كتبت عناوين الصحافة الوطنية الصادرة، يوم الأحد، أن مترشحي الأحزاب السياسية و القوائم الحرة المشاركة في سباق تشريعيات 12 يونيو المقبل، أجمعت كلها على أهمية بناء برلمان قوي يعكس إرادة الشعب و يساهم في إرساء أسس متينة للجزائر الجديدة. و استعادت يومية "الشعب" في ملفها الانتخابي اليومي بعنوان "برلمان قوي لجزائر جديدة" خلاصة اليوم الثالث من الحملة الانتخابية التي انطلقت في العشرين من الشهر الجاري، مجمل ما ركز عليه المترشحون للتشريعيات المقبلة، أبرزها ضرورة المشاركة القوية يوم 12 يونيو و تحقيق التنمية من خلال ترقية الاقتصاد الوطني و مكانة الشباب في بناء الجزائر الجديدة. إذ أبرز المقال تصريحات رئيس حركة السلم عبد الرزاق مقري في تجمع له ببسكرة حيث دعا إلى "تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات التشريعية مهمتها النهوض بالاقتصاد الوطني و إتاحة الفرصة للجزائريين لاستحداث الثروة و التطور و الاستغناء عن الريع البترولي الآيل للنفاذ". فيما تحدث مترشحون آخرون على أهمية تحسين نوعية الخدمة العمومية و تحسين العلاقات بين مختلف الشركاء مع تعزيز دور المجتمع المدني حتى يمارس دوره كشريك في الساحة الوطنية، علاوة على الالتزام بالدفاع عن الدولة و مؤسساتها، و إحداث قطيعة مع من اسماهم رئيس حزب صوت الشعب "تجار الكوطات و المال الفاسد". وقد فضلت القوائم الحرة، حسب نفس الجريدة، العمل الجواري للاحتكاك مباشرة مع المواطنين دون إغفال مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير في رواد هذه المواقع واستمالتهم نحو برامجهم الانتخابية، فيما سجلت ذات اليومية، من جانب آخر، بعض مظاهر الحملة الانتخابية عبر مختلف اللقاءات و التجمعات على رأسها "قاعات شبه فارغة و ملصقات إشهارية غائبة و خطاب شاحب". وافتتحت يومية "المساء" صفحتها الأولى بموضوع نبهت فيه القراء عبر عنوان رئيسي "هذه خطوط حمراء لا تقربوها" في إشارة منها إلى عدم المساس بالوحدة الوطنية و أمن الجزائر و سيادتها و رموزها، و قالت إن البرلمان القادم يجب أن يكون فضاء مفتوح للكفاءات و أصحاب الشهادات و كذا تفعيل دوره باعتباره المنبر الأول لطرح انشغالات وهموم المواطن و الدفع إلى إيجاد الحلول المواتية لها و دعم التنمية على مختلف المستويات. كما دعا منشطو الحملة الانتخابية، وفق ذات المصدر، الشعب الجزائري إلى الإسهام في تجسيد التغيير المنشود عبر المشاركة القوية يوم الانتخاب محذرين في الآن ذاته من دعاة المرحلة الانتقالية و من كافة التهديدات التي تواجهها الجزائر. إقرأ أيضا: تشريعيات : المترشحون أمام تحدي كبير لإقناع الناخبين للذهاب إلى صناديق الاقتراع وبعنوان بارز افتتحت "المجاهد" صفحتها الأولى بمقال تحت عنوان "الحملة الانتخابية، ممارسة سياسية سليمة" مشيرة إلى ان معظم منشطي الحملة مقتنعون بضرورة التغيير و إحداث القطيعة مع الممارسات السابقة. و في هذا الإطار طالب المترشحون، بمختلف توجهاتهم السياسية، بضرورة أن يلتزم كل واحد منهم بمسؤوليته التاريخية و ان يرافعوا من المحافظة على مبادئ الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و التضامن الاجتماعي. كما لم يغفل هؤلاء، حسب "المجاهد"، أساسيات العمل السياسي التي يجب أن تنطلق من مبدأ الوحدة الترابية و السيادة الوطنية و الدعوة إلى مشاعر الأخوة و التلاحم الوطني، وذلك عبر مختلف لقاءاتهم الجوارية و تجمعاتهم الشعبية. وفي جريدة "أوريزون" برز مقال يدعو فيه الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، طيب زيتوني، إلى "تجديد" الطبقة السياسية الوطنية حتى تكون في مستوى التطلعات و قادرة على مواجهة المخاطر المتعددة التي تواجه الجزائر. وتناولت يومية "ليسكبرسيون" تصريحات عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء، حيث عبر في تجمع له بميلة عن أمله في إجراء انتخابات شفافة لأن الشفافية هي المعيار الذي سيحدد قوة المشاركة يوم الانتخاب و سيعزز أيضا التلاحم بين الشعب ومؤسسات الدولة. وقدمت من جهتها يومية "الخبر" قراءتها لتصريحات و نشاط رؤساء الأحزاب السياسية خلال هذه الحملة الانتخابية، و كتبت تقول بأن المعاينة الأولية لخطاب التيار الإسلامي "تؤشر إلى أنه يتسابق نحو قصر زيغود يوسف مسلحا بتراث شعبي إيجابي ويتعاطى مع اطروحاته الانتخابية بوعي لعدة اعتبارات" منها لتنظيم الهيكلي لقواعده النضالية و تجربته "النافعة" مع التيارين الوطني و الديمقراطي خلال السنوات التحالف الرئاسي (2003-2012). وأبرزت من جهة أخرى، أن انتخابات 12 يونيو القادم، تعرف "معطى جديدا لم يكن أحدا يضعه في الحسبان و هو إقحام المجتمع المدني و الشباب الجامعي و المرأة المفتقدين للحنكة السياسية و الانضباط الحزبي في اللعبة" وهي محاولة -حسب صاحب المقال- "لإخراج طبقة سياسية جديدة مقطوعة عن الطبقة الحالية المتهالكة سواء عند الوطنيين او الإسلاميين أو الديموقراطيين". أما يومية "الشروق" فعادت، من جهتها، إلى التجاوزات و الخروقات التي سجلتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لبعض المترشحين الذين استغلوا المساجد كمنبر انتخابي أو عدم احترام موعد انطلاق الحملة الانتخابية و عم احترام الترتيب في الملصقات الإشهارية للمترشحين. كما استعادت أهم تصريحات الأحزاب السياسية التي أجمع أصحابها على أن تجديد البرلمان يعتبر "مخرجا هاما" من الأزمة السياسية الراهنة، و أن الدستور الجديد "يحتاج إلى برلمان قوي لتجسيده" و أن تنمية المجتمع و الدولة يأتي عن طريق "الإصلاح السياسي و القانوني". بدورها أفردت يومية "لوكوتيديان دوران" الناطقة باللغة الفرنسية، مقالا تحدثت فيه على إجماع المشاركين في تشريعيات يونيو المقبل على أهمية إعادة الاعتبار للعمل السياسي لأنه السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود على أكثر من صعيد و أن البرلمان القادم يجب أن يعكس فعلا إرادة الشعب التي يجب أن تتكرس عن طريق المشاركة القوية يوم الانتخاب. أما "لوجان أنديبوندون" فاعتبرت أن معظم الاحزاب السياسية المشاركة في هذه التشريعيات دخلت غمار المنافسة بقوائم انتخابية متنوعة ولم تعتمد فقط على قواعدها التقليدية من المناضلين و المنخرطين في الحزب وذلك بهدف تدعيم حظوظها بالفوز و جلب اهتمام المواطنين، بينما تخوض أحزاب سياسية أخرى المنافسة الانتخابية لأول مرة "دون عقدة نقص" على غرار حزب "صوت الشعب" و "طلائع الحريات". واستخلصت يومية "لوسوار دالجيري" تقول أن خطاب المترشحين في اليوم الثالث من الحملة الانتخابية دار حول حماية مؤسسات الدولة و الدفاع عن رموزها و ثوابتها و البحث عن حلول عملية لمكافحة ظاهرة البطالة و تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.