أقيمت بوهران أول دورة وطنية للرياضة التقليدية الشعبية القديمة الجزائرية الأصل والمعروفة بلعبة ''البيتشاك'' وذلك في إطار النشاطات المروجة للطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة الصيف القادم بعاصمة الغرب الجزائري. ''البيتشاك'' التي تعد من الألعاب الحركية التقليدية الأصيلة، هي لعبة حركية تقليدية مورست في الجزائر منذ عهد بعيد، ثم انتقلت إلى جنوبفرنسا في الستينات عن طريق المهاجرين وكذلك عن طريق عودة الفرنسيين إلى بلدهم، وفق نفس الدراسات. كما تعتبر هذه اللعبة إحدى مكونات الكنوز الثقافية التاريخية وظاهرة ثقافية. وميزة هذه اللعبة تكمن في تبيان مهارات في مداعبات الكرة بخفة وحركية، على شاكلة لاعبي كرة القدم. فكرة ''البيتشاك'' مشكلة من بقايا انابيب داخلية قديمة للدراجة مقطوعة إلى قطع رفيعة ومجمعة بخيط لتشكيل كرة مطاطية. ويمكن لعب ''البيتشاك'' مع لاعبين أو أربع كلعبة استرعراضية. ويتم تحديد الارضية المخصصة لها بدوائر واضحة المعالم. وجرت فعاليات الدورة الوطنية التي جرت بوهران و التي أشرف على تنظيمها النادي الرياضي الهاوي ''ثيران وهران'' بالتنسيق مع الجمعية الثقافية ''تاج الملك''، الأربعاء في سهرة رمضانية احتضنها حي ''ميموزة'' الشعبي. وأكد المنظمون بأن فكرة بعث رياضة ''البيتشاك'' التقليدية لقيت دعم اللجنة الوطنية لتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقبلة، حيث حضر الدورة ممثلون عن محافظ الألعاب، بحسب رئيس نادي ثيران وهران، سفيان طالب. وجذبت التظاهرة حضورا معتبرا للمواطنين التواقين للتعرف على هذا النوع من الرياضات التي اندثرت من الألعاب الرياضية التي يمارسها الجزائريون رغم أنها كانت في الماضي اختصاصا جزائريا خالصا. في نهاية التظاهرة تم تكريم المشاركين في لعبة ''البيتشاك'' و الفائزين. كما شمل التكريم ممثلين عن لجنة ألعاب البحر الابيض المتوسط و السلطات المحلية و كل الاندية الرياضية التي ساهمت في انجاح هذه التظاهرة و في الترويج للألعاب المتوسطية. ويعود اختفاء ''البيتشاك'' من الساحة الرياضية الوطنية، كغيرها من الألعاب القديمة، مع ظهور نماذج الألعاب الحديثة نتيجة لتخلي الرياضيين في القرن الماضي على ممارسة الألعاب الرياضية التقليدية لصالح الألعاب الرياضية المؤسساتية الجديدة، وفق دراسات أجريت في هذا المجال. وكان محافظ الألعاب المتوسطية المقبلة، محمد عزيز درواز، قد أكد في تدخلات سابقة عن سعي المنظمين لمنح نسخة وهران بعدا ثقافيا بامتياز، وهو ما يفسر انخراط لجنته في المبادرة التي أريد لها أيضا أن تكون محطة جديدة من محطات الحملة الترويجية للعرس المتوسطي الذي تستضيفه الجزائر من 25 يونيو إلى 6 يوليو 2022.