تستضيف مدينة قازان الروسية, من 14 إلى 19 مايو الجاري, فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا- العالم الإسلامي", بحضور أكثر من 20 الف مشارك من 80 دولة, و الذي يعتبر منصة للتعاون الاقتصادي والتجاري لبحث سبل تحقيق مشاريع مشتركة بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي. وينعقد المنتدى هذه السنة تحت شعار "روسيا-العالم الإسلامي: الثقة والتعاون"، حيث من المنتظر أن يعكف المشاركون على مناقشة عدة مواضيع رئيسية و قضايا اقتصادية مهمة على الساحتين الإقليمية والدولية, تتعلق بالتمويل الإسلامي, الصناعة "حلال", الاستثمارات ,التقنيات المبتكرة, الطاقة, الخدمات اللوجستية ,السياحة ,الدبلوماسية, مبادئ الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة, الشركات الصغيرة والمتوسطة و تطوير مجالات الطب والرياضة و الإعلام, حسب منظمي الحدث. وستجرى أشغال الطبعة ال15 للمنتدى في مركز المعارض الدولي "قازان إكسبو" بحضور ممثلين عن عدة منظمات وهيئات دولية و حكومية و السلك الدبلوماسي وممثلي المؤسسات المالية المحلية والأجنبية والمستثمرين ورجال الأعمال و خبراء و اعلاميين من مختلف دول العالم. وفي رسالة نشرت على الموقع الرسمي للمنتدى, رحب الرئيس الروسي, فلاديمير بوتين, بالمشاركين مؤكدا "بأن روسيا تتمتع بصفة تقليدية بعلاقات ودية مع الدول الإسلامية و تقدر كثيرا رغبة تلك الدول في انتهاج سياسة خارجية مستقلة وتعزيز دورها في الشؤون الدولية". وفي هذا السياق, دعا الرئيس الروسي الدول الاسلامية إلى "العمل سويا مع روسيا للدفاع عن تشكيل نظام عالمي ديمقراطي متعدد الأقطاب، يقوم على سيادة القانون ومبادئ العدالة". وأضاف أن روسيا عازمة على توسيع تعاون متبادل المنفعة في جميع المجالات، من التجارة والاستثمار إلى الرياضة والسياحة. من جانبه, صرح رستم مينيخانوف, رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي", رئيس جمهورية تتارستان أن روسيا "تسعى من خلال المنتدى الى تعميق وتوسيع التعاون مع دول العالم الإسلامي"، مبرزا أن "اللقاء سيعرف حضورا معتبرا للمشاركين من مختلف مناطق روسيا والدول الأخرى التي تبدي اهتماما كبيرا بمدينة قازان كمنصة لبناء علاقات دولية فعالة". وتسعى هذه القمة, التي تم إطلاقها سنة 2009 , إلى تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية والثقافية بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي, كون روسيا أحد أعضاء المنظمة و دولة متعددة الديانات والأعراق حيث تضم أكثر من عشرين مليون مواطن روسي مسلم. وفي هذا الإطار, يعتزم المنظمون تنظيم العديد من الجلسات حول البيئة الاستثمارية والقدرات التي تتمتع بها مختلف الأقاليم الروسية وجمهورية تتارستان بشكل خاص, وبحث فرص التصدير وتوطيد العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز التعاون في ميادين الفلاحة, الصناعة والسياحة, والتكنولوجيا و النقل و اللوجستيك والتنمية المستدامة وغيرها من القطاعات. ولدعم المشاريع الاستثمارية و تجنيد مختلف مصادر التمويل, سيولي المنتدى اهتماما خاصا للتعريف بمختلف المؤسسات المالية الإسلامية والنظام المصرفي الإسلامي بهدف تطويره لاسيما في روسيا. وموازاة مع الاجتماعات و الندوات المبرمجة, ستقام خلال أيام المنتدى عدة معارض وتظاهرات و نشاطات رياضية و ثقافية و فنية، بهدف التعريف بالتنوع الثقافي في روسيا و إضفاء الطابع الثري لهذا الحدث الذي تشرف على تنظيمه سلطات جمهورية تتارستان بدعم من مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي. ومن بين التظاهرات المرتقبة على هامش المنتدى, معرض روسيا حلال "Russia Halal Expo" الذي يتربع على مساحة 30 ألف متر مربع على مستوى مركز معارض قازان, أين ستعرض مشاريع استثمار ومنتجات الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة, بحضور البنوك والمؤسسات المالية. ولأول مرة, سيستضيف منتدى قازان معرضا خاصا بالعقار حيث ستعرض شركات من الشرق الأوسط وافريقيا ووسط وشرق آسيا أحدث حلول الأعمال والتقنيات المتقدمة في البناء والتصميم والتخطيط الحضري. علاوة على ذلك, من المنتظر على هامش اشغال المنتدى, انعقاد المؤتمر الدولي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" الخميس المقبل، لمناقشة تحديات "نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب وتنمية آمنة".