أولت وسائل الإعلام المحلية و الدولية اهتماما مميزا بفعاليات الطبعة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم ,المتواصلة فعالياتها بالجزائر (13 يناير-4 فبراير 2023) عبر الملاعب الأربعة المختارة لاحتضان الحدث, و التي عرفت منذ انطلاق المنافسة إقبالا جماهيريا منقطع النظير زاد المنافسة تشويقا و إثارة. وكانت كل الأمور تشير إلى أن موعد الجزائر سيكون مميزا والأحسن في تاريخ هذه المنافسة الإفريقية, باعتبار أن الكونفدرالية الإفريقية للعبة كانت قد استقبلت حوالي ألف طلب اعتماد لتغطية دورة 2022, وهو رقم قياسي, يفوق حتى عدد طلبات الاعتماد التي تم تقديمها من اجل تغطية الطبعة السابقة من كأس إفريقيا للأمم الاخيرة-2022 التي جرت بالكاميرون. و لان الحدث كان مميزا والتنظيم كان محكما, اجمع الصحافيون المكلفون بتغطية الحدث والمنتمون إلى مختلف وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة على إبداء إعجابهم بمستوى تنظيم الدورة و بجودة المنشآت التي سخرتها الدولة الجزائرية من اجل ضمان نجاح الحدث الكروي وأهم من هذا, حرصها على ضمان راحة ضيوف الجزائر من خلال الاهتمام بكل الجوانب الأخرى المتعلقة بالأمن و النقل و الإيواء و التأطير و غيرها من المجالات الأخرى المرتبطة ب 'شان' الجزائر. وفي هذا السياق, أعرب المراسل الخاص لإذاعة فرنسا الدولية, ماركو مارتينز عن إعجابه بدورة الجزائر قائلا: " لحد الآن تابعت مجريات الدورة بالجزائر العاصمة ووهران و انطباعاتي جيدة جدا (...) لجنة التنظيم تبذل قصارى جهدها من اجل تسهيل مهام الجميع بما فيهم الإعلاميين (...) المنافسة تسير بشكل جيد وليس لدينا أي تحفظ, بل على العكس لا يسعنا إلا تقديم الشكر للسلطات الجزائرية على حسن استقبالها لكل الوفود ". و أضاف الإعلامي الذي سبق له تغطية عدة دورات من كاس إفريقيا للأمم أو منافسات قارية أخرى : "بإفريقيا كنت دوما احمل هاجس صعوبة التنقل بين الملاعب أو صعوبة العمل من الملاعب التي تكون غالبا مفتقرة للخدمات اللازمة. لكن بالجزائر تفاجأت بجودة الخدمات و بجاهزية جميع المنشآت, على الأقل الملاعب الأربعة المختارة لاستضافة المقابلات", مستطردا " الجزائر سخرت كل الظروف و الإمكانيات لإنجاح الطبعة و أبانت عن قدرات تؤهلها لاحتضان اكبر المنافسات". و أضاف مراسل إذاعة فرنسا الدولية: "في السابق, كانت بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بمثابة فضاء تنافسي لاختبار قدرات اللاعب الإفريقي, لكن الجزائر أعطتها بعدا تنافسيا جادا. الدول التي نظمتها في السابق تعاملت مع البطولة على أنها منافسة صغيرة, لكن الجزائر قررت أن تسخر كل الإمكانيات وتجعل منها منافسة ترقى إلى موهبة اللاعب الإفريقي المحلي وأهم من هذا, الجزائر قدمت رسالة واضحة بشأن قدراتها المتميزة و أحقيتها بتنظيم كاس إفريقيا للأمم", مضيفا " الأمر يتعلق بمنافسة تنشط من قبل 17 منتخبا موزعين على أربع مدن و اللجنة المنظمة نجحت لحد بعيد في توفير كل الإمكانيات, التي تنم عن قدرة هذا البلد على احتضان كاس إفريقيا للأمم في المستقبل القريب". ولم يكن انطباع صحفية جمهورية الكونغو الديمقراطية, غراس دياكوباما التي تعمل لحساب الموقع الإعلامي "مبوت .سي.دي", مختلف عن صحفي إذاعة فرنسا الدولية, حيث حرصت على إبراز مستوى التنظيم الذي وصفه ب"الممتاز", والذي يؤكد - حسبها - مرة أخرى قدرة الجزائر على احتضان أقوى و اكبر المواعيد الرياضية ". كما أبدت "بالمناسبة سعادتها الكبيرة بحفاوة الاستقبال و ظروف الإيواء و النقل و الأمن, بالإضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي وفرت للصحفيين ومختلف وفود المنتخبات المشاركة". إقرأ أيضا: شان-2022/الموزمبيق-الجزائر (0-1): "الخضر" بالعلامة الكاملة أما صحفي اذاعة الشباب 'اف.ام' الليبية, عاين فيصل فقال أن الجزائر, "بعد نجاحها الملفت في تنظيم الألعاب المتوسطية (وهران 2022), ها هي تتألق مرة أخرى, من خلال توفيرها لملاعب و منشآت عالمية اكتسبت من خلال ذلك نقاط أخرى مستحقة في إطار مسعاها لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 (...) فالملاعب التي شهدناها تستجيب للمعايير الدولية (...) وصدى طبعة الجزائر وصل إلى ابعد الحدود (...) صراحة ابهرنا بالتنظيم و المنشآت واهم من هذا كله حفاوة الاستقبال". و أضاف ذات المتحدث :"بدون مبالغة أو مجاملة, يمكنني أن اقر أن كل التسهيلات قد وفرت للصحافيين (...) فكل الإمكانيات متوفرة بمركز الصحافة (...) احرص على تهنئة الجزائر على هذا التنظيم الرائع ". وفي سياق متصل, أكد بريس ميليان من الإذاعة الايفوارية أن " تنظيم شان-الجزائر هو ممتاز بكل المقاييس", مبرزا " الارتياح الكبير الذي سجله لدى مختلف وفود المنتخبات الإفريقية التي تقرب منها (...) لقد حصلت على بطاقة اعتمادي في ظرف بضعة ثواني وهذا الأمر لم نتعود عليه في المنافسات التي تنظمها الكاف (...) اليوم لا يسعني إلا الإشادة بتنظيم الجزائر الذي فاق كل التوقعات ". و قال أيضا "هنا بعنابة أو بالمدن الأخرى المعنية بالدورة, أنا متيقن أن الناس ودودين جدا (...) الجمهور احدث الاستثناء بحضوره القوي رغم برودة الطقس والأمطار الغزيرة (...) فعلا إنه جمهور مميز يحرص على التواجد حتى في المقابلات التي لا يكون فيها المنتخب الجزائري طرفا فيها (...) انه بحق جمهور رياضي ساهم مساهمة فعالة في جعل دورة الجزائر استثنائية ". وفي نفس الاتجاه, اختصر الصحفي ايليونو ايوكيتاه من إذاعة وتلفزيون الكاميرون, انطباعه بكلمة واحدة " أنا منبهر" بكل الأمور الجميلة التي نعيشها بوهران (...) فعلا الجزائر في القمة (..) لقد حظينا باستقبال حار و تمت معاملتنا بشكل راقي (...) مهما وصفت الأمر, لا يمكننني أن اعبر عن مدى إعجابي و امتناني لحسن الضيافة و طيبة الشعب الجزائري". وختم يقول: "الملعب جميل والتأطير رائع و النقل متوفر والخدمات ممتازة. صراحة الجزائر أعطت لمنافسة 'الشان' بعدا عالميا ". و من خلال كل الانطباعات الواردة من مختلف المدن بالإضافة إلى الارتياح الكبير الذي سجله مسؤولو الكونفدرالية الإفريقية بخصوص الظروف الجيدة التي تقام فيها بطولة إفريقيا للمحليين, و الأجواء المميزة التي يتفنن الجمهور الجزائري في صنعها عبر مختلف الملاعب, يعد طموح الجزائر لاستضافة مواعيد كروية هامة في المستقبل القريب أكثر من مشروع.