قال الكاتب المغربي الطاهر الطويل أن "الأحلام الوردية للحكومة المغربية سرعان ما تحولت إلى كابوس لدى المغاربة جراء الزيادات الصاروخية في أثمان مختلف المواد الاستهلاكية, و أصبح المواطن المغربي يجابه الحقيقة المرة في واقعه اليومي". و في مقال نشره في يومية "القدس العربي" اللندنية, أوضح الطويل أن حزب "التجمع الوطني للأحرار", الذي يقود الائتلاف الحكومي, اختار خطة تسويقية مغرية في خطابه "جعلت الناس يتمسكون بالأمل, بعد تجربة فاشلة ومحبطة لحزب العدالة والتنمية", لكن "المفارقة أنه ما إن مر 100 يوم على تشكيل الحكومة الجديدة, حتى رفع الكثيرون شعارا يطالبها بالرحيل العاجل, وكانت منصات التواصل الاجتماعي فضاء لانتشاره السريع قبل أن يتجسد في الميادين". و قال الطويل أن "نفس الشعار تردد يوم الاحد الماضي (...) صدحت به حناجر الشباب والنساء والكهول, نتيجة الاكتواء بالزيادات التي لحقت بالمواد الأساسية", مضيفا أن شعار "ارحل" الذي رفع في "وجه حكومة أخنوش وجد صداه في مجموعة من القنوات التلفزيونية العربية والعالمية " , كما " لم يقتصر الأمر على نشرات الأخبار, بل شمل حتى بعض البرامج التفاعلية, حيث أبرزت تلك القنوات جل المطالب المرفوعة والمتمثلة في الحد من الزيادات المتتالية في الأسعار, وتحسين الأوضاع الاجتماعية, بينما كان الجهاز التنفيذي يواصل الاستعانة بالإعلام الرسمي والمواقع الإلكترونية المقربة منه, من أجل الترويج للمزيد من الوعود والخطاب الغارق في لغة الخشب". و أكد صاحب المقال انه "حين يتعلق الأمر بالزيادات مثار سخط الشعب, تتعلل الحكومة بالسياق العالمي لارتفاع أثمان برميل النفط!", متسائلا : "لكن من يضمن لها استقرار براميل الغضب أو انطفاء فورتها؟". من جهة أخرى, انتقد المقال خطابات محللين مغاربة في بعض قنوات الكيان الصهيوني و تعليقاتهم على زيارة وزيرة الاقتصاد الصهيونية إلى الرباط. كما حذر بخصوص السياح اليهود الذين يفدون على المغرب, "من أنهم يسرقون المناشف والأغطية والمصابيح الكهربائية, وغلايات الماء والكؤوس والملاعق وغيرها من فنادق العالم, مثلما نقلته قناة بي بي سي عربي منذ أكثر من سنة, متحدثة عن شكاوى فنادق الإمارات من سلوكيات سياح إسرائيليين", وهو ما أكدته صحف صهيونية وقنوات دولية في أكثر من مناسبة. في هذا الاطار, أبرز الكاتب المغربي ما نقله المدون القطري عبد العزيز الخزرج الأنصاري المعارض للتطبيع, عن أصحابه من أرباب الفنادق في دبي, لما تطرق الى نماذج من سرقات السياح الصهاينة . وعلق عليه أحد رواد شبكات التواصل الاجتماعي بالقول: "كيف لا يفعلون ذلك وقد سرقوا بلدا بكامله!", في إشارة الى فلسطين. و كشف المقال عن أن الصهاينة "ما إن يضعوا أقدامهم في أحد الفنادق العربية أو العالمية, حتى ينسون مدونة السلوك التي أصدرتها وزارة السياحة في نظامهم الظالم, و مثالا على ذلك ما ذكرت صحيفة (اسرائيلية) على ما جرى في مطار دبي منذ حوالي شهرين, عن إيقاف ثلاثة سياح إسرائيليين بعد سرقتهم بضائع معفاة من السوق الجمركية في السوق الحرة". و ختم الكاتب المغربي معلقا على هذا السلوك أن "من يسرق بيضة دجاجة, قد يسرق وطنا بكامله, فالسرقة تسري في دماء العدو المغتصب, وهذه أولى ثمرات التطبيع البئيس معه".