استمتع جمهور قاعة ابن خلدون بالجزائر بالعاصمة مساء اليوم الأربعاء، بباقة غنائية متنوعة لفرقة "تيكوباوين" التي تعرف بأداء إبداعاتها الغنائية بأسلوب موسيقى "بلوز الصحراء" وهو نمط موسيقى منفتح يمازج بين الإيقاع التارقي التقليدي و روح مختلف طبوع الموسيقى الغربية وذلك بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية "يناير". وأدت فرقة " تيكوباوين" المتكونة من 5 أفراد مجموعة ثرية من الأغاني التي تشتهر بها و التي تمازج بين موسيقى البلوز الصحراوي وهو اسلوب موسيقي تارقي رائج عالميا وله محبيه ومتذوقيه في كل انحاء العالم يتسم بأجواءه ونكهته الإفريقية وأهازيجها التراثية مع إيقاعات الموسيقى الغربية (الريغي - الروك - الفولك) لتصنع نمطا موسيقيا نادرا وإيقاعا نابضا يجمع بين الحداثة والمعاصرة والانفتاح على الآخر في إطار ما يسمى موسيقى العالم. واستقطب هذا الحفل الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة لؤلاية الجزائر بمناسبة إحياء السنة الأمازيغية "يناير" جمهورا واسعا من العائلات والشباب، غصت به القاعة من عشاق هذا الطابع الغنائي المغاير والمتنوع والثري إيقاعيا الذي يعكس إبداع أنامل وأصوات أعضاء فرقة "تيكوباوين" الشابة المنحدرة من ولايات عين صالح ، أدرار والجزائر العاصمة في قالب موسيقي جميل يجمع بين الغيتار الكهربائي والباص والدرامز (طقم الطبول). وعلى مدار ساعتين من الزمن الفني وفي تجربة فنية فريدة أبدعت هذه الفرقة في أداء أغاني مستوحاة من إيقاعات موسيقى التوارق بالطاسيلي والأهقار بنصوص مدونة بالتامشاك (لهجة أمازيغية يتكلم بها الطوارق في الجنوب الجزائري ومنطقة الساحل ككل) وأيضا باللغة العربية الدارجة تتناول مواضيع شتى كوصف جمال فضاء الصحراء ويوميات الطوارق وغيرها من التيمات التي حملت صوت الواقع والحلم وذلك وفق سلسلة من الايقاعات التي تراوح ما بين الإيقاع الراقص والسريع والهادئ والبطيء. وأدت فرقة "تيكوباوين" أغاني تعكس الحب والجمال والاخوة والعيش معا والهوية مثل مقاطع "هيلالا"، "ميساكو"، "توماستين" ، "تامديتين" ، "طارهة" و "سيمغار ايميديوان" و "ليغ الزمان" ، "تنيري" (الصحراء) ، " أكسناغ تارها" (كرهت الحب) و"أميدينين" (صديقي) كما أدت المجموعة الفنية أغنية "حبك رواية" باللغة العربية وهي تجربة فنية ثنائية مع فرقة "الداي". وبالمناسبة أشار، رئيس فرقة " تيكوباوين "، سعيد بن خيرة (عازف على آلة الغيتار الكهربائي) في تصريح ل/واج ،أن "جمهور الجزائر العاصمة جمهور متذوق لهذا الطابع الموسيقي الذي يجمع بين التراث الموسيقي الجزائري الأصيل ومختلف الطبوع الغربية" مبرزا "أنه اختار تقديم برنامج غنائي متنوع بمناسبة يناير مستوحى من أغاني الألبوم الأول "ديرهان" عام 2016 والثاني "أهناي" عام 2020 في حين من المنتظر صدور الألبوم الثالث أخر سنة 2022 بالجزائر". من جهته عبر الجمهور عن استمتاعه بهذا الحفل وأكدوا تجديد اللقاء بهذه المجموعة الفنية يوم الجمعة 14 يناير الجاري في نفس القاعة. وأحيت هذه الفرقة الفنية التي تأسست سنة 2013 بعين صالح ومعنى اسمها "سيوف" العديد من الحفلات بالمدن الجزائرية في بداياتها قبل أن تصدر ألبومها الأول "ديرهان" (الأمنيات) في 2016 لتنشط بعدها حفلاتها خارج الجزائر بكل من فرنسا وكندا ثم لاحقا أصدرت ألبومها الثاني "أهناي" عام 2020.