لفتت إلى أن مسألة "ضرورة إحداث القطيعة مع النظام السياسي السابق الذي خلف آلاما متعددة للجزائريين"، شكلت الخانة التي صبت فيها جل تدخلات المترشحين. ومن جهتها، اعتبرت يومية "ليكسبريسيون" في افتتاحيتها أن مسألة الثقة شكلت "الفكرة المهيمنة على الحملة الخاصة بموعد 12 يونيو". ومن بين ما تضمنته الافتتاحية أن العديد من المتدخلين قد وجهوا خطاباتهم الانتخابية نحو أزمة الثقة التي تكرست بين الناخبين و الطبقة السياسية، مشددين على ضرورة وضع حد لها. إقرأ أيضا: تشريعيات: المترشحون يجمعون على أهمية بناء برلمان قوي من أجل الجزائر الجديدة وفي قراءة له شملت تدخلات المشاركين، يرى صاحب الافتتاحية بأنه ولا أحدا منهم قدم اقتراحات ملموسة كفيلة باستعادة هذه الثقة، ليقدم بالمقابل أهم الشروط التي قد تمكن من تحقيق ذلك، و في صدارتها "مشاركة الرأي العام تحليل الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الهوة بين الناخبين و المنتخبين"، ليختتم ما كتب بالتشديد على أن استرجاع الثقة المفقودة بين الطرفين تستوجب "إبعاد الخطابات عن الأحاديث العقيمة". جريدة "أوريزون"، وفي تعليق تضمن ما اعتبرته "نقصا للإلهام" في خطابات المترشحين في أولى أيام الحملة الانتخابية، أبرزت أهم المقومات التي يتعين أن يقوم عليها حدث بهذا الحجم، وعلى رأسها توفر استراتيجية مدروسة لمخاطبة الناخبين الذي "أصبحوا أكثر تطلبا". وفي قراءته للتدخلات التي طبعت الأيام الأربعة الأولى للحملة، يرى صاحب التعليق بأن الأصداء "ليست مشجعة البتة"، خاصة تلك المعبر عنها على صفحات التواصل الاجتماعي، مسجلا ما وصفه بغياب الجدية و هو الحال نفسه بالنسبة للخطابات الميدانية التي لاحظ فيها "التسرع في إعدادها"، على حد قوله. وفي الأخير، أعرب الكاتب عن أمله في أن يقوم المعنيون بتصحيح مسارهم، علهم ينجحون في إقناع الناخبين بالإدلاء بأصواتهم لصالحهم. أما جريدة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، فقد خصصت لهذا الحدث مقالا اختارت له عنوان "هؤلاء المترشحون الذين يعيدون رسكلة أنفسهم في قوائم مستقلة"، أشارت فيه إلى أنه "حتى و إن كانت الهجرة بين الأحزاب السياسية، عشية كل موعد انتخابي، قد أضحت و مع مرور الوقت، ممارسة مألوفة عند البعض إلا أن هؤلاء أصبحوا، هذه المرة، محل انتقادات من قبل المواطنين" مما أعاد الحديث، مرة أخرى، حول ما اصطلح على تسميته بالتجوال السياسي". أما بالنسبة ليومية "لوسوار دالجيري" فقد ارتأت تسليط الضوء على نوعية الحملة الانتخابية التي ترى بأنها تجد صعوبة في جذب اهتمام الناخبين. كما سجلت ذات الجريدة بقاء الفضاءات المخصصة للإشهار فارغة في أغلبيتها الساحقة، يضاف إلى ذلك قلة الجمهور خلال التجمعات الشعبية المنظمة إلى غاية الآن،من طرف المشاركين في الانتخابات التشريعية المقبلة.