أثارت التفجيرات التي شهدتها العاصمة الاوغندية كمبالا أمس الأحد والتي اسفرت عن مصرع 78 قتيلا في مطعم وناد اثناء متابعة المباراة النهائية لمونديال كرة القدم استنكارا دوليا واسعا لهذه الاعتداءات "الجبانة" التي استهدفت اناسا ابرياء. وفي هذا الصدد أدان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الذي زار مواقع التفجيرات و الجرحى في المستشفيات "جبن" مرتكبي هذا الاعتداء المزدوج وتحداهم ان "يقاتلوا الجنود" بدلا من هواة كرة القدم مشددا على ان "اناسا يشاهدون كرة القدم لا يجب ان يكونوا مستهدفين". ومن جهته شجب الاتحاد الافريقي اليوم الإثنين "بأشد العبارات" هذين الاعتداءين المسلحين حيث وصف محافظ الأمن والسلام في الإتحاد رمطان لعمامرة التفجيرات "بالعمل الإرهابي الذي ينبغي ان يدان بأشد العبارات" مستنكرا الهجوم الذي "إستهدف دولة افريقية تساهم بفعالية في ترقية أهداف الاتحاد". كما وصف الرئيس الصومإلى شيخ شريف شيخ أحمد الهجومين ب"العمل الإرهابي والشرير". و بدوره اعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم عن حزنه العميق إزاء هذا "العمل الجبان" حيث اوضح المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي مايك هامر "أن الرئيس الامريكي أحزنته الخسائر في الارواح التي سقطت نتيجة هذه الهجمات الجبانة والمؤسفة ويقدم تعازيه إلى شعب اوغندا وأقرباء الذين قتلوا او اصيبوا بجروح''. و أكد الرئيس الامريكي إستعداد بلاده لتقديم كل المساعدات الضرورية للسلطات الاوغندية لا سيما وأن الولاياتالمتحدة فقدت أحد رعاياها في الهجومين. وفي موسكو استنكر الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف العملين الإرهابيين داعيا المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لمكافحة الارهاب بكل أشكاله. كما شجبت فرنسا على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير "بحزم شديد" مؤكدة على ضرورة "التعرف على هوية مرتكبي هذين العملين الهمجيين وملاحقتهما امام القضاء". و اعتبرت لندن من جهتها هذه التفجيرات بأنها "جبانة" وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إنه "أصيب بصدمة شديدة لدى سماعه بهجمات كمبالا". و من جانبها أدانت الحكومة الإثيوبية ب"شدة هذا العمل الإرهابى الشرير والجبان" الذى استهدف مواطنين أبرياء من جنسيات مختلفة بينهم عدد من الإثيوبيين أثناء مشاهدتهم المباراة. وأكدت اثيوبيا ان اوغندا كانت مستهدفة نظرا لاضطلاعها على خير وجه بمهامها الافريقية مما يجعل الهجوم الذي تعرضت له بمثابة اعتداء على افريقيا. وغداة وقوع التفجيرات اعلنت الحكومة الاوغندية عن بدء التحقيقات لمعرفة مرتكبي هذه الاعتداءات السافرة معلنة عن عثور الشرطة على جثة شخص يعتقد أنه احد منفذي الاعتداءات. كما ربطت الشرطة و الجيش الاوغنديين بين هذين الاعتداءين و التهديدات الأخيرة التي أطلقتها "حركة الشباب المجاهدين" المتمردة في الصومال بمهاجمة أوغندا وبوروندي الدولتين المساهمتين في قوة السلام الافريقية في مقديشيو. وصرح المتحدث باسم الجيش الأوغندي فليكس كولايجي انه يعتقد بأن"مهاجما صوماليا ربما يكون مسؤولا عن أحد الانفجارين" مبرزا أنه "في أحد المكانين اللذين شهدا الانفجار تعرف المحققون على رأس مقطوع نشتبه في أنه ربما كان مهاجما انتحاريا ينتمي لحركة الشباب التي تتوعد بذلك منذ فترة". وفي غضون ذلك أعلنت حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال اليوم مسؤوليتها عن الهجومين اللذين شهدتهما كمبالا أمس الأحد حسب قناة (الجزيرة) الفضائية التي لم تشر إلى المزيد من التفاصيل. وكان الشيخ يوسف شيخ عيسى أحد قادة حركة "شباب المجاهدين" الصومالية قد رفض في وقت سابق تأكيد أو نفي مسؤولية حركته عن الهجوم المزدوج الذي شهدته كمبالا. ورغم تلك التهديدات و الهجمات تواصل الحكومة الاوغندية رفع التحدي حيث اكد نائب وزير الخارجية اوكيلو اوريم ان قوات بلاده ستظل ضمن قوة السلام الافريقية المنتشرة فى الصومال مشددا على ان "هولاء جبناء والاوغنديون ليسو جبناء ولن نهرب من مقديشو بسبب هذا العمل الجبان". و تجدر الاشارة إلى ان كل من اوغندا وبوروندي انفردتا بارسال الجنود الستة الاف الذين يشكلون حاليا قوة السلام الافريقية فى الصومال والمكلفة بحماية الحكومة الانتقالية الصومالية المتداعية في العاصمة مقديشو من هجمات المسلحين.