استمعت اللجنة الرابعة لمنظمة الأممالمتحدة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة و تصفية الاستعمار يوم الأربعاء بنيويورك إلي أعضاء الوفد الجزائري الذي دعا بشدة إلى احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية و تنظيم استفتاء تقرير المصير في اقرب وقت و الوقف الفوري لاستيلاء المغرب على الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية. و استمعت اللجنة التي درست الوضع السائد في الصحراء الغربية الي ممثلين جزائريين لعدة جمعيات و هم على التوالي السيد الطيب زيتوني رئيس بلدية الجزائر الوسطى ونائب رئيس اللجنة التنفيذية للمدن و الحكومات المحلية المتحدة لافريقيا و السيد سعيد عياشي نائب رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي و السيدة مايا ساحلي و هي حقوقية و استاذة بالمعهد الديبلوماسي و العلاقات الدولية بالجزائر والسيد مصطفى بن براهم القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية. وأشار السيد زيتوني خلال تدخله الى انه في الوقت الذي تحيي فيه منظمة الاممالمتحدة الذكرى الخمسين لصدور اللائحة 1514 المصادق عليها سنة 1960 من قبل الجمعية العامة و التي مهدت الطريق من خلال الاستشارة بتنظيم استفتاء لحصول 17 دولة افريقية على استقلالها، فان الشعب الصحراوي لا يطالب بشيء سوي بالتطبيق الفوري لهذه اللائحة و إمكانية اختيار مصيره بكل حرية دون الخضوع لأي تأثير من أي طرف كان. و قال منددا ان "الشعب الصحراوي -لانه يقاوم بشكل سلمي سياسة استيطانية و سياسة طمس للهوية - فانه ما فتئ يتعرض في اراضيه المحتلة بشكل يومي تقريبا لانتهاكات صارخة لحقوق الانسان و انتهكات خطيرة مؤكدة و مسجلة". و اعتبر ان "هذا الوضع غير القانوني القائم علي الترهيب المعمم و المنظم المصحوب بنهب مفرط و واضح للموارد الطبيعية للصحراء الغربية يعلق مستقبل الاجيال المقبلة". و بعد الاشارة الى ان الشعب الصحراوي يقاوم بشكل سلمي كافة اشكال الانتهاكات و ممارسة التعذيب و استمرار الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل المغرب بشكل يومي ذكر السيد زيتوني بان جبهة البوليزاريو الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي وقع مع المغرب اتفاقا رسميا لوقف اطلاق النار سنة 1991 على اساس الالتزامات المغربية بخصوص مباشرة مسار تنظيم استفتاء تقرير المصير. و برر يقول ان "19 سنة مرت و الصحراويون يترقبون تنفيذ المغرب للاحكام التعاقدية كما ان كافة اللوائح الاممية لاسيما لوائح مجلس الامن تعترف للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير". و دعا يقول "اننا ندعوكم في هذا المقام الى استغلال سلطتكم من اجل وضع حد للانتهاكات المكثفة التي يقترفها المغرب في الاراضي المحتلة في الصحراء الغربية. و لقد ضممنا صوتنا إلى أصوات اخرى للمطالبة بتوسيع عهدة المينورسو لتتضمن حماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية". و ندد السيد زيتوني بشدة يقول "امام المقاومة السلمية للصحراويين لادارة الاحتلال المغربي كانت ردة فعل المغرب جد عنيفة و وحشية من خلال قمع فاشي و دامي مصحوب بعمليات توقيف تعسفية و التستر على الاغتصابات و الترحيل القصري للصحراويين و احكام بالاعدام دون محاكمة و الاختفاءات القصرية و اضطهاد عائلات كاملة و اختطاف الأطفال و قذف صحراويين من طائرات مروحية و ممارسات لاانسانية للتعذيب". و دعا السيد زيتوني يقول "لذا نطالب بتوسيع عهدة المينورسو التي يجب ان تتكفل ايضا بمهمة السهر على احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية". كما استمعت اللجنة الرابعة لمنظمة الاممالمتحدة إلى السيد عياشي نائب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي الذي قدم معلومات حول وضع حقوق الانسان في الصحراء الغربية الذي وصفه ب"الخطير و المقلق". وفي هذا الإطار، ذكر السيد عياشي بصفة خاصة بحملات الاختطاف و الاعتقال القصري و التعذيب و الترهيب و المعاملات الوحشية و اللاانسانية و المهينة و الأحكام بالاعدام دون محاكمات و اتلاف الممتلكات و الاغتصابات و غيرها من الانتهاكات. و أضاف أن هذا الوضع خلق جوا من الرعب في كافة المنطقة مما جعل العديد من الضحايا و الشهود يمتنعون من الحديث عن الفظائع التي عاشوها" مسجلا أن الكثير من هذه الانتهاكات لم يتم في شانها اجراء تحقيقات مفصلة بسبب جو الرعب هذا والحصار الإعلامي المفروض على المنطقة. و أردف نفس المتحدث أن "المئات من الصحراويين معتقلون في مراكز اعتقال تمارس -بلا عقاب- أبشع طرق التعذيب الجسدية و النفسية" مضيفا أن "الصحراء الغربية تخضع بأكملها إلى حصار عسكري و تعتيم اعلامي بما أن السلطات المغربية لا تسهل على المنظمات غير الحكومية الاتصال بالوسائل الدولية و المراقبين". و سجل أن "الشهادات التي استقتها جمعيتنا منذ سنوات لدى ضحايا هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية مثل المعتقلين القدامي أو المنفيين تبرز بأن الجنسين و كافة الفئات الاجتماعية معنية بهذه الابتزازات: الطلبة و الموظفين و الأساتذة و المتقاعدين و العمال و التجار و مربي المواشي و الحرفيين و غيرهم حضريين كانوا أم سكان الأرياف". وفي مجال المساعدة الإنسانية ل165000 لاجئ صحراوي المتواجدين في منطقة تندوف، تأسف السيد العياشي لكون المساعدة الدولية غير كافية. و أضاف "الشخص الواحد لا يتمتع الا بنصف دولار في اليوم . منذ قرابة شهر واحد استاء المحافظ السامي لللاجئين السيد غوتيريس الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين لهذا الوضع المأساوي لللاجئين الصحراويين". كما استمعت اللجنة إلى السيد نور الدين بن براهم قائد الكشافة الاسلامية الجزائرية الذي أكد أن الشعب الصحراوي "ضحية جور و ينبغي على الأممالمتحدة إدانة المعاملة الوحشية التي تفرضه عليه الحكومة المغربية" داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد لللاعقاب المغرب و كذا لتصفية الاستعمار و الاحتلال. و بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان دعا إلى انشاء لجنة تحقيق لمنظمة الأممالمتحدة حول حقوق الانسان في الأراضي المحتلة و كذا تنشيط دور المحافظة السامية الأممية لحقوق الانسان. ومن جهتها، ذكرت الحقوقية الجزائرية السيدة ساحلي بأن الشعب الصحراوي "ضحية لاقبح انتهاكات حقوق الإنسان". وطالبت بالحق الشرعي في تقرير المصير و حق الشعب الصحراوي في إقامة دولة مستقلة مؤكدة أن تنظيم استفتاء حر و نزيه هو وحده الكفيل بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وجددت بأن الشعب الصحراوي "لن يتخل أبدا عن حقه في التصرف في موارده الطبيعية".