انتقد كتاب مغاربة، الموقف الرسمي للنظام المغربي تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي لا يرقى الى مستوى تطلعات الشعب المغربي، مؤكدين أن مصلحة المملكة تقتضي الخروج العاجل من فخ التطبيع مع هذا الكيان المحتل لإنقاذ البلاد. وأكد الكاتب المغربي طارق ليساوي في مقال له حول التطبيع والوضع في فلسطينالمحتلة، أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، أكدت بما لا يدع مجالا للشك، ان "رهان النظام السياسي المغربي على الكيان الصهيوني رهان خاطئ وصفقة غير مربحة تماما بالنسبة للمغرب". وأضاف: "نأمل أن يدرك صناع القرار في المغرب أن قرار التطبيع مع الكيان قرار خاطئ وغير مجدي، و أن فرصة الخروج من هذا الحلف المدنس سانحة، خاصة و أن الشعب المغربي من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، يهتف بصوت واحد +إسقاط التطبيع وكلنا فلسطينيون+". وتابع يقول : "بعيدا عن كل خطاب عاطفي، فإني أرى أن مصلحة المغرب والسياسة الواقعية والبرغماتية السياسية تقتضي الوقوف بجانب القضية الفلسطينية وبجانب المقاومة في غزة، والخروج العاجل من اتفاقيات التطبيع"، مشددا على أن "المستفيد الوحيد من التطبيع هو الكيان الصهيوني (...)". وشدد على انه لابد من الخروج من هذا الاتفاق المشؤوم والعودة إلى الصواب و إنقاذ البلاد والعباد من تداعياته، معتبرا أن الكيان الصهيوني "يحاول ابتلاع المغرب وفرض الوصاية عليه". واليوم مع توالي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية -يضيف- لجأ المخزن إلى "الارتماء الكلي واللامشروط في أحضان الكيان الصهيوني وربط مصيره بمصيره"، مجددا التأكيد على أن هذه المراهنة "خاطئة، وقوة الكيان المزعومة قوة وهمية ومصطنعة، وهو ما أثبتته عملية طوفان الأقصى". -- الهوة تتفاقم بين المخزن والشعب بسبب التطبيع -- من جهته، ابرز الكاتب المغربي المقيم في ايطاليا، أمين بوشعيب، في مقال له تحت عنوان "قضية فلسطين بالنسبة للشعب المغربي قضية وطنية"، ان لا مطلب للمغاربة الذين يخرجون يوميا تعبيرا عن غضبهم على الجرائم التي ترتكبها الآلة الجهنمية الصهيونية في حق الفلسطينيين، سوى "إسقاط التطبيع وطرد ممثل الكيان الصهيوني في المغرب". وذكر بأن المغاربة "منذ البداية لم يكونوا راضين على التطبيع، لأنه خذلان للشعب الفلسطيني وخيانة للقضية الفلسطينية العادلة"، و قد عبروا عن ذلك -يضيف- "بالخروج بالآلاف، متظاهرين ومحتجين في جل المدن، من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه". ويرى الكاتب ذاته أن هذه المظاهرات والاحتجاجات كانت بمثابة "استفتاء شعبي"، أكد من خلاله الشعب المغربي رفضه القاطع لكل الاتفاقيات التي وقعتها حكومة سعد الدين العثماني مع الكيان الصهيوني في 10 ديسمبر 2020. وتساءل في السياق: "هل النظام المغربي سيتراجع عن مسار التطبيع ويبادر إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ وهل ينسجم هذا المسار مع دور المغرب الذي يترأس لجنة القدس؟". لكنه استطرد بالقول: "على الرغم من استمرار الديناميكية الاحتجاجية بالمدن المغربية منذ بداية العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، حيث لا تزال تشهد مختلف المدن وقفات ومسيرات ضخمة، يبدو ان كل ذلك لا يجد تجاوبا لدى النظام المغربي، مما يجعل الهوة تتفاقم بين الشعب والنظام الذي يسير في اتجاه معاكس لكل مطالب الشعب المغربي (...)". وأبرز في السياق ان هذا التضامن الكبير مع القضية الفلسطينية وهذا الزخم الشعبي القوي الذي أبان عليه الشعب المغربي، و إن كان شعاره الرئيس إسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني، فإنما يرمي، بالموازاة مع ذلك، إلى انتزاع موقف مشرف للمغرب ويعوض الخسارة التي مست رصيده الرمزي، الذي "تآكل بفعل اتفاقية التطبيع مع الكيان المحتل". كما انتقد الكاتب ذاته، البيان الاخير لوزارة الخارجية المغربية حول العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، والذي وصفه ب"الخجول"، قائلا : "يا وزير الخارجية، عليك تسمية الأمور بمسمياتها : إنها مجازر وحشية همجية نازية فاشية غير مسبوقة في حق أطفال ونساء فلسطين". وخلص الكاتب امين بوشعيب في الأخير الى ان موقف المخزن لا يرقى بأي حال من الاحوال الى تطلعات المغاربة، كما شدد على أن الشعب المغربي "لن يرضى بغير قطع العلاقات مع هذا الكيان المحتل وتمزيق اتفاقية التطبيع وما نتج عنها من اتفاقيات".