أعطى وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي يوم الخميس بعنابة إشارة الإنطلاق الرسمي لأشغال بناء مشروع "المسجد القطب" بأعالي هضبة بوخضرة ببلدية البوني بولاية عنابة و ذلك بحضور أئمة و ممثلي المجتمع المدني و شركاء القطاع ومواطنين. و أكد الوزير في تصريح لوسائل الاعلام بموقع إنجاز المشروع و ذلك في إطار زيارة عمل و تفقد قام بها إلى هذه الولاية, أن "المسجد القطب بالبوني سيكون صرحا دينيا إضافيا يخدم المنظومة الدينية ويساهم في ترقية دور مثل هذه المعالم من خلال خطاب ديني وسطي ومعتدل و تنشئة مجتمع يحافظ على هويته وينسجم في مسار التنمية الذي تنتهجه البلاد". و أفاد في هذا السياق بأن "تزامن انطلاق أشغال هذا المشروع الديني المهيكل مع إحياء الجزائر لليوم الوطني للذاكرة ومجارز 8 ماي 1945 التي تستوقفنا عند تضحيات أبناء هذا الوطن من أجل الحرية يمثل عربون وفاء لرسالة الشهداء و تأكيدا للمسار الصحيح الذي تنتهجه الجزائر من أجل رقي متعدد الأبعاد". و خلال استماعه لعرض حول محتوى مشروع "المسجد القطب" الذي أوكلت أشغال إنجازه المحددة ب 22 شهرا لشركة "باتيميطال"، حث الوزير على "احترام آجال ونوعية الإنجاز"، منوها بالمناسبة بالتدابير التي اتخذت من أجل الاستعمال الرشيد و العقلاني للمياه والطاقة المتجددة وكذا الاستغلال العقلاني لمختلف الفضاءات لبعث نشاطات ثقافية وفكرية وكذا سياحية التي من شأنها أن تحول "المسجد القطب" إلى منارة تشع على المنطقة ككل. و يتربع "المسجد القطب" المصمم لكي يتسع ل12 ألف مصلي على مساحة إجمالية تفوق 7 هكتارات من بينها مساحة مبنية على 6600 متر مربع، حسبما تتضمنه البطاقة التقنية للمشروع. و إلى جانب منارة بعلو 70 مترا سيضم المبنى الرئيسي للمسجد القطب الذي يضم أربعة طوابق قاعتين للصلاة ومحراب وشرفات ومبنى إداري وقاعة للمحضرات تتسع ل 300 مقعد، بالإضافة إلى فضاءات خاصة بالنشاطات الثقافية و أخرى للتجارة و الخدمات. و قد استهل وزير الشؤون الدينية والأوقاف زيارته لولاية عنابة بحضوره جانبا من أشغال يوم دراسي حول مجازر8 ماي 1945 بعنوان "الإبادة، ذاكرة لا تنسى" من تنظيم مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية وذلك بقصر الثقافة محمد بوضياف قبل أن يزور مسجد أبو مروان الشريف بالمدينة العتيقة لعنابة. و بهذا المعلم الديني المصنف الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1033 عاين الوزير مختلف مرافقه التي تحتاج إلى عمليات صيانة و إعادة تهيئة، مشددا بعين المكان على أهمية المحافظة على مثل هذه المعالم واستغلالها لبعث نشاطات ثقافية تساهم في ترقية دورها كأقطاب للإشعاع الديني والثقافي.