أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, اليوم الخميس بقازان, أن تطوير التعاون مع الدول الإسلامية يشكل أحد أولويات السياسة الخارجية لروسيا, مبرزا أن هذا التعاون أصبح يتمتع بطابع الشراكة الاستراتيجية. جاء ذلك في كلمة وجهها الرئيس الروسي للمشاركين في اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتجية "روسيا-العالم الإسلامي", المنعقد في قازان (عاصمة جمهورية تتارستان), قرأها نيابة عنه نائب رئيس الوزراء الروسي, رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى الاقتصادي الدولي روسيا-العالم الاسلامي, مارات خوسنولين. وفي هذا الاطار, أوضح الرئيس بوتين أن "تطوير التعاون مع الدول الإسلامية هو أحد أولويات سياستنا الخارجية, وقد اكتسب هذا التعاون اليوم طابع الشراكة الاستراتيجية وهو يتطور بشكل ديناميكي, لاسيما بفضل الرؤية الاستراتيجية النشطة والتي سمحت على مدار ال 15 سنة الاخيرة بإبرام عقود وثيقة وشاملة بين روسيا والدول الإسلامية, مما يقدم مساهمة لا تقدر بثمن في تعزيز علاقاتنا بشكل أكبر". وأضاف في نفس السياق أن روسيا التي "تحرص على تعزيز العلاقات الودية التقليدية التي تربطها مع الدول الإسلامية", "تقدر بشدة رغبتها في اتباع سياسة خارجية مستقلة وزيادة دورها في الإشراف على شؤون الدولية". وتابع بالقول: "نحن نؤيد معا تشكيل نظام عالمي ديمقراطي متعدد الأقطاب نلتزم من خلاله باحترام القانون ومبادئ العدالة, ونتحرر من أي شكل من أشكال التمييز, ونلتزم بالطبع بتوسيع التعاون متبادل المنفعة في جميع المجالات من التجارة والاستثمار إلى الرياضة والسياحة". بدوره, أوضح محمد تقية صالح, ممثل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, حسين إبراهيم طه, أن انعقاد اجتماع هذه السنة يأتي "في ظل تطورات وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وبيئية عالمية, تتطلب تكثيف الجهود والتعاون بين الدول والمنظمات", مجددا التزام المنظمة بمختلف مؤسستها بالمساهمة في معالجة الملفات الراهنة لا سيما من خلال تكريس التعاون متعدد الاطراف على أساس القواسم المشتركة. وفي نفس السياق, دعا المسؤول المجتمع الدولي وخاصة مجلس الامن الى مضاعفة الجهود من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف, بما في ذلك حق العودة وتجسيد دولته المستقلة. وجرى افتتح اشغال هذا الاجتماع برئاسة رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي", رستم مينيخانوف, رئيس تتارستان (احدى جمهوريات روسيا الاتحادية) والذي أكد في كلمته الافتتاحية ان اللقاء يأتي في اطار تثمين دور هذه المجموعة التي اصبحت "أداة رئيسية لتنمية الصداقة والتفاهم والثقة". وخلال هذا الاجتماع الذي ينظم بالموازاة مع تنظيم المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا-العالم الإسلامي" أو ما يسمى "منتدى قازان", ناقش المشاركون الفرص جديدة للتفاعل بين روسيا والدول الإسلامية في ضوء الوضع السياسي المتغير بسرعة في العالم, بالإضافة إلى جملة التحديات المطروحة على المستوى الدولي.