وقعت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، على اتفاقية تتعلق بتزويد المساجد و المدارس القرآنية و الزوايا بسخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية وتركيبها بتمويل مشترك. و قد تم إمضاء الاتفاقية تحت إشراف وزيري القطاعين بن عتو زيان و يوسف بلمهدي من طرف الأمناء العامين للوزارتين بوزيان مهماه و رضوان معاش بمقر المدرسة القرآنية دار القرآن "الشيخ أحمد سحنون" ببئر مراد رايس، و ذلك تزامنا مع إطلاق قافلة توزيع المصابيح الموفرة للطاقة (لاد) على المساجد والمدارس القرآنية. و في كلمته بالمناسبة, أكد وزير الانتقال الطاقوي و الطاقات المتجددة، بن عتو زيان, أن "هذه الاتفاقية تأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية وأيضا التوسع في استخدام الطاقة الشمسية وتطبيقاتها على مستوى الفضاءات العمومية ومؤسسات العبادة". كما أوضح الوزير أن المحور الأول من هذه الاتفاقية يخص سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية, مشيرا انها عملية مسجلة في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة. و عليه, أوضح الوزير أن هذا المشروع سيتم تمويله بشكل مشترك، حيث يتم تغطية 50 بالمائة من تكلفة معدات السخان وتثبيته من قبل الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة. و أشار الوزير ان هذه العملية تندرج ضمن برنامج تعزيز نشر سخانات المياه بالطاقة الشمسية في المساكن والمساجد والمدارس والمؤسسات الصحية على وجه الخصوص, مشيرا الى الأهمية الاقتصادية لهذا المشروع الذي "سيساهم في خلق سوق وطنية محلية لهذه السخانات، كونها تنطوي على تقنية بسيطة نسبيا، يمكن للمصنعين المحليين من إنتاج هذه الأنظمة وتركيبها وصيانتها بأنفسهم، بما يوفر حلا ميسور التكلفة و يسمح بانشاء شبكة وطنية من الصناعيين والحرفيين". اقرأ أيضا: طاقات متجددة : نحو تعميم استعمال المصابيح الاقتصادية عبر جميع مساجد الوطن و في هذا الصدد، ذكر الوزير إطلاق نوعين من الدعوات لإبداء الاهتمام من قبل الراغبين للانخراط في هذا المسعى والإستفادة من مزايا المشروع, مشيرا الى ان الأولى تهدف إلى اختيار مركبي هذه السخانات الذين سيكونون مسؤولين عن تنفيذ المشروع لصالح المستفيدين, أما الثانية فتم إطلاقها في اتجاه الولايات وقطاعات عديدة (الشؤون الدينية والأوقاف، التربية والمؤسسات التعليمية، الصحة) لإبداء الاهتمام بغرض الاستفادة من صيغة التركيبة المالية للتمويل المشترك المعتمد في إطار هذا المشروع، "بما يتيح المجال للمنشآت التابعة لهذه القطاعات من توفرها بشكل دائم على الماء الساخن المنتج باستخدام الطاقة الشمسية". و في هذا الصدد، أشار الى انه من بين القطاعات المستجيبة لهذه الدعوة ، قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، "حيث بلغ عدد المساجد التي جرى تحديدها ب 1.673مسجدا عبر 33 ولاية كوجهات يمكنها الإستفادة من تركيب هذه السخانات"، موضحا ان الاتفاقية الموقعة اليوم مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف "تأتي في اطار تجسيد هذا المشروع الطموح من خلال تركيب وتشغيل 880 سخان مياه بالطاقة الشمسية كمرحلة أولى". أما المحور الثاني للاتفاقية يتمثل ،حسب شروحات الوزير، في تنفيذ مشروع "توزيع 3 ملايين مصباح موفر للطاقة من نوع +لاد+ المسجل كذلك في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة لاستبدال المصابيح المتوهجة، حيث سيتم ضمان اقتناء مصابيح (لاد) عن طريق التمويل المشترك بضمان 50 بالمائة من التكلفة من الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والتوليد المشترك للطاقة". و أوضح في هذا الإطار انه "سيتم تخصيص حصة قدرها 500ألف مصباح موفر للطاقة من نوع (لاد)، لصالح مؤسسات العبادة بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف". و انطلقت العملية اليوم رمزيا بتوزيع 4.000 مصباح على ثمانية مؤسسات قرآنية بهدف تجسيد المشروع. من جانبه، أشار وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أن هذه العملية من شأنها "تخفيف العبء المالي على البلديات بتقليص فاتورة استغلال الغاز و الكهرباء". كما نوه بدور المساجد في التوعية والتحسيس بأهمية الانتقال الطاقوي و الاستغلال العقلاني للطاقة, مشيرا الى تعميم هذه العملية مستقبلا على كافة المدارس القرآنية و المساجد.