أكد المتحدث باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا", كاظم ابو خلف, أن الوضع في قطاع غزة مزري ويتجه من "سيء الى أسوأ" بسبب تواصل العدوان الصهيوني, مشددا على أن اكثر ما يحتاجه القطاع هو فرض الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يؤكد على عدم قصف المدنيين والملاجئ والمستشفيات وسيارات الإسعاف. و أفاد ابو خلف في تصريح ل/وأج أن عدد الضحايا من عمال وكالة "الاونروا" في قطاع غزة بلغ 88 منذ السابع من اكتوبر الماضي, بالإضافة الى 22 جريحا, "وهي أكبر خسارة في الأرواح بالنسبة لوكالة الغوث الدولية منذ نشأتها, كما أنها الأعلى في صراع واحد في هذه الفترة الزمنية القصيرة". و تابع يقول : "كما تضررت 50 منشأة من منشآت وكالة الغوث, من ضمنها مدارس تعرضت للضرر إما بشكل مباشر أو غير مباشر, بسبب العدوان, وهذا أيضا أدى الى سقوط ما لا يقل عن 25 شهيدا وجرح المئات في قطاع غزة". و اشار المتحدث الى أن قطاع غزة هو من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم بأكثر من 2ر2 مليون نسمة, وجراء العدوان الذي بدأ في 7 اكتوبر الماضي, نزح منهم مليون ونصف داخليا, بينهم 716 ألف لجأوا الى مرافق الوكالة, والرقم في تزايد. و ابرز في السياق بأن الوضع في مراكز الإيواء والنزوح "مزري بكل ما تحمله الكلمة من معنى جراء الاكتظاظ الشديد", كما أبرز النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب الذي يعاني منه مئات الآلاف من سكان غزة, لافتا الى ان كافة مرافق ومحطات المياه, ومنها 60 تابعة للبلديات المختلفة في القطاع, أصبحت خارج الخدمة بسبب نفاد الوقود الذي يستعمل في تحلية المياه. و نبه الى ان هذا الوضع دفع الناس الى الشرب من الآبار الزراعية, رغم أنها غير نظيفة مائة بالمائة, وهذا ما يؤدي الى انتشار بعض الأمراض ويزيد الضغط على الطواقم الطبية في المستشفيات والمنهكة أصلا بسبب كثافة العمل. و في حديثه عن ما تتعرض له المستشفيات, قال كاظم ابو خلف ان 14 من أصل 35 مستشفى غير قادر على استقبال المرضى والجرحى, كما توقف 51 مركزا صحيا من أصل 72 مرفقا, أي بمعدل 71 في المائة من المراكز الصحية التي كانت قادرة على إعطاء بعض الرعاية الصحية الأولية. و أكد أن السبب الرئيسي لتوقفها عن الخدمة هو النقص في الوقود, مشيرا الى ان غزة قبل العدوان كانت تحتاج الى 160 ألف لتر من الوقود يوميا, لكن منذ بداية العدوان لم يدخل شيء الى القطاع, وهو ما قلص من عدد المراكز الصحية التابعة "للأونروا" من 22 الى 9 مراكز فقط, في حين بلغ عدد الفرق الطبية المتنقلة حوالي 90, تتنقل ما بين المدارس وتعمل بشكل محدود جدا لقلة الإمكانيات ولصعوبة الحركة أيضا بسبب الغارات الصهيونية. و اكد المتحدث ان الوكالة تركز في تقديم الخدمات على الأطفال, خاصة مع بداية انتشار الامراض لدى هذه الشريحة بسبب المياه غير النظيفة, مبرزا في سياق ذي صلة, تضرر 65 شبكة صرف صحي, ما ينذر بكوارث صحية اضافية. كما لفت الى انه منذ 11 اكتوبر لا يوجد في غزة كهرباء, والاعتماد كان على ألواح الطاقة الشمسية التي تضررت هي الاخرى بشكل شبه كامل جراء القصف, ما يعني تحييد مصدر الطاقة الوحيد الذي لا يعتمد على الوقود. و حذر كاظم ابو خلف من أن المخزون الغذائي في قطاع غزة يكفي لأقل من 5 أيام فقط, خاصة و أن مطحنة القمح الوحيدة في القطاع لا تعمل بسبب عدم توفر الكهرباء, مشيرا الى ان عدد المخابز تقلص من 85 الى 65 مخبزة. و شدد المتحدث باسم "الاونروا" ان اكثر ما يحتاجه قطاع غزة على الصعيد السياسي, هو فرض الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يؤكد على عدم قصف المدنيين والملاجئ والمستشفيات وسيارات الإسعاف ودور العبادة, و إعطاء المدنيين ما يمكنهم من البقاء على قيد الحياة سواء اختاروا النزوح أو البقاء. كما شدد على ضرورة توفر الارادة السياسية لفرض وقف "فوري" لإطلاق النار لأسباب انسانية, "لأن القضية أصبحت مسألة حياة أو موت".