دعا المشاركون في الجلسة الختامية لملتقى الجزائر الدولي حول التراث الثقافي المغمور بالمياه, المنعقد اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة, إلى ضرورة إنجاز الخريطة الأثرية للتراث الثقافي المغمور بالمياه. وتضمنت توصيات هذا الملتقى الدولي, المنظم بقصر الثقافة مفدي زكرياء تحت شعار "بحث أثري ..حماية وتثمين", إلى ضرورة "إنجاز الخريطة الأثرية للتراث الثقافي المغمور بالمياه لتحديد المناطق الحساسة والمعالم المغمورة وتوزيعها على القطاعات التي لها صلة بالنشاطات البحرية لحماية التراث". وحضرت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, الجلسة الختامية لهذا الملتقى بمعية مدير المكتب الجهوي لمنظمة اليونسكو, إيريك فالت, إلى جانب نخبة من الخبراء والباحثين الجزائريين والدوليين في مجال التراث والتراث المغمور بالمياه. ودعا الخبراء المشاركون في الملتقى من خلال التوصيات إلى "تفعيل المادة 22 لاتفاقية اليونسكو 2001 المتعلقة بالتدريب والتعاون وإدراج التكوين في ميدان البحث الأثري للتراث الثقافي المغمور بالمياه في الجامعات والمعاهد الجزائرية", فضلا عن"ابرام اتفاقيات ثنائية لتعزيز وسائل ومناهج الحماية وتبادل المعلومات وبناء القدرات". إقرأ أيضا: الجزائر أولت "إهتماما خاصا" بالتراث الثقافي المغمور بالمياه في السنوات الأخيرة كما تم التأكيد من خلال التوصيات على أهمية "إدراج و تحديث الوسائل والتقنيات في الأبحاث التي تخص التراث المغمور وتكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية قصد التعريف وتثمين التراث الثقافي المغمور بالمياه, إلى جانب رقمنة المواقع الأثرية كاستعمال تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد وإشراك الجمعيات ونوادي الغوص في عمليات التحسيس والتوعية". وشددت أيضا توصيات هذا الملتقى الدولي على أهمية "التكوين وبناء القدرات في مجال البحث الأثري في التراث المغمور بالمياه وتشجيع السياحة الأثرية مع استغلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتحسيس المجتمع والترويج لهذا النوع من السياحة الثقافية". وكان هذا الملتقى الدولي قد عرف مشاركة خبراء من الجزائر وعدة بلدان قدموا تجاربهم المختلفة في مجال حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه حيث عرفت الجلسة المسائية تقديم مداخلات مست مختلف الجوانب المتعلقة بهذا التراث. وعقب اختتام الملتقى, أشرفت وزيرة الثقافة والفنون على إفتتاح معرض فني يضم مختلف منتجات الصناعات التقليدية الجزائرية كالخزف الفني والنحاس وكذا معرض للفنون التشكيلية يضم أعمالا فنية متنوعة تعكس ثراء الموروث الثقافي الجزائري, وهذا في إطار برنامج ثقافي يتزامن واحتضان الجزائر للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز (29 فبراير – 2 مارس).