لقي شاب صحراوي (بادي محمد قرقار) مصرعه يوم الاثنين وأصيب عشرات المواطنين الصحراويين الآخرين بجروح بعضها خطيرة بمدينة العيون على يد قوات الاحتلال المغربية بعد المظاهرات السلمية التي خرجت الى شوارع عدة أحياء من هذه المدينةالمحتلة للتنديد بالاعتداء الذي ارتكب فجر اليوم على مخيم اكديم ايزيك الذي ياوي حوالي 26 ألف مواطن صحراوي أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وذكر شهود عيان ان القوات المغربية استعملت الذخيرة الحية ضد المتظاهرين الصحراويين مما قد يرشح ارتفاع عدد القتلى. وكانت عناصر الآمن المغربية مصحوبة بقوات الجيش الملكي قد هاجمت وبعنف "منقطع النظير" فجرا اليوم مخيم أكديم أيزيك مستعملة القنابل المسيلة للدموع التي كانت تلقي بها الطائرات العمودية وخراطيم المياه ضد سكان هذا المخيم الذي يقيم به حوالي 26 ألف صحراوي منذ 9 أكتوبر الفارط للإحتجاج سلميا على سياسة التمييز المتواصلة وعلي تدهور الظروف الإجتماعية و الإقتصادية للشعب الصحراوي في الصحراء الغربية. وتتزامن مظاهر العدوانية واستعمال القوة ضد الصحراويين من قبل السلطات المغربية بالاراضي المحتلة مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية بين طرفي النزاع المغرب والبوليزاريو اليوم بمانهاست (نيويورك) و ليثبت من جديد للمجتمع الدولي حسب مصادر صحراوية، تعنت المغرب وسياسة الآمر الواقع واللذين تضمنهما خطاب العاهل المغربي محمد السادس يوم السبت بمناسبة الذكرى ال35 لاحتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب. وقد صرح رئيس الوفد الصحراوي في هذه المفاوضات في تعقيبه على الهجوم العنيف للقوات المغربية على السكان العزل بمخيم اكديم ايزيك قائلا: انه "بدلا من الحضور بالتزامات ذات مصداقية من أجل تسوية مشكل الصحراء الغربية يشارك المغرب في هذا الاجتماع بمظاهرة قوة من أجل افشال جهود المجتمع الدولي و الأمين العام الأممي و مبعوثه الخاص" وهذه الوضعية اليائسة تضع على المحك مرة أخرى قدرة الأممالمتحدة على تحمل مسؤوليتها في حماية سكان الصحراء الغربية. وفي أعقاب هذا الاعتداء صدرت ردود فعل عديدة منددة بلجوء القوات المغربية من جديد الى استعمال العنف ضد السكان الصحراويين العزل. وفي هذا الإطار، نددت حكومة الصحراوية بالاعتداء الذي وصفته ب "جريمة لا توصف" و "عمل وحشي" موجهة "نداء عاجلا" للمجتمع الدولي و بصفة خاصة لمجلس الأمن الاممي حتى يطالب المغرب بوضع حد لهذا العمل الوحشي المرتكب ضد مدنيين عزل". كما وجهت الحكومة الصحراوية نداء الى كل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان و المجتمع المدني و كل الاوساط المحبة للسلم و العدالة عبر العالم ل "مساعدة هؤلاء السكان المسعفين". وفي الجزائر أدانت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي "القمع الإجرامي" الذي تعرض له "مخيم الحرية" الذي أقيم بالقرب من مدينة العيونالمحتلة معتبرة ان الوضع بالصحراء الغربية "لا يطاق". و أكدت في بيان لها أنه "في الوقت الذي ينطلق فيه بضاحية نيويورك الاجتماع غير الرسمي الثالث بين جبهة البوليزاريو و المغرب تحت اشراف الأممالمتحدة يتعرض السكان الذين يعيشون بالأراضي الصحراوية المحتلة (...) لقمع اجرامي شنيع و وحشي من قبل قوات الاحتلال المغربية" مما خلف العديد من الضحايا من بينهم نساء و اطفال و شيوخ. واعتبرت اللجنة ان الوضع "لايطاق" بالأراضي الصحراوية المحتلة ما دام المغرب "يقيم عراقيل جديدة من أجل الابقاء على الوضع الراهن و ينتهج موقفا سلبيا لمواجهة و تحدي المجموعة الدولية". و أضافت أن "التهرب المشين وغير اللائق للمملكة المغربية في محاولة تحميل الجزائر مرة أخرى مسؤولية هذا الوضع المؤسف قد طال أمده. ان استغلال الجزائر كمتنفس بتحميلها مسؤولية انسداد ملف الصحراء الغربية و ادعاء كونها وراء الوضع الراهن بالصحراء الغربية ما هو إلا خرافة لم تعد تنطلي على أحد". واعتبرت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ان "هذا المسعى مآله الفشل و لايؤثر على عزم الجزائر في مساندة قضية الشعب الصحراوي العادلة و ممثله الشرعي جبهة البوليزاريو إلى غاية تنظيم استفتاء حر و نزيه دون عوائق مهما كانت طبيعتها". وفي فرنسا طالبت حركة مناهضة العنصرية و من أجل الصداقة بين الشعوب من الحكومة الفرنسية "فرض احترام القانون الدولي" اثر الاعتداء الذي ارتكبته القوات المغربية اليوم على مخيم الصحراويين قرب مدينة العيون. وبعد ان عبرت الحركة عن "انشغالها العميق" للوضع "الخطير" في الصحراء الغربية اكدت انه "من العاجل أن توقف الحكومة الفرنسية دعمها اللامشروط للحكومة المغربية و أن تتحرك من أجل حل المشكل الصحراوي مع احترام حقوق الانسان طبقا لحق الشعوب في تقرير مصيرها". ويذكر أن الحكومة الصحراوية قد اكدت ان سلطات الاحتلال المغربية واثر تطورات الوضع في الاراضي المحتلة فرضت حصارا على هذه المناطق ومنعت دخول الصحافة و الملاحظين الأجانب كما قامت القوات المغربية بطرد أعضاء من البرلمان الأوروبي.