توج اليوم الدراسي لورشات مساهمة المجتمع المدني في تحضير وإنجاح الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة الصيف المقبل بوهران والمنظم اليوم الأربعاء بذات المدينة بعدة اقتراحات وأفكار تمثل ''دعما إضافيا في سياق الإعداد لتظاهرة متميزة من جميع الجوانب'', حسب المنظمين. وحضر الموعد الذي أشرف على تنظيمه المكتب الولائي للمرصد الوطني للمجتمع المدني واللجنة المنظمة للألعاب المتوسطية عدد كبير من الجمعيات الناشطة في مختلف المجالات, حيث تشكلت خلاله خمس ورشات انتهت أشغالها بإعداد كل منها تقريرا يتضمن مقترحات لإثراء البرنامج المعد من طرف لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية والمتعلق بالنشاطات المرافقة للموعد المتوسطي وكذا تلك الهادفة للترويج له. وشملت الورشات الخمس كلا من الشباب والرياضة والمسارات السياحية والثقافة والفنون والبيئة والتنمية المستدامة والتطوع والمواطنة. وبعد قرابة ثلاث ساعات من الأشغال, قدم مقررو اللجان اقتراحات كل ورشة, حيث اتفقت كلها على ضرورة تعبئة كافة أطياف ساكنة وهران, سيما منهم ممثلي جمعيات المجتمع المدني لإنجاح التظاهرة المتوسطية. واقترحت في هذا الصدد ورشة الشباب والرياضة تنظيم استعراضات رياضية لشبان الجمعيات المحلية على مستوى الميادين العمومية وتنظيم ملتقيات لإبراز دور الرياضة في تحقيق السلم, فضلا عن إشراك قدماء الرياضيين في الترويج للألعاب عبر البلديات ال26 للولاية وإحياء الرياضات التقليدية على غرار البيتشاك والعصا. من جهتها, اقترحت ورشة المسارات السياحية تنصيب أكبر خيمة للصناعات التقليدية على مستوى القرية المتوسطية التي ستأوي المشاركين في الألعاب من أجل إبراز التراث الوطني في هذا المجال, وتكوين المرافقين السياحيين بالعدد الكافي وإبراز المناطق السياحية غير المعروفة لزوار وهران والتعريف بالملاعب الرياضية القديمة التي تحتويها الولاية وغيرها. أما ورشة الثقافة والفنون فمن بين ما اقترحته تنظيم قافلة ثقافية تجوب بلديات الولاية من الفاتح يونيو إلى غاية انطلاق الألعاب التي ستعطى إشارتها في 25 من نفس الشهر, وتسخير فضاءات للمعارض على مستوى المنشآت الرياضية. من جانبها, عبر أعضاء ورشة البيئة والمواطنة عن أملهم في بعث الاحتفال بعيد الورود الذي توقف في العامين الماضيين بسبب جائحة فيروس كورونا. ودعت الورشة إلى تنظيم مسابقة لأحسن حي بوهران على هامش الألعاب, إضافة إلى تنظيم أيام تطوعية لتنظيف الساحل الوهراني وتزيين المرافق العمومية من خلال حملات تطوعية. وفي ما يخص الورشة الأخيرة, وهي ورشة التطوع والمواطنة, فقد اقترحت استغلال الفضاءات الإشهارية الكبرى للترويج للألعاب والاتصال المباشر بالمواطنين لتعبئتهم للمساهمة في إنجاح التظاهرة الرياضية المتوسطية وإشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في تنشيط التظاهرات المقامة قبل وأثناء الألعاب. وأكدت ممثلة المرصد الوطني للمجتمع المدني بوهران, ياقوت عيساني, في تدخلها الختامي عن تقديرها لمساهمة الجمعيات الحاضرة في إثراء البرنامج الخاص باستعدادات المدينة لاحتضان الألعاب المتوسطية, معتبرة بأن الحضور الكثيف والمساهمة الفعالة في أشغال الورشات المعنية ''يدل على وعي المجتمع المدني وإدراكه لأهمية إنجاح رهان تنظيم دورة متوسطية متميزة". من جهته, أكد مستشار وزير الشباب والرياضة, نصر الدين قرنيش, بأن هذه المبادرة, التي ستتبعها مبادرات أخرى, الهدف منها ''تحسيس وتوعية المجتمع المدني بضرورة انخراطه في مسعى إنجاح الألعاب المتوسطية التي توليها السلطات العمومية أهمية قصوى". وسترفع تقارير الورشات الخمس إلى اللجنة الوطنية لتنظيم الألعاب المتوسطية من أجل مناقشتها ودراسة سبل تطبيقها في الميدان, كما أشار إليه المنظمون.